«الهجرة للبرتغال».. هل تدفع حرب غزة الإسرائيليين للهرب؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

استغل الآلاف من الإسرائيليين سياسة البرتغال التي تسمع لحملة جوازات السفر الإسرائيلية بالحصول على تأشيرات لجوء، بحسب ما ذكرته القناة 12 الإسرائيلية في تقرير لها.

ووفقا للقناة فإنه بإمكان الإسرائيليين الحصول على تأشيرات للبقاء والعمل في البرتغال بشكل قانوني، بما في ذلك المساعدات الحكومية، وصولاً إلى حصولهم على الجنسية أيضاً.

جاءت الخطوة البرتغالية في أعقاب استمرار الحرب الإسرائيلية الشرسة على قطاع غزة لأكثر من شهرين. وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، قد كشفت في سبتمبر الماضي أن أكثر من 20 ألف إسرائيلي سعوا للحصول على الجنسية من البرتغال في 2022، وهو أعلى رقم مقارنة بأية مجموعة أجنبية أخرى.

وقال يارون، أحد الإسرائيليين الذين تقدموا بطلب لجوء في البرتغال: "ذهبت إلى مكاتب الهجرة، وعندما سألتني الموظفة إن كنت إسرائيلياً، أجبت بنعم، فأخبرتني أنه لا توجد مشكلة".

وتابع يارون "حصلت على وثيقة تمنحني تصريح إقامة وعمل لمدة شهرين، وعليّ تجديدها كل شهرين، إلى حين البت بطلب اللجوء".

ويبدو أن الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر وما خلّفته من آلاف الضحايا والدمار الواسع، شكلت صدمة كبيرة لكثير من الإسرائيليين، مما دفع الكثيرين منهم للبحث عن ملاذ آمن خارج البلاد.

على وقع تكلفة أثار العداون الوحشي الإسرائيلي فقد اهتز الاقتصاد الاسرائيلي البالغ 488 مليار دولار ، ليتهاوى سعر صرف الشيكل إلى أدنى مستوياته أمام الدولار  منذ عام 2012 حيث وصل إلى 4.08 شيكل، ليعود ويبلغ عتبة الـ3.72 شيكل نهاية نوفمبر.

ولم تُفلح كافة الاجراءات الاسعافية التي اتخذها المركزي في إعادته إلى مستوياته السابقة على الرغم من ضخ إسرائيل حزمة دعم بلغت نحو 45 مليار دولار لمساعدة عملتها واقتصادها على الصمود.

وفي خطوة هي الأولى في تاريخه، قام البنك المركزي ببيع 8.2 مليار دولار من النقد الأجنبي في أكتوبر للدفاع عن الشيكل، مما أدى إلى تراجع الاحتياطي  بقيمة 7.3 مليارات دولار مُسجلاً 191.235 مليار دولار.

وتجدر الإشارة إلى أن الإحصاءات الرسمية حتى مساء الإثنين أفادت بارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 18205 والجرحى إلى 49645، معظمهم من الأطفال والنساء. كما لحق دمار هائل بالبنى التحتية في القطاع.

ووصفت مصادر فلسطينية رسمية ما يجري بأنه "كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بينما يُخشى أن تستمر آثار الحرب لسنوات عديدة. 

وفي الوقت الذي بادرت فيه البرتغال بفتح أبوابها أمام الإسرائيليين، مازال مئات الآلاف من سكان غزة يعانون ظروفاً معيشية قاسية ومأساوية، دون أمل حقيقي في الفرار من هذه الكارثة على الأقل في المدى القريب.