فى اليوم الستين للحرب.. تحذيرات أممية مـن «سيـناريـو مرعب»

الاحتلال يتوغل شمال وجنوب القطاع.. ويطوق جباليا ويتمركز عـلى حـدود خـان يونس

مخيم جباليا
مخيم جباليا

غزة - وكالات الأنباء:
دخل العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة أمس يومه الـ 60 تواليًا، بغارات وقصف لم يتوقف وليلة قاسية عاشها سكان جباليا شمالا وخان يونس جنوبا كثفت فيها قوات الاحتلال الغارات والأحزمة النارية والقصف المدفعى، وسط اقتراف المزيد من المجازر وجرائم الإبادة الجماعية، وإطلاق دعوات التهجير القسرى. ونفذت طائرات الاحتلال ومدفعيته وزوارقه مئات الغارات وعمليات القصف على مختلف أرجاء قطاع غزة مخلفة مئات الشهداء والجرحى.
وفى جباليا شمال القطاع، استشهد أكثر من 15 شخصا جراء قصف الطيران الحربى الإسرائيلى لعدد من المنازل لعائلة النجار فى شارع غزة القديم بجباليا البلد. وأعلن الجيش الإسرائيلى، أمس أن القوات الإسرائيلية «أكملت تطويق» مخيم جباليا للاجئين فى شمال قطاع غزة، فى إطار سعيها لاستكمال عملياتها الهجومية ضد حماس فى شمال القطاع. وتعرض المخيم، وهو أكبر مخيم فى غزة، لقصف إسرائيلى متجدد فى الأيام الأخيرة بعد انتهاء هدنة استمرت أسبوعا. وفى المنطقة أيضا، تعرض محيط مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، لقصف مستمر ومتواصل، بالتزامن مع اشتباكات متواصلة، فيما تم استهداف عدد من منازل المواطنين فى محيط المستشفى خلال الساعات الماضية. وذكرت مصادر إعلامية أن جيش الاحتلال حاصر مستشفى كمال عدوان، ويطلق النار بشكل كثيف فى محيطه، بينما تُحاول الدبابات العسكرية الاقتراب أكثر من بوابات المستشفى، تزامنًا مع تواصل الغارات الجوية. وقال المدير العام لوزارة الصحة منير البرش: إن 108 شهداء وعشرات المصابين فى مستشفى كمال عدوان. وأكد انقطاع التيار الكهربائى عن المستشفى، وهناك أكثر من 7 آلاف نازح داخل المستشفى الآن. وقال: الاحتلال يحاصر مستشفى كمال عدوان بالدبابات والقناصة يطلقون النار على من يتحرّك.
وفى الجنوب، شنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة تستهدف مدينة خان يونس ودير البلح جنوب القطاع. كما نفذ الطيران الإسرائيلى حزاما ناريا عنيفا فى بلدة بنى سهيلا شرق خان يونس. وأطلق أطباء ومرضى بمستشفى دار السلام بخان يونس مناشدات لإنقاذهم بعد قصف كثيف للقوات الإسرائيلية فى محيطه. ووصل صباح أمس 40 شهيدًا على الأقل وعشرات الإصابات إلى مستشفى ناصر الطبى فى خان يونس بعد استهداف الاحتلال مدرسة معن التابعة للأونروا وتؤوى آلاف النازحين، بالإضافة من مناطق أخرى منها الشيخ ناصر، معن، بنى سهيلا، الكتيبة، حى المحطة فى خان يونس.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الأوضاع فى مستشفى ناصر الواقع فى مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة تزداد سوءا، وذلك على خلفية هجوم الجيش الإسرائيلى الذى توسع إلى جنوب قطاع غزة أمس.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية: «تلقينا إخطارا من الجيش الإسرائيلى بإزالة إمداداتنا من مستودعينا الطبيين فى جنوب غزة، ونناشد إسرائيل بسحب الأمر واتخاذ كل الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين».. وأظهرت صورا التقط بالأقمار الصناعية تكدس العشرات من الآليات المدرعة الإسرائيلية على تخوم المدينة.
وتظهر الصور، التى حصلت عليها شبكة سى إن إن الأمريكية أمس الآليات إلى الغرب من شارع صلاح الدين، الطريق الرئيسى بين الشمال والجنوب فى غزة، على بعد حوالى ستة كيلومترات (3.7 ميل) شمال وسط خان يونس.
وفى وسط القطاع، نفذ الطيران الإسرائيلى غارات جديدة تستهدف مخيم النصيرات، وشهدت منطقة ميدان فلسطين (الساحة) ومفترق الشعبية وسط مدينة غزة قصفا عنيفا.
وبعد قصف عنيف طال دير البلح وسط القطاع، كشف تقرير لسى إن إن بعض الأهالى بدأوا فى نبش الأنقاض بحثا عن زيت للطهى أو كيس من الدقيق أو بعض الشاى أو حتى بطانية. وقال التقرير إن الغارة فى دير البلح وقعت خلال الليل، واستتبعها عمليات حفر بحثا عن الغذاء والإمدادات الأساسية الأخرى.
وكانت وزارة الصحة فى غزة أعلنت أمس الأول ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 15899 شهيدا، 70 فى المئة منهم نساء وأطفال، جراء القصف الإسرائيلى منذ السابع من أكتوبر.
وبعد مرور قرابة شهرين على اندلاع الحرب فى قطاع غزة، برزت تحذيرات أممية من «سيناريو أكثر رعبا» فى القطاع، قد تعجز العمليات الإنسانية عن التعامل معه. وحذرت منسقة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية لين هاستينجز من أن هذا التوسع فى العمليات البرية الإسرائيلية «أجبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين الآخرين إلى اللجوء إلى مناطق تواجه ضغطا متزايدا.