انتخابات بطعم التعددية الحزبية

فتح المجال السياسى القائم على التنوع وتداول السلطة

انتخابات بطعم التعددية الحزبية
انتخابات بطعم التعددية الحزبية

تؤسس الانتخابات الرئاسية الحالية لنظام سياسى ديمقراطى قائم على التعددية الحزبية وتفتح المجال العام القائم على التنوع وتداول السلطة وتقديم نموذج يحتذى به أمام العالم، وهى الانتخابات الرئاسية الأولى منذ ثورة ٣٠ يونيو التى يتنافس فيها أمام الرئيس الحالى ثلاثة ممثلين يمثلون ثلاثة اتجاهات حزبية سياسية مختلفة، ما يعد فرصة لتعزيز دور الأحزاب فى الشارع، ويفتح النقاش لبرامجها، تمهيدًا للانتخابات البرلمانية 2025‏‎. 


وقال د.ياسر الهضيبى، المتحدث الرسمى باسم الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسى عبد السند يمامة إن وجود ثلاثة مرشحين لثلاثة أحزاب فى الانتخابات الرئاسية بمثابة تفعيل للمادة 5 من الدستور، والتى تنص على أن الحياة السياسية تقوم على التعددية الحزبية والتداول السلمى للسلطة. 
وأضاف: إن وجود ثلاثة رؤساء أحزاب فى الانتخابات الرئاسية يساهم فى انتشار هذه الأحزاب ويعمّق تواجدها فى المدن والقرى والنجوع وكل مكان فى مصر، ما يدعم مفهوم التعددية الحزبية وتطبيقها.
 وتابع الهضيبى: المشهد فى الانتخابات الرئاسية يدفع الأحزاب إلى تغيير سياستها وتفكيرها نحو الانتشار والتفاعل مع المواطن بصورة أكبر لاحتياج الأحزاب للمواطنين وأصواتهم. 


وقال ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل إن المشهد مختلف تمامًا عن الانتخابات السابقة وغير مسبوق لأنها قائمة على التعددية الحزبية وهناك ثلاثة من رؤساء أهم الأحزاب السياسية فى مصر يتنافسون فى هذه الانتخابات. وذكر رئيس حزب الجيل أنه لأول مرة فى التاريخ تقود الأحزاب السياسية المشهد الانتخابى الرئاسى فى مصر، مؤكدًا على أن الهيئة الوطنية للانتخابات قدمت كل التسهيلات من أجل إجراء الانتخابات والتزمت الحياد ووقفت على مسافة واحدة من جميع المرشحين.  وقال طارق الخولى عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين إن المشهد الانتخابى الحالى يكرس بشكل كبير للتعددية الحزبية ويدعم البنية الحزبية بوجود عدد من المرشحين من أحزاب مختلفة، ما ينعكس على تقوية الأحزاب وزيادة مشاركتها وتفاعلها فى الحياة السياسية. 


وأضاف الخولى: عملية ممارسة الانتخابات تؤدى إلى تمكين الحزب من تطوير قدرة الكوادر الحزبية لديه ودعم بنيتها ويصب ذلك فى النهاية فى الصالح العام بوجود بنية حزبية وسياسية قوية فى المشهد السياسى. 
وقال د. عمرو الهلالى المحلل السياسى: الانتخابات الرئاسية الحالية تؤكد على تطور كبير فى الحياة الحزبية فى مجال المشاركة السياسية، فهى الأولى منذ ثورة الثلاثين من يونيو التى يتنافس فيها مع الرئيس الحالى ثلاثة ممثلين لأحزاب مصرية يمثلون ثلاثة ألوان مختلفة من الطيف السياسى الحزبى بدلاً من مشاركة منافس واحد كما حدث فى الانتخابات السابقة أعوام 2014 و2018 وهو دليل على تقدم حادث فى المشاركة السياسية على هذا المستوى، كما أن طرح هؤلاء المرشحين لبرامجهم الانتخابية والمتسقة مع رؤية أحزابهم التى ترشحوا تحت لوائه فرصة متجددة لإثراء الحديث عن البرامج الحزبية ودورها فى تنمية مناخ الآراء المختلفة فى الحياة المصرية، وخاصة أن الآليات التى تم طرحها فى تلك البرامج شهدت ظهور بعض الآليات المبتكرة فى عدد من الملفات مما يعطى فرصة لإعادة طرح دور تلك الأحزاب فى المشاركة فى الشأن العام. 


وأضاف الهلالى: الانتخابات وخاصة ما أحدثته الدعاية مستوى جديد وعلنى من الدعوة للتغير والذى شغل على سبيل المثال شعارين انتخابيين لمرشحين من الثلاثة، كما تطرح فى النهاية فكرة تكريس أن يكون الرئيس القادم فى استحقاقات 2030 قادماً من مؤسسة حزبية بعد الدور التاريخى الذى لعبه الرئيس عبد الفتاح السيسى والذى كان ولابد أن يكون مستقلاً وبعيدًا عن الانتماء الحزبى فى الفترة التى تولى فيها الحكم بعد تجربة جماعة الإخوان المسلمين، وهى الفترة التى أتاحت توحد المصريين بعيدًا عن  الخلاف الحزبى فى مرحلة إعادة بناء الوعى السياسى فى الحياة الحزبية ، وأيضًا وفرت تلك الفترة مناخًا مناسبًا لبناء قواعد حزبية أدت إلى نمو فى عدد المرشحين الحزبيين للانتخابات الرئاسية كما شهدنا فى الانتخابات الحالية، وتدعو إلى استغلال الفترة القادمة فى تكريس فكرة العمل الحزبى وقبول التعددية الفكرية والحزبية ودعم مستقبل تداول السلطة الحقيقى المبنى على صندوق الانتخابات والاختيار الحر للمواطنين. 


وأشار النائب أحمد قناوى عضو مجلس الشيوخ ونائب رئيس حزب العدل إلى أن وجود ٣ مرشحين فى الانتخابات الرئاسية من مرشحى الأحزاب نتاج إفراز الأحزاب السياسية وهو نجاح وإنجاز مهم يؤسس لفكرة التعددية الحزبية وتفعيل الدور السياسى للأحزاب بشكل كبير فى الاستحقاقات الدستورية المختلفة، مضيفًا أن الأحزاب فى السابق كانت ضعيفة وصغيرة وغير قابلة للمنافسة أما الآن فالمشهد السياسى والانتخابى مختلف كثيرًا وسيتطور دور الأحزاب بشكل كبير عقب الانتخابات الرئاسية. 


وأضاف قناوى أن استحقاق الانتخابات الرئاسية استحقاق فى منتهى الأهمية واختبار حقيقى لمدى جاهزية الدولة المصرية لإتمام التحول الديمقراطى والدخول للجمهورية الجديدة ولذلك تشارك الأحزاب بقوة وتحشد  خلف مرشحها ببرنامج قوى بمحاوره السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى يبقى بديلاً حقيقيًا وواقعيًا وقابلاً للتطبيق، لأن مصر صاحبة الـ ١٠٠ مليون نسمة تستحق بدائل عديدة جادة للاختيار من بينها.