إنها مصر

زعماء مصر.. وفلسطين !

كرم جبر
كرم جبر

ليس تزايداً أن نقول إن مصر هى التى تتحمل أعباء القضية الفلسطينية، ودفعت من تضحيات شعبها ثمناً فادحاً، ووضعتها كأهم محددات الأمن القومى المصري، ولم تتخل يوماً عن التزاماتها.

والمزايدة على الدور المصرى ليست أمراً جديداً، اعتدناه منذ سنوات دون أن ينال من المواقف الصلبة، حتى فى فترات الحروب مع إسرائيل، خرج من بين الصفوف فى الداخل والخارج من يحرض ويقذف وينكر.

وأذكركم بما فعله الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذى عشق شيئاً اسمه العروبة والتضامن العربي، وناضل من أجلها ودافع عن قضاياها.

عبد الناصر دخل الحرب مع إسرائيل سنة 1967 دفاعاً عن سوريا الشقيقة، عندما هاجمت الطائرات الإسرائيلية دمشق وعربدت فى الأجواء، فعبأ قواته وأعلن استعداده للدفاع عن كل شبر عربي، وانتهزت إسرائيل الفرصة واعتدت على مصر وحدث ما حدث.

وكان الثمن الذى دفعه المصريون جميعاً هو شد الأحزمة على البطون ورفع شعار «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة».

ورغم الجرح ومر الكأس عاشت مصر، وصرخ عبد الناصر « ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة»، وأسلم الروح دفاعاً عن القضية الفلسطينية بعد القمة العربية الأخيرة فى القاهرة فى 28 سبتمبر 1970، بعد أن اطمأن على حقن الدماء العربية بعد أحداث شهر أيلول.

وتسلم الرئيس السادات وبعده الرئيس مبارك الراية، ولم يتخذا فى حياتهما قراراً واحداً ضد العروبة، حتى فى اتفاقية السلام مع إسرائيل، كان السادات حريصاً على حضور الفلسطينيين، وأن يكون سلاما لكل العرب وحدث ما حدث من قطع العلاقات مع مصر.

والسبب لأنها تريد استرداد أرضها، ولا تظل حياة شعبها رهناً لحالة اللاسلم واللاحرب، وبعدها «مصر عادت للعرب والعرب عادوا لمصر».

والآن فليسأل المنصفون أنفسهم: ما هى الدولة التى تحمل فوق أعبائها هموم وتحديات الوضع فى غزة؟، ومن الذى تصدى لمؤامرة التهجير القسري، ويتحاور مع العالم كله شرقاً وغرباً من أجل وقف المذبحة وحل الدولتين؟

فلسطين قضيتنا والأولوية للأمن القومى المصرى.