الهجرة والبطالة.. الأسباب وراء تحول الشباب الأوروبي نحو اليمين المتطرف

اعضاء حزب "فوكس" الاسباني الميني المتطرف
اعضاء حزب "فوكس" الاسباني الميني المتطرف

يشير تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى اتجاه متزايد لدى الناخبين الأوروبيين من الشباب دون سن 35 عاماً نحو دعم مرشحين سياسيين من اليمين المتطرف.

وبحسب التقرير، فإن هذا الدعم لا ينبع من مشاعر الكراهية للأجانب، وإنما لأن أحزاب اليمين المتطرف تبدو وكأنها تقدم المزيد من الحلول لقضايا نوعية الحياة التي تهم هؤلاء الشباب.

يشير التقرير إلى أن صورة ناخبي اليمين المتطرف - والتي كانت تقليدياً تصورهم على أنهم من الرجال البيض غير الحاصلين على شهادات جامعية وفوق كل شيء من كبار السن - باتت تتغير الآن، إذ تشير الدراسات إلى نمو سريع في دعم اليمين المتطرف بين الناخبين الأصغر سناً في العديد من البلدان الأوروبية.

وبحسب عالمة الاجتماع السياسي كاثرين دي فرايز، فإن العديد من الناخبين الشباب ليسوا على انسجام أيديولوجي مع مرشحي اليمين المتطرف، إلا أنهم ينجذبون نحو أولئك الذين يتعهدون بتقديم مزيد من "أمن سبل العيش" في ظل ما يواجه هؤلاء الشباب من تدهور في أوضاعهم المعيشية.

ويشير التقرير إلى أن الأحزاب المحافظة أصبحت تستهدف بشكل متزايد ناخبين شباب في دول أوروبية مثل إيطاليا والنمسا وفرنسا وألمانيا والسويد والدنمارك. كما كان هذا الاتجاه واضحاً في الانتخابات الهولندية الأخيرة، إذ حظي حزب الحرية بنسب تأييد أعلى بين الناخبين دون سن 35 عاماً مقارنة بنسبته العامة.  

وقال شاب هولندي في الرابعة والعشرين من عمره إنه وأصدقاءه صوتوا لزعيم حزب الحرية جيرت فيلدرز لأنه يريد حل أزمة الإسكان وتحسين الرعاية الصحية.

أما الباحث بافيل زيركا من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية فقال إن عدم الأمان الاقتصادي هو القوة الدافعة الرئيسية، إذ أقنعت الأحزاب اليمينية المتطرفة الناخبين الشباب بأن لديها بديلاً اقتصادياً موثوقاً.

فيما قالت فتاة هولندية في الثانية والعشرين من عمرها إنها وأفراد عائلتها صوتوا لحزب الحرية لأن الحكومة الحالية لا تبدو مهتمة بأولوياتهم بما في ذلك التضخم.

إذن، يبدو أن الدافع الرئيسي وراء تزايد دعم الشباب الأوروبي لأحزاب اليمين المتطرف هو البحث عن حلول للتحديات الاقتصادية التي يواجهونها، وليس بالضرورة التوجهات العنصرية أو معاداة المهاجرين.