"لقد قتلوا طفلي وأخافوا بناتي" لذلك نحن لاجئين، هكذا لخصت أم سورية معاناتهم في رحلة اللجوء إلى الولايات المتحدة الأمريكية، للهرب من الحرب الدائرة في بلادهم منذ 2011، وذلك في محاولة منهم لدفع عدد من حكام الولايات لإعادة النظر في قرارهم بعدم استضافتهم لمزيد من اللاجئين.
"ليندا".. أم سورية شاهدت كل ما تحمله الحرب الأهلية من خراب و مآسي، فقدت أبنها الرضيع بصواريخ بشار الأسد - على حد قولها- ، ولم تستطع أن تحمي بناتها الخمسة من الترويع على يد القوات الحكومية، ومنعهن الخوف من إكمال تعليمهن، وفقد زوجها – النجار- وظيفته، فلم يبق أمامهم سوى الرحيل.
داخل سيارة صغيرة تكدس أفراد العائلة المكونة من الأم والأب وبناتهم الخمسة بالإضافة إلى عدد من الأقارب من أجل اجتياز الحدود السورية للوصول إلى أرض أكثر أمانًا في لبنان.
وتقول "ليندا" خلال حكايتها التي نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ،إن أسرتها عندما تسترجع ذكريات رحلتهم من سوريا إلى لبنان وكيفية هروبهم من الأكمنة الحدودية يتعجبون من كيفية نجاتهم ووصولهم لحالة الأمان التي يعيشوها الآن.
وأضافت "ليندا" التي اكتفت واشنطن بوست بنشر اسمها الأول فقط لحماية باقي أفراد عائلتها المتواجدة في سوريا ،أن معاناة الأسرة لم تنته بمجرد وصولها إلى طرابلس اللبنانية، مشيرة إلى أن زوجها قضى قرابة العام كامل دون الحصول على وظيفة، وعندما نجح في العمل كان دخله لا يتعدى الـ15 دولار في اليوم الواحد، وهو أقل من أن يمكنهم من دفع إيجار الشقة التي يسكنون بها.
وأوضحت أن عائلتها كانت تتلقى المساعدات من الجمعيات الحقوقية التي كانت توفر لهم الطعام يوميا من أجل أن يستطيعوا مواصلة حياتهم إلا أنهم كانوا يبيعون تلك الأطعمة من أجل الحصول على المال اللازم لدفع إيجار المنزل.
وتابعت أنه بعد عام كامل من البقاء في تلك الظروف الصعبة داخل لبنان قامت الأسرة بخوض عدد من المقابلات الشخصية مع مسئولين أمريكان من أجل اللجوء إلى الولايات المتحدة، وهو ما حدث عقب فترة طويلة من تلك المقابلات .
وتابعت أنها تشعر الآن بالأمان بعد أن تركت الحرب، على الرغم من استمرار تعرضهن للمضايقات لارتدائهن الحجاب، بالإضافة إلى عدم تفهم جيرانهم لثقافة المسلمين، خاصة عقب أحداث باريس الأخيرة.

واختتمت ليندا قصة أسرتها للهروب من الموت في سوريا إلى الحياة الجديدة في ولاية بالتيمور الأمريكية برسالة إلى حكام الولايات الذين قاموا بغلق أبوابهم أمام اللاجئين السوريين والعراقيين بأن يعيدوا النظر في قرارهم،فتلك العائلات قد عايشت الحروب في بلادها وعايشت العمليات الإرهابية الأخيرة في أوروبا وبالتالي لجئوا إليهم من أجل حياة جديدة آمنه.