أفكار متقاطعة

الأسرى فضحوهم

سليمان قناوى
سليمان قناوى

كشفت أسابيع العدوان الصهيونى على غزة وأيام الهدنة، مَن هو الإرهابى الحقيقى، يقصف الطيران الإسرائيلى مستشفيات ومساجد وكنائس ومدارس ومساكن غزة، بينما يستهدف المقاومون الفلسطينيون دبابات وآليات العدو مباشرة،هم يستهدفون بخسة المدنيين وحماس تضرب فقط العسكريين، وهو ما أثبت الفارق بين إرهاب الدولة الممنهج بأيدى الصهاينة ومقاومة حركة استقلال تسعى لتحرير أرضها وأقصاها، وحتى هجوم 7 أكتوبر كان كله ضد أهداف عسكرية كمقر قيادة فرقة غزة ووحدة مخابرات 8200، وحتى عند استهداف مستوطنات غلاف غزة لم تبدأ كتائب القسام بإطلاق النار إلا على المسلحين الذين بادروهم بالرصاص، أما المدنيون غير المسلحين فتم نقلهم لغزة دون أذى، وتبين الفارق الواضح بين دولة العدو الإرهابية الهمجية وبين مقاومى حماس المتحضرين خلال أيام الهدنة وتبادل الأسرى، كل الأسرى الفلسطينيين من الأطفال والنساء الذين أطلق سراحهم تحدثوا عن التعذيب والإذلال وانتهاك حقوقهم الإنسانية واحتجاز كل متعلقاتهم بما فيها ملابسهم وإعطاءهم زى موحد، فى حين ان كل الأسيرات والأطفال الإسرائيليين لقوا أفضل معاملة إنسانية يمكن أن يراها أسير فى تاريخ الحروب، وهو ما كشفت عنه الأسيرة الإسرائيلية دانييل الونى فى رسالة شكر وجهتها للمقاومة الفلسطينية جاءت فيها: «إلى الجنرالات الذين رافقوننى فى الأسابيع الأخيرة، يبدو أننا سنفترق غداً، لكننى أشكركم من أعماق قلبى على إنسانيتكم غير الطبيعية التى أظهرتموها تجاه ابنتى إيمليا، ففى الوقت الذى يخرج فيه نتنياهو يتوعد بمحرقة جديدة للفلسطينيين، تنشر صحيفة يديعوت احرونوت نقلاً عن أسيرة اسرائيلية ان يحيى السنوار زعيم  حركة حماس التقى بالمختطفين فى الأيام الأولى للعدوان بأحد الأنفاق وأخبرهم «أنتم فى مكان آمن ولن يصيبكم مكروه»، وما يؤكد أن هذا الأسلوب المتحضر كان ممنهجاً ما ذكره الون بن ديفيد المراسل الحربى للقناة 13 بأنه تحدث مع الأسرى وكرروا نفس الرواية رجال حماس اعتنوا بهم، أطعموهم كما أبقوهم مع جيرانهم فى الكيبوتز، ونظموا بينهم محاضرات وتفاعلوا معا وشاهدوا حتى اليوتيوب»، فانكشف الصهاينة أمام الدنيا.