فواصل

حمرة الخجل !!

أسامة عجاج
أسامة عجاج

أصابتنى صدمة حقيقية، وغضب شديد، الخميس الماضى، وأنا أتابع تعزية المتحدث باسم البيت الأبيض ووزير الدفاع الأمريكى، فى مقتل ثلاثة إسرائيليين، ومنهم حاخام يدعى اليمالك فاسرمان عميد المحكمة الحاخامية فى أشدود، فى موقف يتجاوز كل معانى الإنسانية والرحمة، ففى نفس اليوم وبعده تتوالى الجرائم الإسرائيلية دون أى رد فعل من واشنطن وعواصم الغرب، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، قتل الجيش الإسرائيلى  طفلين فلسطينيين فى جنين، بدم بارد، دون أن يكون هناك أى مبرر لمثل هذا الفعل، والحادث موثق بالصورة والصوت، والخطورة فى الأمر، أنه تم منع عربات الإسعاف من تقديم المساعدة لهما، وفقا لما صرح به الرئيس الدولى لمنظمة أطباء بلا حدود كريستوس كريستو، وعلى صعيد العدوان البربرى على قطاع غزة، قامت القوات الإسرائيلية، بتدمير ٥٠ عمارة دون سابق إنذار، انهارت على سكانها، والضحايا بالمئات، واشنطن انزعجت من مقتل ثلاثة أشخاص، دون أدنى اهتمام باستشهاد حوالى ١٦ ألف فلسطينى، نسبة كبيرة منهم من الأطفال والنساء، ولم يلفت نظرها، الأرقام الإسرائيلية التى أعلنت عنها - فى مجال الفخر - عن قيام طائراتها بعشرة آلاف غارة، واستخدامها ٤٠ ألف طن متفجرات، وتكتفى الإدارة الأمريكية وفقا لما نقلته نيويورك تايمز على لسان مسئولين، أنهم فى حالة رضا عن التزام إسرائيل بنصائحها فى التعامل مع المدنيين، الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين وهم بالعشرات الأولوية الرئيسة لدول الغرب، ووصل الأمر إلى الإعلان عن تسيير طائرات استطلاع أمريكية وبريطانية، فوق المتوسط بما فيها إسرائيل، لمعرفة أى معلومات للمساعدة فى تحريرهم، دون أى اعتبار لوصول حجم المعتقلين من الفلسطينيين فى الضفة إلى عدة مئات، فقط خلال شهرى العدوان الإخير، تدين الولايات المتحدة اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين فى الضفة، فيفاخر نتنياهو ووزير أمنه الداخلى بن غافير، بقرارهم بتوزيع السلاح عليهم، ويعتبره قرارا صائبا، وفى تحدٍ صريح لساكن البيت الأبيض، يعلن (سأستمر فى توزيع الأسلحة فى كل مكان، على الرغم من انتقادات مختلف الجهات)، يبدو أن نزوح ٨٠ بالمائة من سكان القطاع، تهدمت منازلهم ليسوا على أجندة واشنطن والعالم الحر، الذى طالما صدعنا بأسطوانة حقوق الإنسان، يا حمرة الخجل أين أنت؟ فقد ضاعت الإنسانية من قلوبهم.