«الحب الذي بيننا» قصة قصيرة للكاتبة نجوى عبد الجواد

الكاتبة نجوى عبد الجواد
الكاتبة نجوى عبد الجواد

يدور في الحجرة، يمسك بالقلم، يشير إلى رأسه ويردد: الحب الذي بيننا، الحب الذي بيننا، الحب الذي بيننا.

ماله يا خويا، بعافية ولا إيه. هكذا قطع صوت الزوجة القادم من الصالة تفكيره.

 رد بحدة: سيبيني أكمل البيت يا ست انتي.

أيوه يا خويا والنبي البيت عايز حاجات كتير، لما تنزل عاوزين سكر وزيت طماطم وبصل.. يحاول إنهاء الحوار.. حاضر من عنيا.

لا من السوق ههههه.

 لم يشاركها الضحك. تكمل: اسكت ع السوق، الناس كلها داخله ومش شاريه، الكل بيصرخ من الغلا. يتجاهلها ويعود لما كان عليه.

في شرود يردد: الحب الذي بيننا، الحب الذي بيننا.

ملكش في الفسحي اكتب عامية.

يرد: فصحى يا جاهلة.

فصحى.

فسحي فصحى ملكش فيها، إنت شاعر على قده.

يحدفها بكتاب بجواره، تتفاداه وتجري من أمامه.

يغلق الباب ويخط الجملة ويعود ليردد: الحب الذي بيننا، الحب الذي بيننا.

راح وعدي يا حبيبي. هكذا جاء صوتها من البلكونة وهي تنشر الغسيل. أسرع إليها، حدفته بالغسيل الذى بيدها وهرعت للداخل: زعلت ليه بس ده أنا بساعدك،

يلقى بالغسيل في الطبق وهو في قمة غضبه يشوط طبق الغسيل يمسك بقدمه، يكتم آهة تنطلق منه. صوت ضحكات تأتيه من البيت المقابل، يخف غضبه يبتسم في خجل، يأتيه الإلهام، يردد: الحب الذي بيننا أبيض وحليوة ومفيش زيه.

 هلّ عليا من البلكونة

يسلم ضيه.

تختفي الابتسامة إثر صرخة الزوجة من الداخل: والنبي بلاها عامية، ارجع للفسحي تاني .