المصريون يصنعون التاريخ

أيمن فاروق
أيمن فاروق

‮«‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬شيء‭ ‬جديد،‭ ‬المصريون‭ ‬يصنعون‭ ‬التاريخ‭ ‬كالمعتاد‮»‬،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬شاهدناه‭ ‬بأعيننا‭ ‬وما‭ ‬نقلته‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الدولية‭ ‬والمحلية‭ ‬من‭ ‬مشهد‭ ‬إقبال‭ ‬المصريين‭ ‬بالخارج‭ ‬على‭ ‬التصويت‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬المصري‭ ‬يمتلك‭ ‬إرادة‭ ‬حقيقية‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬المستقبل‭ ‬وتغيير‭ ‬معالمه،‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬يحقق‭ ‬صالح‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين،‭ ‬فالمصريين‭ ‬شعب‭ ‬محب‭ ‬للحياة،‭ ‬مشاهد‭ ‬متعددة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬حصرها‭ ‬في‭ ‬سطور،‭ ‬فهذا‭ ‬شاب‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬ينزل‭ ‬وسط‭ ‬الزحام‭ ‬ليدلي‭ ‬بصوته‭ ‬لمرشحه،‭ ‬وآخرون‭ ‬لا‭ ‬يهبون‭ ‬برودة‭ ‬الجو‭ ‬القارص،‭ ‬يحملون‭ ‬أعلام‭ ‬وطنهم،‭ ‬يقفون‭ ‬في‭ ‬تحد‭ ‬واصرار‭ ‬منتظرين‭ ‬دورهم‭ ‬للإدلاء‭ ‬بأصواتهم،‭ ‬وأخرى‭ ‬سيدة‭ ‬مسنة‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬قدمها‭ ‬حملها‭ ‬لكنها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوطن‭ ‬أصرت‭ ‬على‭ ‬النزول‭ ‬للانتخابات،‭ ‬مشاهد‭ ‬لقن‭ ‬بها‭ ‬المصريون‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬العالم‭ ‬دروسا‭ ‬وعبرا‭ ‬في‭ ‬حب‭ ‬الوطن،‭ ‬ليضربوا‭ ‬مثلا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الوطنية‭ ‬والفدائية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الوطن‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬مكان‭ ‬للإقامة‭ ‬أو‭ ‬العيش‭ ‬فيه‭ ‬لكنه‭ ‬شجرة‭ ‬طيبة‭ ‬لا‭ ‬تنمو‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬تربة‭ ‬التضحيات،‭ ‬وتسقى‭ ‬بالدم‭ ‬والعرق،‭ ‬وها‭ ‬هم‭ ‬المصريون‭ ‬تشربت‭ ‬أرواحهم‭ ‬بحب‭ ‬الوطن،‭ ‬لهذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬العظيم‭ ‬بإقبال‭ ‬الناخبين‭ ‬بكثافة‭ ‬وحب‭ ‬وحنين‭ ‬للتصويت،‭ ‬ليوصلوا‭ ‬رسالة‭ ‬للعالم‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد،‭ ‬وأن‭ ‬يد‭ ‬الله‭ ‬مع‭ ‬الجماعة،‭ ‬وأن‭ ‬اجتماع‭ ‬السواعد‭ ‬يبني‭ ‬الوطن‭ ‬واجتماع‭ ‬القلوب‭ ‬يخفف‭ ‬المحن،‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الرسالة‭ ‬وصلت،‭ ‬وأن‭ ‬المصريين‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬يظهر‭ ‬معدنهم‭ ‬الأصيل‭ ‬وقت‭ ‬الشدائد،‭ ‬ونحن‭ ‬ننتظر‭ ‬في‭ ‬جولة‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الداخلية‭ ‬لنؤكد‭ ‬جميعا‭ ‬على‭ ‬حبنا‭ ‬للوطن‭.‬

أعجبني‭ ‬أيضا‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬وأكد‭ ‬عليه‭ ‬المستشار‭ ‬محمود‭ ‬فوزي‭ ‬رئيس‭ ‬الحملة‭ ‬الانتخابية‭ ‬للمرشح‭ ‬الرئاسي‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي،‭ ‬خلال‭ ‬لقائه‭ ‬مع‭ ‬الإعلامية‭ ‬المتميزة‭ ‬قصواء‭ ‬الخولي،‭ ‬عبر‭ ‬فضائية‭ ‬‮«‬CBC،‭ ‬متسائلا‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬كلامه‭ ‬قبل‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬البرنامج‭ ‬الانتخابي،‭ ‬أنه‭ ‬لابد‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬كنا؟‭.. ‬وأين‭ ‬أصبحنا؟،‭ ‬مُردفًا‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬خطر‭ ‬يهدد‭ ‬هويتنا‭ ‬ويهدد‭ ‬وحدة‭ ‬البلاد،‭ ‬وكنا‭ ‬نعاني‭ ‬من‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وتراجع‭ ‬الاستثمارات‭ ‬والبطالة‭ ‬والعشوائيات،‭ ‬وجهاز‭ ‬إداري‭ ‬مترهل،‭ ‬وخدمات‭ ‬ضعيفة،‭ ‬وبنية‭ ‬أساسية‭ ‬متردية،‭ ‬وهذا‭ ‬كان‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬2013‭ ‬و2014‮»‬،‭ ‬مضيفا،‭ ‬‮«‬أين‭ ‬أصبحنا‭ ‬في‭ ‬التسع‭ ‬سنوات؟‭ ‬أصبح‭ ‬لدينا‭ ‬بنية‭ ‬أساسية،‭ ‬قضينا‭ ‬على‭ ‬الإرهاب،‭ ‬بنينا‭ ‬المؤسسات،‭ ‬ووُضع‭ ‬دستور،‭ ‬استعدنا‭ ‬المؤسسية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬جدًا،‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬أعتقد‭ ‬أنها‭ ‬إشارة‭ ‬وبداية‭ ‬منه‭ ‬موفقة،‭ ‬التساؤلان‭ ‬الذي‭ ‬طرحهما‭ ‬رئيس‭ ‬الحملة‭ ‬كان‭ ‬لابد‭ ‬منهما،‭ ‬لإيضاح‭ ‬كم‭ ‬المجهود‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬بذل‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬بعد‭ ‬تولي‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي،‭ ‬قيادة‭ ‬البلاد،‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬برنامج‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬وأنه‭ ‬مشروع‭ ‬طموح؛‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬مراحل‭ ‬واقتربت‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى،‭ ‬فهذا‭ ‬المشروع‭ ‬الطموح‭ ‬مظهر‭ ‬قوي‭ ‬وأحد‭ ‬أهم‭ ‬مظاهر‭ ‬العدالة‭ ‬الإجتماعية،‭ ‬فإنه‭ ‬يحارب‭ ‬الفقر‭ ‬ويهدف‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬عليه‭ ‬وهذا‭ ‬أيضا‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬أيضا‭ ‬المستشار‭ ‬محمود‭ ‬فوزي‭.‬

حقيقةً‭ ‬حديث‭ ‬‮«‬فوزي‮»‬‭ ‬كان‭ ‬نابعا‭ ‬من‭ ‬القلب،‭ ‬فما‭ ‬يصدر‭ ‬من‭ ‬القلب‭ ‬يصل‭ ‬في‭ ‬سهولة‭ ‬ويسر‭ ‬إلى‭ ‬الناس‭ ‬ويشعرون‭ ‬به،‭ ‬ووضح‭ ‬ذلك‭ ‬جليا‭ ‬حينما‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭ ‬هي‭ ‬مرحلة‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬المصري‭ ‬وذلك‭ ‬بالاهتمام‭ ‬بصحته‭ ‬وتعليمه‭ ‬وثقافته‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر،‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭ ‬هي‭ ‬مرحلة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬فكلماته‭ ‬كانت‭ ‬واضحة‭ ‬وكاشفة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬انه‭ ‬إنسان‭ ‬هادئ‭ ‬الطباع‭.. ‬شديد‭ ‬التركيز،‭ ‬صاحب‭ ‬مدرسة‭ ‬رصينة‭ ‬خلال‭ ‬الحديث،‭ ‬ووضح‭ ‬ذلك‭ ‬عندما‭ ‬قال‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬أنشات‭ ‬البنية‭ ‬الأساسية‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬يمكن‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬الدخول‭ ‬والعمل‭ ‬باطمئنان‭ ‬ويجني‭ ‬الأرباح‭ ‬واتخاذ‭ ‬الدولة‭ ‬خطوة‭ ‬أو‭ ‬اثنين‭ ‬للخلف‭ ‬بحيث‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬دورها‭ ‬الأساسي‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬راعية‭ ‬وحامية‭ ‬وحارسة‭.‬

تحيا‭ ‬مصر‭.. ‬وحفظ‭ ‬الله‭ ‬شعبها‭ ‬وجيشها‭ ‬وشرطتها‭ ‬


 

;