معاناة ٤ أجيال من الفلسطينيات فى «باى باى طبريا»

أفيش فيلم «باى باى طبريا»
أفيش فيلم «باى باى طبريا»

استقبل الفيلم الوثائقى الفلسطينى الطويل «باى باى طبريا» للمخرجة الفرنسية الجزائرية الأصل لينا سويلم أبنة الممثلة الفلسطينية هيام عباس استقبالا كبيرا عند مشاركته فى مسابقة الأفلام الطويلة بمهرجان مراكش السينمائى الدولى بالمغرب وصاحبه عاصفة من التصفيق فى نهاية العرض مع ترديد عبارة «تحيا فلسطين»، وتزامن عرض الفيلم فى المهرجان المغربى فى فترة الهدنة الإنسانية المؤقتة التى ظلت تتجدد لمدة 7 أيام قامت بعدها إسرائيل بكسر الهدنة ومواصلة القصف وقتل الأبرياء وتهجيرهم بشكل مستمر ! 
من المقرر أن يعرض الفيلم فى دور السينما بباريس بداية ربيع 2024، فهل سيتم السماح بعرضه أم انه سيلقى عقبات من اللوبى الصهيونى المتغلغل فى عاصمة النور؟ وهل سيسمح له بتمثيل فلسطين فى فئة أفضل فيلم دولى للسنة بمسابقة الأوسكار، أم أنه سيلاقى عقبات فى ظل الكراهية التى تحشدها الصهيونية ضد كل ما هو فلسطينى وعربى بعد «طوفان الأقصى»؟. 


فيلم «باى باى طبريا» يقدم مشاهد مؤثرة لمعاناة المرأة الفلسطينية بعد نكبة 1948 عبر 4 أجيال متلاحقة بوقائع حية من أرشيف عائلة الممثلة الفلسطينية هيام عباس، التى تم تصويرها عن طريق أحد افراد العائلة الذى كان يعشق التصوير ويحرص على توثيق اللحظات الحزينة والسعيدة فى معيشة الأسرة الفلسطينية، تتمحور أحداث الفيلم حول حياة الممثلة الفلسطينية هيام عباس ونساء أخريات من عائلتها، وهنَّ جدة والدتها، وجدتها، ووالدتها، وخالتها، ويكشف هذا التسلسل المراحل التى عاشتها النساء الفلسطينيات فى ظل العدوان الإسرائيلى المستمر على مزارعهم ومنازلهم للتمدد فى خلق مستوطنات جديدة تقوم على حساب الحقوق الفلسطينين المهدرة أم القوة، وتستدعى مشاهد الفيلم آلام الماضى المستمرة فى ذاكرة النساء الفلسطينيات، والاختيارات الصعبة أمامهن من أجل الحفاظ على حياتهن وحياة بقية أفراد عائلاتهن فى ظل التهجير القسرى ومحاولات طمس الهوية الفلسطينية التى تتعمدها وتمولها المنظمات الصهيونية، 82 دقيقة هى مدة عرض الفيلم تقدم على الشاشة أحداثاً حقيقية وليست من خيال أحد ترويها النساء الفلسطينيات فى مراحل عمرية متدرجة، وحرصت المخرجة لينا سويلم على إيصال صوت جميع الفلسطينيات فى بلدة «طبريا» التى هجرتها عائلة الممثلة هيام عباس إلى قرية دير حنا فى الجليل، وهجرة هيام إلى بريطانيا ثم إلى فرنسا، ويكشف الفيلم معاناة والدتها التى فقدت إحدى بناتها خلال عمليات الترحيل القسرى إلى مخيم اليرموك، ومعاناة جدتها التى تمتهن التدريس وكانت تربى 10 أبناء فى غرفة واحدة داخل بيت صغير، وقالت هيام عباس إنها لم تكن تقدم دورا تمثله فى الفيلم لأنها كانت تجسد شخصيتها الحقيقية من خلال العودة إلى سنوات الطفولة، والمعاناة التى كانت تواجهها نساء عائلتها، اللواتى يمثلن أربعة أجيال مختلفة، ويبقى السؤال: هل سيتم السماح بعرض الفيلم الفلسطينى فى دور العرض بباريس؟، وهل سينجح فى تجاوز العقبات ويمثل فلسطين فى مسابقة الأوسكار؟!.