بوتين وبن سلمان يتبادلان وجهات النظر حول الوضع في الشرق الأوسط وأوكرانيا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تبادل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وجهات النظر حول الوضع في الشرق الأوسط وأوكرانيا، وأكدا مواصلة تنسيق الجهود للحفاظ على السلام والأمن الدوليين.

وجاء في بيان مشترك، نُشر على موقع الكرملين عقب زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعودية: "في مجال العلاقات الدولية، أكد الطرفان عزمهما على مواصلة التنسيق وتكثيف الجهود الرامية إلى الحفاظ على السلم والأمن الدوليين".

وأضاف البيان: "ناقش الجانبان تطورات الأوضاع في فلسطين، وأعربا عن قلقهما العميق إزاء الكارثة الإنسانية في غزة، وشددا على ضرورة إنهاء العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية، فضلا عن ضرورة حماية المدنيين وفقا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي".

وتابع البيان: "شدد الطرفان على ضرورة تمكين المنظمات الإنسانية الدولية من القيام بدورها في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك منظمات الأمم المتحدة، وخاصة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، ودعم جهودهم في هذا الصدد".

وشدد الطرفان أنه لا سبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في فلسطين إلا من خلال تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحل الدولتين، وبما يضمن تهيئة الظروف الملائمة للتعايش السلمي والتنمية الاقتصادية وتمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق أهدافه. حقوقهم المشروعة في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وأضاف البيان: "فيما يتعلق بالأزمة في أوكرانيا، أعرب الجانب الروسي عن تقديره للجهود الإنسانية والسياسية التي يقوم بها ولي العهد، محمد بن سلمان آل سعود، بما في ذلك إطلاق سراح عدد من السجناء من جنسيات مختلفة، والجهود المستمرة في هذا الاتجاه".

وأضاف البيان: "فيما يتعلق باليمن، أكد الجانبان الدعم الكامل للجهود الدولية والإقليمية لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، وثمن الجانب الروسي عالياً جهود المملكة في تعزيز الحوار والمصالحة بين الأطراف اليمنية، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى كافة مناطق اليمن، والدعم المالي الذي تقدمه المملكة للتغلب على الظروف المالية الصعبة التي تواجه الحكومة اليمنية".

ورحب الجانب الروسي باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران، معرباً عن أمله في أن تساعد هذه الخطوة على تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة مع الحفاظ على سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وشدد الطرفان على أهمية التزام إيران بالطبيعة السلمية لبرنامجها النووي والتعاون الشفاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فضلا عن أهمية تضافر الجهود لإجراء مفاوضات شاملة بمشاركة دول المنطقة والقضاء على مصادر الطاقة النووية التي تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

وفيما يتعلق بسوريا، أعرب الجانبان عن تقديرهما الكبير لقرار جامعة الدول العربية استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس وزراء الخارجية لجامعة الدول العربية والمنظمات والهيئات ذات الصلة، وأعربا عن أملهما في أن يساعد ذلك في دعم الاستقرار وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية، وحل الأزمة السورية وتعزيز العودة الأمنية الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم.

وفيما يتعلق بالسودان، أكد الجانبان أهمية البناء على "إعلان جدة" (الالتزام بحماية المدنيين في السودان)، الموقع في 11 مايو 2023، والاتفاقيات الإنسانية بموجب القانون الإنساني الدولي، الموقعة في 20 مايو 2023، من أجل إنهاء الصراع الدائر في السودان والعودة إلى الحوار السياسي بين جميع الأطراف.

وفيما يتعلق بمسائل الدفاع والأمن، اتفق الطرفان على تعزيز التعاون في مجال الدفاع بما يهدف إلى دعم وتحقيق المصالح المشتركة للبلدين. وأكد الطرفان سعيهما لتعزيز التعاون والتنسيق الحاليين في مجال الأمن بشأن المسائل ذات الاهتمام المتبادل، بما في ذلك مكافحة الجريمة بجميع أشكالها، ومكافحة الإرهاب والتطرف وتمويلهما. وكذلك تبادل المعلومات من أجل مواجهة المنظمات الإرهابية بما يضمن الأمن والاستقرار في البلدين.

وأشاد الجانبان بزيادة حجم التجارة، حيث ارتفع حجم التجارة البينية في عام 2022 بنسبة 46%، مقارنة بعام 2021، وأشار الجانبان إلى توسع المصالح الاقتصادية المشتركة بين البلدين؛ وأكدا عزمهما على مواصلة العمل معًا لتوسيع وتنويع التبادل التجاري".

وفي قطاع الطاقة، أشاد الجانبان بالتعاون الوثيق بينهما وبالجهود الناجحة التي تبذلها دول "أوبك+" لزيادة استقرار أسواق النفط العالمية، وشددنا على أهمية استمرار هذا التعاون وضرورة انضمام جميع الدول المشاركة إلى اتفاق "أوبك+" بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين ويدعم النمو الاقتصادي العالمي.

ووصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، في زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، وذلك بعد زيارة مشابهة إلى الإمارات العربية المتحدة، أجرى خلالها محادثات مع رئيسها، محمد بن زايد آل نهيان.