خلال السنوات القليلة الماضية تصدرت القصص المتعلقة بالعسل المزيف عناوين الأخبار، حيث استغلت الكثير من الشركات حول العالم سمعة العسل الغذائية الجيدة لكسب أرباح كبيرة من خلال عمليات الغش التي تطبق على مكوناته لمضاعفة الكميات التي يتم إنتاجها.
ويشتهر العسل بفوائده الصحية التي تساعد الجسم في العديد من العمليات الضرورية، لكنه مصنف عالميا من بين أكثر المواد الغذائية التي تتعرض لعمليات الغش والتلاعب بمكوناته.
العسل المغشوش
وعلى عكس العسل الطبيعي الخام الذي يتم حصاده من أقراص العسل ويتم ترشيحه بشكل طفيف فقط لإزالة أجزاء من الشمع وبقايا قرص العسل، يتم إنتاج معظم العسل المزيف عن طريق خلط كمية صغيرة من العسل الحقيقي مع شراب سكري آخر مشتق من قصب السكر أو الذرة أو الأرز، ثم معالجة الخليط بشكل مكثف للحصول على الشراب الشفاف الذي قد تراه على أرفف العديد المتاجر الكبرى.
والأهم من ذلك أن العسل المزيف أو المعالج بدرجة عالية لا يحتوي على حبوب لقاح، وهناك عدة أسباب وراء إزالة حبوب اللقاح، أهمها منع التبلور، وكذلك إخفاء أي آثار لمكان إنتاج العسل، حيث تكون حبوب اللقاح بمثابة «بصمة الإصبع» فهي تسمح للعلماء بتتبع المكان الذي جاء منه النحل، مما يرشد إلى بلد المنشأ.
العسل المزيف وتربية النحل
العسل المزيف مضر لمربي النحل، ومضر للنحل أيضًا، فمع وجود العسل المزيف الرخيص بكميات كبيرة في السوق، يكافح النحالون الذين ينتجون العسل الحقيقي من أجل المنافسة من حيث السعر، والبعض الآخر، غير قادر على خفض أسعاره إلى أي مستوى أدنى، واستسلم تمامًا.
ويرى آخرون أنه أصبح من المربح أكثر التركيز على التلقيح بدلا من إنتاج العسل: فهم يؤجرون نحلهم للمزارعين الذين تزهر محاصيلهم في أوقات مختلفة خلال العام، مما يسمح للنحل بالتجول وتلقيح المناطق المحيطة، ولكن السفر أكثر يعني أن النحل يعرض خلاياه لخطر التعرض لأمراض جديدة.
الأضرار الصحية للعسل المزيف
وعلى عكس الفوائد الصحية للعسل الخام الطبيعي، يحتوي العسل المزيف على فوائد قليلة أو معدومة بسبب الغش وإضافة شراب السكر، والمعالجة الحرارية التي تسبب فقدان العديد من المركبات التي تجعل العسل صحيًا، والترشيح الفائق الذي يمر به لإزالة حبوب اللقاح وإطالة مدة الصلاحية.
وفي حين أن العسل المزيف لا يضر بصحتك على الفور، فهو في الأساس شراب سكر، ومثل أي شيء سكري، يمكن أن يساهم في العديد من المشكلات الصحية المتعلقة بالسكر في المستقبل.
اقرأ أيضا|دون أداة تجعيد.. طرق بسيطة لتكثيف الرموش
كيف تبتعد عن العسل المغشوش؟
لا يمتلك معظمنا معدات معملية باهظة الثمن للتحقق من تركيبة العسل، ولكن الكثير منا يسهل عليه الوصول إلى منتج عسل محلي، فمن خلال التواصل مع مربي النحل المحليين، يمكننا دعم صناعة العسل الخام.
وبخلاف ذلك، هناك بعض منظمات شهادات التتبع التي يمكنك اللجوء إليها، بما في ذلك True Source Honey، يمكن لمنتجي العسل الخضوع طوعًا لعملية اعتماد True Source ليُظهروا للمستهلكين أن عسلهم شرعي وخالي من التعديلات.
ويقول البعض أن العسل المزيف لن يقدم النكهة الزهرية التي يتميز بها العسل النقي، وأن لها مذاقًا طويل الأمد، ويقول آخرون إنه على الرغم من أن العسل يوصف بشكل كلاسيكي بأنه «لزج»، إلا أن العسل الحقيقي في الواقع لا ينبغي أن يكون لزجًا إلى هذا الحد- بل يجب أن يبدو وكأنه بلسم أو كريم بين أصابعك، وإذا كان لزجًا للغاية، قد يكون ذلك علامة على وجود سكريات أو شراب مكرر مضاف في المنتج.
أيضًا، يميل العسل الحقيقي إلى أن يكون له مظهر غائم، وقد يبدأ في التبلور في مخزن المؤن الخاص بك في غضون أسابيع أو أشهر، ويرجع المظهر الغائم إلى وجود بلورات داخل العسل، بالإضافة إلى جزيئات قرص العسل وبقع حبوب اللقاح، وإذا لم يتبلور العسل أبدًا، فقد لا يكون نقيًا.
كيف نعرف العسل المغشوش؟
ضع ملعقة صغيرة من العسل في كوب من الماء؛ سيبدأ العسل المزيف بالذوبان على الفور، بينما سيسقط العسل الخام إلى قاع الكوب سليمًا.
ضع قطرة من العسل البارد أو بدرجة حرارة الغرفة على إصبعك، إذا انتشر العسل فهو عسل مزيف، وإن احتفظ بتركيبه وبقي قطرة فهو عسل خام.
وإذا تناولت العسل لبعض الوقت وبقي على شكل شراب، فقد يكون عسلًا مزيفًا، إذ يتبلور معظم العسل الحقيقي مع مرور الوقت.
واغمس عود كبريت غير مشتعل في العسل، وقم بإزالته وضربه لمعرفة ما إذا كان سيضيء؛ سوف يشتعل عود ثقاب مغموس في العسل الخام ويشتعل اللهب في العسل، أما عود الكبريت المغموس في عسل مزيف لن يشتعل، وذلك بسبب وجود الكثير من الرطوبة في "العسل".
