الحرب الوحشية على غـزة تدخـل شهـرها الثـالث

الاحتلال يحاصر خان يونس.. والأمم المتحدة: الفلسـطينيون يعيشـون رعبًا مطلقًا

عائلة فلسطينية تبكى استشهاد أحد أفرادها بعد القصف الإسرائيلى على جنوب غزة
عائلة فلسطينية تبكى استشهاد أحد أفرادها بعد القصف الإسرائيلى على جنوب غزة

16 ألف شهيد والمستشفيات مكدسة بالجثث والجرحى.. وطفل يموت كل 10 دقائق

غزة-وكالات الأنباء

دخلت الحرب التى تشنها إسرائيل على المدنيين فى قطاع غزة، شهرها الثالث، مع استمرار الاحتلال قصفه المكثف على شمال ووسط وجنوب القطاع وتوسيع عملياته البرية لتطال القطاع بأكمله فيما تجرى اشتباكات على الأرض هى الأعنف مع فصائل المقاومة الفلسطينية وفى مقدمتها حركة حماس.

وفى اليوم الـ 61 للحرب على غزة، حاصر جيش الاحتلال الإسرائيلى خان يونس، أكبر مدن جنوب غزة، حيث اندلعت أمس معارك عنيفة.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن «قصفا مدفعيا عنيفا على منازل المدنيين فى بلدات خزاعة وعبسان والقرارة وبنى سهيلة شرق خان يونس أوقع عشرات الشهداء والمصابين».

وتعرضت مناطق أخرى فى قطاع غزة أيضا للقصف. كما أشارت إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى فى قصف على منازل المدنيين فى مخيم جباليا شمال قطاع غزة. وقصفت طائرات الاحتلال محيط مدرسة خليفة التى تؤوى آلاف النازحين بمشروع بيت لاهيا.

كما دمر الاحتلال مولد الكهرباء الرئيسى لمستشفى كمال عدوان. وأكدت وزارة الصحة فى غزة أن قوات الاحتلال أخرجت مستشفى كمال عدوان عن الخدمة وأصبح أكثر من 400 ألف نسمة فى شمال القطاع بلا خدمات صحية.

كما أشارت إلى أن أكثر من 100 جثة مكدسة داخل المستشفى لا يسمح الاحتلال بدفنها، خاصة فى ظل الحصار الذى يفرضه على المكان ويقتل كل من يتحرك داخل المستشفى. كما امتلأ المستشفى الرئيسى فى جنوب غزة بالجرحى مع استمرار القوات والطائرات العسكرية الإسرائيلية فى هجومها.

وأفاد مسعفون لهيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سي» بأن عنابر المرضى داخل المستشفيات صارت مكتظة للغاية بالمصابين، فيما تعم الفوضى المكان حيث يعالج الجرحى على الأرض وفى الممرات الملطخة بالدماء.

من جانبه، قال منسّق الشؤون الإنسانية فى الأمم المتّحدة مارتن جريفيث فى بيان «لا مكان آمن فى قطاع غزة لا المستشفيات ولا الملاجئ ولا مخيمات اللاجئين. ولا الأطفال ولا الطواقم الطبية ولا الطواقم الإنسانية.

هذا الاستهزاء الصارخ بأسس الإنسانية يجب أن يتوقف». وشدّد برنامج الأغذية العالمية على أن توزيع المساعدة الإنسانية بات «شبه مستحيل» فى قطاع غزة وأن استئناف القتال «ستكون نتيجته تفاقم الأزمة الإنسانية الكارثية التى تهدد السكان المدنيين».

كما قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية (أوتشا) إن مدينة رفح باتت المنطقة الوحيدة فى قطاع غزة التى توزع فيها المساعدات الإنسانية بكميات محدودة فيما لم تعد تصل بشكل شبه كامل تقريبا إلى خان يونس والوصول إلى المناطق الواقعة شمالا غير ممكن.

وأعلن المفوض السامى لحقوق الإنسان فى الأمم المتحدة فولكر تورك، أمس، أن الفلسطينيين فى قطاع غزة يعيشون فى «رعب مطلق يتفاقم». وقال تورك خلال مؤتمر صحفى فى جنيف «ما زال المدنيون فى غزة يتعرضون لقصف إسرائيلى متواصل ولعقاب جماعي».

وأكد تورك أن «الوضع الإنسانى كارثي» مضيفا أن «الفلسطينيين فى غزة يعيشون فى رعب مطلق يتفاقم». وأشار إلى «مخاطر متزايدة» بوقوع «جرائم فظيعة» من إبادة وجرائم فى حق الإنسانية وجرائم حرب.

كما أعلن ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، إن «طفلاً واحداً يُقتل كل 10 دقائق فى قطاع غزة» الذى يتعرض لهجمات مكثفة من قبل إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي.

وأضاف خلال مؤتمر صحفى من مكتب الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية: «أعتقد أننا قريبون من أحلك لحظة فى تاريخ البشرية، مؤكدًا الحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار فى غزة».

وتشن إسرائيل حملة قصف مدمر على غزة، ويتضمن منذ 27 أكتوبر الماضى عمليات برية واسعة النطاق.

وأدى ذلك إلى استشهاد 16248 شخصًا، فى 1550 مجزرة، أكثر من 70% منهم من النساء والأطفال فى قطاع غزة منذ بدء الحرب، حسبما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة.

ووسط الموت والدمار يضطر آلاف المدنيين إلى الفرار من منازلهم مشيا أو على دراجات نارية أو على عربات محملة بأمتعتهم، بعدما باتوا محاصرين فى منطقة تتقلص مساحتها يوما بعد يوم بسبب الهجوم الإسرائيلى الوحشي.