بمية نار وسلاح أبيض .. تخلص من طليقته بعد أن تزوجت

الضحية
الضحية

المنوفية‭: ‬إيمان‭ ‬البلطي‭ ‬

كان من المفترض أن تذهب إلى الطبيب لتضع مولودها في الصباح الباكر، لكن اليوم لم يمر، لم يأتِ الغد إلا وهي ومن في رحمها أموات، داخل مثواهما الأخير، طليقها قرر أن يقتلها قبل إن تلد من غيره، وقبل يوم واحد من أن تضع المولود، تفاصيل أكثر عن تلك الجريمة البشعة التي شهدت أحداثها مدينة شبين الكوم في محافظة المنوفية ترويها السطور التالية.

قدر الله يسبق كل توقعات البشر، هي حقيقة واضحة لا خلاف فيها، ففي اليوم الذي كانت "نعيمة" الشهيرة بـ"ياسمين" تتمنى أن يمر بسلام كي تذهب إلى الطبيب في الصباح لتضع مولودها، تعدى عليها طليقها في الشارع مستخدمًا مية نار وسلاح أبيض؛ حرقها وطعنها عدة طعنات فارقت على إثرها الحياة، والسبب في ذلك أنه رفض أن تلد أم أولاده وطليقته من غيره.

طلاق

القصة لم تبدأ من هذه اللحظة، القصة كانت بدايتها منذ نحو 18 عامًا؛ عندما تزوجت نعيمة عبد الفتاح منه، كان المسكينة تعرفه حينها، لأنه كان الشقيق الأصغر لزوج شقيقتها، فشقيقتها الكبرى متزوجة من شقيقه، وبالتالي عندما تقدم لخطبتها لم ينتظرا طويلا، وتمت الزيجة. 

في غضون تلك الفترة عاشت نعيمة في كنف زوجها، وأنجبت منه 5 أولاد، لكن زوجها بدلا من أن يعمل حتى يتكفل بأولاده وبرعايتهم، اتجه إلى طريق الإدمان، وبدأ في التعاطي، ويوم عن آخر أصبحت حياته صعبة، وظروفه أصعب، وبالتالي لم تتحمل نعيمة أن تعيش معه، طلبت الطلاق أكثر من مرة نظرًا لتصرفاته، وبعد مماطلة منه ورفض، استجاب في الأخير وتمت إجراءات الطلاق.

آثار الأمر في البداية عدة مشكلات، خاصة أن شقيقتها متزوجة من شقيقه؛ لذلك تمت إجراءات الطلاق شريطة أن لا يؤثر ذلك على حياة شقيقتها وشقيقه، وبالفعل بعد أن تمت إجراءات الطلاق أخذت الأم الأطفال وذهبت إلى بيت أبيها، وسافر طليقها فترة خارج البلد.

بعد مدة، وصل إلى علمه خبر المفترض أن يمر عليه مرور الكرام؛ فقد تزوجت طليقته، وفور أن سمع هذا الخبر انتابته حالة غضب عارمة بلا داعي أو مبرر، خاصة أنه علم أن أولاده يعيشون لدى جدتهم لأمهم، وأنها هي التي تتولى رعايتهم، وأن طليقته طالبته أكثر من مرة بنفقة الأولاد، خاصة أنه ومنذ الطلاق لم يكن يصرف على أولاده جنيهًا واحدًا، وأن التي تتكفل بهم من الألف الى الياء هي جدتهم، أم طليقته.

التخطيط للجريمة

كان وقتها الغضب قد نال منه بل وأعمي عينيه وبصيرته، خاصة بعدما علم بأمر حملها بل وصارت قاب قوسين أو ادنى من أن تضع حملها؛ فبدأ يظهر من وقت لآخر في المنطقة التي تسكن فيها طليقته، بل وأصبح مطالبًا منه دفع مبلغ لأولاده، على سبيل النفقة، لكن كل هذا على الرغم من تأثيره عليه، لم يكن يشغله كثيرًا، بل أن ما أثار حفيظته أكثر، وأن كل هذا كوم، وفكرة أن تحمل طليقته من غيره وتلد طفلا كوم آخر، هذا الأمر لم يقبله، وقرر وقتها أن يقتلها.

القرار – كما يزعم - لم يكن مخططا له، في البداية كان قرارًا نابعًا من غضبه، لكن بعد تأني ودراسة، بدأ مرحلة التخطيط، بالفعل، تتبعها وعرف خط سيرها، وأنها تذهب مع زوجها في الصباح كل يوم إلى العمل.

وعليه، ذهب واشترى "مية نار" ثم سن سلاحًا أبيض، وفي الموعد المحدد، انتظر صباحا عند منتصف الشارع، كان ذلك في حدود الساعة السابعة، وعندما لاحظها تخرج ومعها زوجها، حتى انطلق مسرعًا نحوها.

في هذه اللحظة، كانت "نعيمة" وزوجها قد أوقفا توك توك ليستقلانه إلى العمل، لكن ما أن وقف التوك توك، حتى ركض نحوها طليقها، وفي غفلة عنها سكب على وجهها "مية نار"، ثم أتبعها وطعنها طعنة في جنبها الأيمن.

عندها حاولت المسكينة الفرار، حاولت الهرب هي وزوجها م امامه، وارتمت في أحضان شقيقتها، التي كانت موجودة في الشارع صدفة، وشهدت مقتل أختها، وهي بين ذراعيها.

لم تتوقف الأمور عند هذا الحد من الغدر، في اللحظة التي حضنتها فيها شقيقتها، وجدت طليقها ينهال عليها بـ3 طعنات مرة أخرى في انحاء متفرقة من جسدها، حتى أنها ركضت نحو عمود إنارة في محاولة يائسة منها أن تصلب طولها بينما جسدها ينزف دما، لكن في النهاية سقطت أسفله غارقة في دمائها، وأثار الدماء على يدها قد تركت بصمة على عمود الإنارة، لتكون هذه البصمة شاهدة على جريمة مقتلها.

أحزان وحسرة

شهود عيان أوضحوا لـ"أخبار الحوادث" أن الجريمة التي حدثت في الساعة السابعة صباحًا كان اصرار المجرم فيها على ألا يترك طليقته إلا بعد أن اطمئن لمقتلها، وبعد أن خرجت أحشائها من جسدها، وعلى الرغم من فداحة الجريمة إلا أن أهل المجني عليها رفضوا التحدث بأي شيء عن الواقعة، معليين أن السبب من وراء ذلك هو أن شقيقة المجني عليها متزوجة من شقيق الجاني.

الوحيدة التي تكلمت، والتي لم تستطع أن تخفي ما بداخلها من ألم وحزن وحسرة، كانت هي الأم، والدة المجني عليه، والتي قصت تفاصيل ما حدث لـ"أخبار الحوادث" قائلة: "بنتي كان طبيب النسا محدد لها ولادة قيصرية في صباح اليوم التالي، كانت رايحة شغلها عشان تبلغهم بميعاد حملها وبدء اجازة الوضع، بدل ما كانت بنتي تولد مولودها، ادفنت هي وجنينها في تربة واحدة".

وأضافت الأم بحسرة: "شقيقه متزوج بنتي الكبيرة، وهو بعد ما طلقها وسابها بـ 5 عيال قولنا مش هنعمل مشكلة عشان خاطر منخربش على اختها، ومكانش راضي يبعت للعيال فلوس وأنا اللي اتكفلت برعايتهم، وبعد كدا بنتي اتجوزت وربنا سهل طريقها، يقوم بعد دا كله يقتلها، منه لله واكيد سيأخذ العقاب الذي يستحقه".

وعليه، تم تحرير محضر بالواقعة، وتمكنت مباحث قسم شرطة شبين من القبض على الجاني، وإحالته للنيابة العامة التي قررت حبسه والتحقيق فى الواقعة.

                                                                                                                                                                                                                             الأم

اقرأ أيضا : «غرام و انتقام»..  القبض على قاتل فتاة أسوان لرفضها الإرتباط به


 

 

 

;