فى الصميم

الفضيحة الأمريكية.. عرض مستمر!!

جلال عارف
جلال عارف

ولا ذرة خجل لدى الإدارة الأمريكية بعد فضيحة "الڤيتو" الذى وقفت به ضد إرادة العالم كله فى إنهاء حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى(!!) ولا أى إحساس بالمسئولية لدى هذه الإدارة وهى تسقط كل الأقنعة عن وجه السياسة الأمريكية المنحازة بلا شروط للصهيونية النازية حتى ولو كان هذا الانحياز على حساب مصالح أمريكا نفسها، وعلى مستقبلها وهى تخون كل المبادئ التى ادعت أنها أساس سياستها وتتناسى كل ما رددته عن حقوق الإنسان وحرية الشعوب فى تقرير مصيرها!


ولاذرة خجل، ولا أى إحساس بالمسئولية.. بل إصرار على السير وراء النازية الصهيونية التى تحكم إسرائيل وتشن حرب الإبادة على شعب فلسطين، حتى ولو كانت هذه السياسة الأمريكية ستقوض النظام العالمى بأكمله وستنهى دور أمريكا الأساسى فى هذا النظام. وها هو وزير الخارجية الأمريكى بلينكن يواصل عمله فى خدمة أهداف إسرائيل ولو كان الثمن السقوط الأخلاقى والسياسى للإدارة الأمريكية، وها هو يقود عملية جديدة للتحايل على القانون الأمريكى من أجل إمداد إسرائيل بالمزيد من أسلحة القتل.. وكأن قتل أطفال فلسطين قد أصبح الهدف الأساسى للسياسة الأمريكية بنفس الدرجة التى يمثلها لحكومة العصابات النازية فى إسرائيل!


بعد ساعات فقط من فضيحة "ڤيتو" مجلس الأمن، يتم التحايل على القانون الأمريكى والتهرب من شرط موافقة الكونجرس، وتلجأ الإدارة الأمريكية − بتوصية من بلينكن − إلى اعتماد صفقة سلاح جديدة لإسرائيل تحتوى على قذائف للدبابات بأكثر من مائة مليون دولار باعتبار الصفقة "حالة طارئة" لا يمكن أن تنتظر العرض على الكونجرس الذى بدأت الأصوات فيه تتعالى بضرورة إخضاع السلاح الأمريكى لإسرائيل للشروط التى يفرضها القانون الأمريكى والتى تمنع استخدام هذا السلاح − كما يحدث الآن − خارج كل القوانين وفى خدمة "الإبادة الجماعية" وبصورة تجعل أمريكا شريكًا فى المسئولية عن جرائم إسرائيل.
يحدث ذلك وأمريكا ترى كيف أودت قنابلها بأرواح آلاف الشهداء الفلسطينيين، وترى (ومعها العالم كله) المهووس الصهيونى "بن غفير" الذى أصبح وزيرًا للأمن فى إسرائيل وهو يوزع أحدث البنادق الأمريكية على أتباعه من المستوطنين ليواصلوا قتل المدنيين الفلسطينيين فى الضفة الغربية التى لا تحكمها "حماس"!!.. وكأن واشنطن تقول للعالم كله إن المذبحة ستستمر، والسلاح الأمريكى سيواصل التدفق على إسرائيل، والتأييد السياسى والدعم الاقتصادى للكيان الصهيونى بلا حدود.. لكن ذلك كله لا يمنع واشنطن من الحديث عن جهودها لتوفير بعض المساعدات الإنسانية للفلسطينيين لأنها لا تحب قتل الأطفال وهم جوعى!!.


كيف يمكن لدولة عظمى أن تهين نفسها، وأن تتحول من "راعية للسلام" إلى شريكة فى حرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية؟!
.. فضيحة "الڤيتو" الأمريكى تقدم بعض الإجابة.. والفضائح مستمرة!!