أقام مهرجان أيام قرطاج المسرحية، برئاسة الفنان د.معز مرابط، محاضرة ضمن فعاليات الدورة الـ 24 التي تنتهي في 10 ديسمبر الجاري، بعنوان "مبادئ مسرحة الرواية، قاعدة لحوار فكري جمالي، بين المؤلّف والمخرج والجمهور".
وجمعت هذه المحاضرة، بين المخرج المسرحي اللبناني طلال درجاني، والكاتب الجزائري واسيني الأعرج، في مداخلة مشتركة حول مسرحة رواية " ليالي إيزيس كوبيا... 300 ليلة وليلة في جحيم العصفورية" لواسيني الأعرج، كنموذج لإعادة الكتابة الدرامية للأعمال الروائية وتحويلها إلى نص مسرحي.
محدودية الزمان والمكان
تحدث المخرج طلال درجاني عن تقنيات الاقتباس للمسرح من الرواية، قائلا: "الأمر أشد صعوبة من الاقتباس للسينما وللتلفزيون باعتبار محدودية الزمان والمكان، وفي الرواية شرايين عديدة، يجب أن يتم اختيار الشريان الذي يجيب عن سبب اختيار المخرج للموضوع فيقوم المخرج بمعالجته دراميّا وفنيا، ومن الشرايين المختارة يتكون العرض المسرحي الذي يكون بمنأى عن التزوير وعن الحلول المصطنعة الناتجة عن عدم القدرة على اكتشاف بذور النص والحلول الأصيلة لتخصيبها فكريا وجماليا وتطوير فكرة الرواية إلى فكرة جديدة وفلسفة خاصة بالمخرج الذي يكتشفها فيكون بذلك الإنسان فنّانا مبدعا وحيا، ومسرحة الرواية هي امتحان صعب وشيّق في كتابة وتنفيذ عالم ليس له حدود ليصبح له ضوابط فنيّة، وهنا تكمن متعة الخلق والإبداع".
مي زيادة
وقال الروائي الجزائري واسيني الأعرج، عن بداية علاقته القريبة والعميقة بـ"مي زيادة" انطلاقا من اصطدامه أثناء تدريسه بجامعة السوربون بباريس على جملة لها تقول فيها: "أتمنى أن يأتي بعد موتي من ينصفني": "هذه المقولة اعتبرها وكأنها رسالة مباشرة لي ولكل من قرأ لمي زيادة حتى ينصفها ولو بعد موتها، فانطلقت رحلة البحث والاستقصاء في حياة هذه الأديبة انطلاقا من الناصرة مرورا ببيروت وصولا إلى بقايا مستشفى العصفورية للأمراض العقلية، وبعد بحث طويل تّصلت إلى أن الحب كان سبب كآبة مي زيادة ومحنة حياتها بسبب تعلقها بابن عمها "جوزيف" الذي سافر إلى وهجرها ثم عاد ليستولي على كل ملكها في مصر".
كل ما تريد معرفته عن طلال درجاني
يذكر أن، طلال درجاني قضى سنتين في الإعداد الدرامي للنص الروائي، بدأها ببروفات مسرحية "مي زيادة، ليالي العصفورية" من إعداد وإخراج وسينوغرافيا، عن رواية "ليالي إيزيس كوبيا.. 300 ليلة وليلة في جحيم العصفورية" للروائي واسيني الأعرج، وبطولة ماريا كريستي باخوس، والتي ستلعب دور مي زيادة في سرد لسيرة امرأة ظلمها الأقربون إليها واتهموها بالجنون لينصفها أشقاء القلم والأدب والمسرح.
جدير بالذكر، أن الدورة الـ24 من أيام قرطاج المسرحية، انطلقت يوم 2 ديسمبر وتستمر عروضها حتى 10ديسمبر، ويشارك بها أكثر من 60 عرضا من 28 بلدا من مختلف قارات العالم، وتتوزع كما يلي على: المسابقة الرسمية (11 عرضا) والعروض الموازية (24 عرضا) ومسرح العالم (18 عرضا) وتعبيرات مسرحية في المهجر (4 عروض).
ويشمل محور برنامج "مسرح العالم"، عدة عروض منها: بلا عنوان من ايطاليا، أفريكان بارتي منبلا أسبانيا، هذه سلام من فنزويلا، كلاش ديجيتال من سويسرا، مازالت في طنجة وانا ممنوع من السفر من النمسا، بلا دولة من البرازيل، المدينة العالمية من ايطاليا، دراكولا من النرويج، الدب من روسيا، وعروض أخري من مختلف أنحاء العالم.
