«لا يوجد شيء جديد، المصريون يصنعون التاريخ كالمعتاد»، وهذا ما شاهدناه بأعيننا وما نقلته وسائل الإعلام الدولية والمحلية من مشهد إقبال المصريين بالخارج على التصويت في الانتخابات الرئاسية يؤكد أن الشعب المصري يمتلك إرادة حقيقية للمشاركة في صنع المستقبل وتغيير معالمه، وفقا لما يحقق صالح الوطن والمواطنين، فالمصريين شعب محب للحياة، مشاهد متعددة لا يمكن حصرها في سطور، فهذا شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة ينزل وسط الزحام ليدلي بصوته لمرشحه، وآخرون لا يهبون برودة الجو القارص، يحملون أعلام وطنهم، يقفون في تحد واصرار منتظرين دورهم للإدلاء بأصواتهم، وأخرى سيدة مسنة لم تستطع قدمها حملها لكنها من أجل الوطن أصرت على النزول للانتخابات، مشاهد لقن بها المصريون في الخارج العالم دروسا وعبرا في حب الوطن، ليضربوا مثلا يحتذى به في الوطنية والفدائية، على أن الوطن ليس مجرد مكان للإقامة أو العيش فيه لكنه شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات، وتسقى بالدم والعرق، وها هم المصريون تشربت أرواحهم بحب الوطن، لهذا كان هذا المشهد العظيم بإقبال الناخبين بكثافة وحب وحنين للتصويت، ليوصلوا رسالة للعالم أن مصر على قلب رجل واحد، وأن يد الله مع الجماعة، وأن اجتماع السواعد يبني الوطن واجتماع القلوب يخفف المحن، أعتقد أن الرسالة وصلت، وأن المصريين دائما ما يظهر معدنهم الأصيل وقت الشدائد، ونحن ننتظر في جولة الانتخابات الرئاسية الداخلية لنؤكد جميعا على حبنا للوطن.
أعجبني أيضا ما قاله وأكد عليه المستشار محمود فوزي رئيس الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، خلال لقائه مع الإعلامية المتميزة قصواء الخولي، عبر فضائية «CBC، متسائلا في بداية كلامه قبل الحديث عن البرنامج الانتخابي، أنه لابد الإشارة إلى أين كنا؟.. وأين أصبحنا؟، مُردفًا: «نحن كنا في خطر يهدد هويتنا ويهدد وحدة البلاد، وكنا نعاني من الإرهاب، وتراجع الاستثمارات والبطالة والعشوائيات، وجهاز إداري مترهل، وخدمات ضعيفة، وبنية أساسية متردية، وهذا كان الوضع في 2013 و2014»، مضيفا، «أين أصبحنا في التسع سنوات؟ أصبح لدينا بنية أساسية، قضينا على الإرهاب، بنينا المؤسسات، ووُضع دستور، استعدنا المؤسسية بشكل كبير جدًا، في الحقيقة أعتقد أنها إشارة وبداية منه موفقة، التساؤلان الذي طرحهما رئيس الحملة كان لابد منهما، لإيضاح كم المجهود الكبير الذي بذل في السنوات الماضية بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، قيادة البلاد، كما أشار إلى برنامج حياة كريمة وأنه مشروع طموح؛ حيث إنه يتكون من ثلاث مراحل واقتربت مصر على الانتهاء من المرحلة الأولى، فهذا المشروع الطموح مظهر قوي وأحد أهم مظاهر العدالة الإجتماعية، فإنه يحارب الفقر ويهدف إلى القضاء عليه وهذا أيضا ما أكده أيضا المستشار محمود فوزي.
حقيقةً حديث «فوزي» كان نابعا من القلب، فما يصدر من القلب يصل في سهولة ويسر إلى الناس ويشعرون به، ووضح ذلك جليا حينما قال إن المرحلة المقبلة هي مرحلة بناء الإنسان المصري وذلك بالاهتمام بصحته وتعليمه وثقافته بشكل أكبر، كما ان المرحلة المقبلة هي مرحلة القطاع الخاص، فكلماته كانت واضحة وكاشفة، كما أن من الواضح انه إنسان هادئ الطباع.. شديد التركيز، صاحب مدرسة رصينة خلال الحديث، ووضح ذلك عندما قال أن الدولة أنشات البنية الأساسية وكل ما هو يمكن القطاع الخاص في الدخول والعمل باطمئنان ويجني الأرباح واتخاذ الدولة خطوة أو اثنين للخلف بحيث تعود إلى دورها الأساسي بأن تكون راعية وحامية وحارسة.
تحيا مصر.. وحفظ الله شعبها وجيشها وشرطتها