دماء على وجه البراءة

أطفال غزة شاهدون على موت ضمير العالم.. وطيران الاحتلال يقتل الضحايا بدم بارد

استمرار نقل المصابين الفلسطينيين إلى المستشفيات المصرية
استمرار نقل المصابين الفلسطينيين إلى المستشفيات المصرية

شهادات من قلب النار: استشهاد عصفور الجنة.. و«ملك» تنجو من الجحيم


تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلى قصف قطاع غزة بلا هوادة لتنفيذ مخططاتها فى قتل الأبرياء بدم بارد ليسقط آلاف الشهداء ولتكون دماء الأطفال شاهدا على موت ضمير العالم.


«الأخبار» تواصلت مع عدد من الفلسطينيين الذين كانوا عالقين فى مصر، وتمكنوا من دخول قطاع غزة عن طريق معبر رفح البرى أثناء فترة الهدنة .
ابو مهدى أحد أبناء خان يونس يصف المشهد فى غزة قائلا: ان مناطق شمال جنوب غزة، تشهد سلسلة غارات هى الاعنف على مناطق دير البلح وخان يونس جنوب القطاع .. وقذائف المدفعية وقصف الصواريخ وغارات الطيران واحزمة نارية لا تتوقف.
وقال أن هذه الغارات أوقعت العشرات من الجرحى، وهدمت بيوتهم وشردت أسرهم بل قتلت اطفالهم ونساءهم ..حيث تم عمل فصل تام بين المناطق الوسطى وخانيونس فى شارع صلاح الدين الذى يربط شمال القطاع بجنوبه ، تمهيدا لتحقيق الهجوم البرى جنوب دير البلح.
وناشد ابو مهدى الرئيس السيسى بضرورة التدخل كما فعل فى التوصل لهدنة من أجل وقف هذه المجازر والسماح بإدخال الادوية والمستلزمات الطبية لعلاج الجرحى.. حيث يتم نقلهم باستخدام سيارات الملاكى بعد استهداف سيارات الإسعاف وخروج عدد كبير منها من الخدمة .
أما عبير الجمال بعد وصولها إلى اسرتها فى غزة، فقالت أن سيدة فى العقد الرابع من عمرها احضنت ابنتها 4 سنوات ، التى استشهدت نتيجة قصف منزلهم فى تل الزعتر بغزة.. وتردد: بلاش تاخذوها على الثلاجة خليها معايا شويه.. حبيبتى يامه وكأنها ترتوى منها قبل ان يوارى جثمانها التراب.
وتقول ان هناك سيدة اخرى من حى الشيخ رضوان .. بكت بالدموع والعويل بحرقة شديدة على طفلتها عمرها سنتان، والتى أصيبت فى بطنها مما أدى إلى خروج احشائها إلى الخارج.. فى مشهد يهز الوجدان ويدغدغ المشاعر .. وهى تجرى ملهوفة وسط طرقات المستشفي.. تريد من يخبرها بحال طفلتها هل هى على قيد الحياة ام فارقت الحياة؟ وتردد: اعملوا حاجة لبنتى علشان خاطر الله، والكل يحاول التهدئة من روع الام ولهفتها على طفلتها .. لكن هيهات انها غريزة الامومة على اطفالها.. حيث راحت فى حالة بكاء هستيرى بعد أن عرفت انها استشهدت.. ونزلت على ركبتها تقبل جبينها .
ويحكى رامى صحفى من غزة قائلا أن هناك عدة صور لانتهاك كل معانى الانسانية.. حيث تم تقسيم مناطق شمال غزة الى مناطق صغيرة وتقوم قوات الاحتلال بتوقيف الشباب وتفتيشهم واحتجاز البعض منهم ، لاستخدامهم كدروع بشرية امام المجنزرات والدبابات حتى لا يطلق عناصر حماس النار عليهم .
وأضاف الصحفى الفلسطيني: حدث توقيف لرجل كبير فى السن ومعه حقيبة يحمل فيها تحويشة عمره.. وطلب منه المجند الإسرائيلى إلقاء الحقيبة مع الاستمرار فى النزوح.. الا انه رفض مما دفع المجند الى اطلاق النار عليه فأرداه قتيلا.
وان المواطنين يخرجون من منازلهم رافعين الرايات البيضاء للتأكيد على ان شعارهم السلام وهم غير مسلحين ومع ذلك تم اطلاق النار عليهم وسقط عدد من الضحايا بينهم الاطفال.
ويصف رامى الحياة فى شمال غزة بأنها مأساوية.. حيث لجأ الاهالى الى اشعال النار قى فتيل مدهون بزيت الطهى بعد انقطاع التيار الكهربائى ووجود نقص حاد فى الوقود.
ويقول أبو هيثم أحد العائدين من مصر الى قطاع غزة ، أن طفلة صغيرة أشبه بعصفور الجنة استشهدت برصاص الاحتلال الإسرائيلى فى مخيم جباليا.. فما ذنب هذه الطفلة أن تفقد حياتها ضحية لآلة القتل الإسرائيلية التى تدعى انها تحمى حقوق الإنسان وانها لا تستهدف المدنيين وهى تتعقب قادة حماس.
أما خالد والذى يحمل الجنسية المصرية والقادم من قطاع غزة عن طريق معبر رفح البري، فيروى ما شاهده فى قطاع غزة قائلا: ما يحدث يوجع القلب بكل معانى الكلمة.. تركت غزة مجبرا لأن أسرتى فى القاهرة .. حيث كنت فى زيارة لشقيقتى فى خانيونس.. والوضع صعب للغاية الكل تحت وطأة الحرب فالاحزمة النارية تحيط بالنازحين فى المستشفيات والمدارس التابعة للاونروا.


وقال أن الأمل فى مصر لاستكمال جهودها فى وقف إطلاق النار ووقف تطلعات إسرائيل نحو تحقيق أهدافها على حساب المدنيين الأبرياء.
ويروى أبو اسامة، الذى أصر على زيارة منزله فور دخوله من مصر إلى قطاع غزة، أنه شاهد شابا يدعى عبد الله من معسكر تل الزعتر ينادى على ابنه تحت الانقاص لعله يسمعه، ويقول فيه حد عايش، وقد تردد صدى صوته بين فتحات الركام، وكان يبدو عليه القلق والخوف من ضياع زوجته واولاده الأطفال الذين كانوا فى انتظار الطعام الذى ذهب لإحضاره من أجل تناول وجبة الإفطار.


اما الطفلة ملك 12 سنة فقالت بوجه شاحب يعتليه حزن شديد مليش غيرك ياما راحوا اهلى فى غمضة عين..
ضاع الأمان بفقدان الام والاب.. قتلتهم إسرائيل فى منازلهم وقد نجوت انا من تحت الركام.


وأضافت ملك: من يعوضنى حنان الأم ورعاية الاب بعد ان تسبب القصف فى استشهاد 11 فردا من عائلتى ولم ينج منها سوى جدتى .