انتشرت كثيرًا عروض Zombie في السينما والتلفزيون والمسرح والألعاب الإلكترونية، حتى بات جزءًا لا يتجزأ من الثقافة العامة، ولقد تحدثت عنهم مرارًا في أكثر من دورية صحفية كحالة يجب تأملها، فمنذ ستينات القرن العشرين والمخرج الأمريكي ذي الأصول الإيطالية George A Romero كان له السبق في هذا المضمار، إذ عمل على ترسيخ ذلك المفهوم، ومعنى الرعب الحقيقي الذي يمكن أن يمثلوه لنا، والحقيقة تبعته في ذلك السينما الإيطالية في عز صحوتها في فترة السبعينات ومطلع الثمانينات إذ قدمت العديد من التجارب الناجحة، وخرجت لنا العديد من الأعمال الأيقونية مثل مسلسل The Walking Dead و Resident Evil و World War Z و 28 Days Later وغيرها والتي تلخصت في البقاء من هجمات الموتى، والذين ملؤا العالم، ويريدون القضاء على البقية الباقية من الناجين داخل حصونهم المحدودة، بل ويسعون جاهدين لضرب تلك الحصون بشتى الوسائل فقط للوصول للآمنين بالداخل.
وكانت تلك التيمة مستساغة لدى صناع الدراما في هولييود لما يزعمون بأنهم معبر عن اليهود، وكيف أنهم يجب أن يتحصنوا ضد أي عدوان غاشم عليهم، مثل ما حدث في الحرب العالمية على حد علمهم!!
ونالت تلك الأفلام تشجيعًا كبيرًا، وصارت الورقة الرابحة والتي أحب تداولها كل من يريد إنتاج فيلمًا مرعبًا!!
لكن مهلًا.. إن ما يتم تقديمه لا يمثلهم على الإطلاق!! .. فيا عزيزي القاريء لو تأملت تلك الأفلام ورأيتها بمنظور أكثر عمقًا وكيف أن الناجين يعانون من هجمات المتوحشين الذين يريدون القضاء على وجودهم .. ألا يذكرك هذا بما يحدث اليوم على أرض فلسيطن؟.. ألا يبدو جليًا فيما يقوم به العدوان الإسرائيلي من هجمات غاشمة على قطاع غزة والضفة الغربية؟؟؟؟
إن السينما تعكس واقع عبثي يدعي صناعه من اليهود بأنهم هم الضحايا، مع أن الواقع أن أهل فلسطين هم من يحاولون النجاة من الوحشية والهمجية التي يمارسها جيش الإحتلال ضدهم!!
وهذه النقطة بالذات يجب أن نركز عليها، من يناضل للبقاء والحفاظ على الأرض والملاذ والأمان؟؟؟.. من يتلقون الهجمات وينهارون من وحشية الإبادة العرقية من قصفٍ متواصل للمستشفيات ودور العبادة من الكنائس والمساجد، من يريدون اقتحام الحدود وعدم التميز بين قتل الأطفال والنساء والشيوخ؟؟؟؟
إن العدوان الإسرائيلي ضد أهالي غزة الآمنين يجعلهم هم القتلة، ويجعلهم هم الجناة، وكل ممارساتهم للفضيلة في الأفلام والميديا ما هي إلا محض تغييب للعالم عن كوارثهم التي تعمدوا دومًا الكذب بشأنها وتزييف الحقائق بإحترافية كبيرة!!
واليوم المجتمع الدولي قد بات أكثر علمًا ووعيًا بسبب دور مصر القيادي للعملية الدبلوماسية والإنسانية في تلك القضية، وقد صار أكثر إدراكًا بأنهم هم الزومبي!!
ولينصر الله أهل غزة..
وتحيا مصر!!