بين الخسائر والتكاليف.. العدوان على غزة يثقل كاهل صناعة الطيران الإسرائيلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ألقت الحرب الدائرة منذ أكثر من شهرين على قطاع غزة بظلالها القاتمة على الاقتصاد الإسرائيلي، وخصوصاً قطاع الطيران المدني، حيث أجبر تصاعد وتيرة القتال السلطات الإسرائيلية على إلغاء المئات من رحلات الطيران نظراً للوضع الأمني المتدهور.

وبحسب تقديرات صحيفة "معاريف" العبرية، بلغت الخسائر التي منيت بها شركات الطيران الإسرائيلية منذ بدء الحرب نحو 155 مليون دولار أمريكي، وذلك بسبب التعويضات التي أجبرت على دفعها للمسافرين عن الرحلات الملغاة بموجب قانون الطيران الإسرائيلي.

وفي محاولة للضغط من أجل تخفيف عبء الخسائر، توجه مسؤولو الشركات يوم الاثنين الماضي إلى الحكومة الإسرائيلية مطالبين بإلغاء العمل بقانون الخدمات الجوية "الطيبي" أو تعليقه مؤقتا، الذي ساهم في هذه الخسائر.

وشدد نائب مدير العلاقات التجارية في شركة طيران "العال" شلومي زعفراني على حجم الدور الذي تقوم به الشركة في الحفاظ على انتظام حركة الطيران في إسرائيل في ظل الأوضاع الراهنة، موضحاً أنها تتعامل مع نحو 80% من ركاب مطار بن غوريون.

بدوره، دعا عضو الكنيست دافيد بيتان الحكومة إلى الدخول في مفاوضات عاجلة مع شركات الطيران لإقرار حزمة دعم استثنائية لها، حيث تم استثناء هذا القطاع من خطة التعويضات التي وضعتها لمواجهة تداعيات الحرب.

كما تساءل عن مدى بدء وزارتي المواصلات والمالية بالفعل في مناقشة ترتيب خاص مع شركات الطيران الإسرائيلية يحد من خسائرها، مما يعكس الضغوط المتصاعدة على الحكومة لتقديم المزيد من التنازلات.

وفي السياق ذاته، رفعت وزارة المالية الإسرائيلية تقديراتها لتكلفة الحرب على القطاع إلى 51 مليار دولار، متوقعة ارتفاعاً أكبر في حال استمرار أعمال القتال والعنف، كما رفعت توقعاتها لمعدل العجز المالي للعام الحالي إلى 3.7% من الناتج المحلي.

وفق تقديرات للوزارة أمام الكنيست في وقت كانت التقديرات السابقة للوزارة تشير إلى 44 مليار دولار.
ومع اقتراب الحرب من شهرها الثاني على التوالي دون أفق واضح لوقف إطلاق النار، من المؤكد أن الاقتصاد الإسرائيلي سيواجه المزيد من الهزات والخسائر، خاصة في ظل الركود الاقتصادي العالمي وتباطؤ معدلات النمو بشكل عام في الأسواق الرئيسية.

ومنذ 7 أكتوبرتشنّ إسرائيل حرباً مدمرة علي قطاع غزة، خلَّفت حتى عصر الإثنين، أكثر من 15 ألفا شهيداً فلسطينياً، و42 ألف جريح، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.