يقدم مهرجان أيام قرطاج المسرحي، تجربة فريدة ومميزة، ضمن الفعاليات على مدار أعوامه الماضية، وما زال مستمرًا في تقديمها، وهو قسم "مسرح الحرية" والذي يقدم من خلال نزلاء السجون المختلفة في تونس، ويقدمون عروضًا مسرحية يوميًا خلال فترة المهرجان.
وقال رئيس المهرجان الفنان د.معز مرابط، في تصريحات خاصة لـ "بوابة أخباراليوم": "نسمي هذه التجربة بـ "مسرح الحرية" وهو خاص بالأعمال التي تنتج في السجون، حيث الهدف منها دمج المساجين، وأن يكون السجن تطوير لقدراتهم الإبداعية ونؤكد على أن الفن يغير حياتهم ويكون متنفس لهم، وأن تخرج تلك الأعمال للعرض خارج السجن، ويشاهدها الجمهور، وهذا يكون بشكل استثنائي ضمن فعاليات أيام قرطاج المسرحية، لأن خروج المساجين يتطلب تامين واستعدادات خاصة".
وأشار معز مرابط: "الحقيقة أن هناك حرص كبير من الهيئة العامة للسجون، أن يكون هناك تأمين كبير لهذا الموضوع، لأنهم يؤمنون بدور المسرح والفنون لذلك يكون التعاون شديد وقوي مع المهرجان، فالمسرح قادر على أن يغير مواقف شعوب ويغير في الإنسان بالتأكيد".
وثمّن رئيس المهرجان هذه التجربة، التي تتم بالاشتراك مع الهيئة العامة للسجون والإصلاح، معتبرًا أن تونس باتت رائدة في مجال حقوق الإنسان وفي تفعيل حق الثقافة للجميع بما في ذلك نزلاء السجون.
ويشارك خلال الدورة الـ 24 من أيام قرطاج المسرحية المقامة حاليا برئاسة الفنان د.معز مرابط، وتنتهي في 10 ديسمبر الجري، مايقرب 100 نزيل في السجون التونسية المختلفة وذلك من خلال عرض 8 عروض مسرحية من إنتاج نوادي المسرح في المؤسسات السجنية، من ضمنها عمل مسرحي نسائي وعمليْن للأطفال الموجودين في الإصلاحيات، وتمّ انتقاء هذه الأعمال من ضمن 14 عرضًا من إنتاجات نوادي المسرح في السجون، وتقدم على مسرح دار الثقافة المغاربية ابن خلدون بالعاصمة تونس، في إطار قسم «مسرح الحرية» الذي دأبت على تنظيمه أيام قرطاج المسرحية بالشراكة مع الهيئة العامة للسجون والإصلاح بتونس، منذ 2017.
ويتسابق على جوائز هذه الدورة من مهرجان أيام قرطاج المسرحية، نوادي المسرح الناشطة بكلّ من السجن المدني بالمرناقية وبرج العامري وبرج الرومي والهوارب والمهدية وصفاقس والسرس بولاية الكاف، إلى جانب سجن النساء المسعدين، فضلا عن مشاركة الأطفال الجانحين بمركز إصلاح الأطفال بسوق الجديد من ولاية سيدي بوزيد.
وتأتي جوائز جوائز مسابقة قسم "مسرح الحرية"، كالتالي: أول جائزة أفضل عمل مسرحي، بقيمة 3 آلاف دينار، وهي جائزة تمنحها إدارة أيام قرطاج المسرحية، إلى جانب الجائزة الثانية 1500 دينار، والثالثة 1000 دينار، وتمنحهما الهيئة العامة للسجون والإصلاح، فضلا عن تكريم مختلف للمشاركين بتسليمهم شهادات مشاركة.
وكانت تجربة العروض المسرحية لنزلاء السجون ضمن قسم «مسرح الحرية» في أيام قرطاج المسرحية، قد انطلقت في 2017 بتقديم عرض واحد خارج السجن، ثم تطور العدد إلى 5 أعمال مسرحية في 2018، ثم إلى 11 عرضا خلال 2019، و2021 ثم بلغت 12 عرضا خلال دورة 2022.
جدير بالذكر، أن الدورة الـ24 من أيام قرطاج المسرحية، انطلقت يوم 2 ديسمبر وتستمر عروضها حتى 10ديسمبر، ويشارك بها أكثر من 60 عرضا من 28 بلدا من مختلف قارات العالم، وتتوزع كما يلي على: المسابقة الرسمية (11 عرضا) والعروض الموازية (24 عرضا) ومسرح العالم (18 عرضا) وتعبيرات مسرحية في المهجر (4 عروض).
ويشمل محور برنامج "مسرح العالم"، عدة عروض منها: بلا عنوان من ايطاليا، أفريكان بارتي منبلا أسبانيا، هذه سلام من فنزويلا، كلاش ديجيتال من سويسرا، مازالت في طنجة وانا ممنوع من السفر من النمسا، بلا دولة من البرازيل، المدينة العالمية من ايطاليا، دراكولا من النرويج، الدب من روسيا، وعروض أخري من مختلف أنحاء العالم
