بدون تردد

قمة دبى للمناخ (٢)

محمد بركات
محمد بركات

إذا كان الحشد الدولى الكبير لرؤساء وزعماء العالم الذين اجتمعوا فى «دبى بالامارات العربية» فى إطار قمة المناخ الثامنة والعشرين «كوب ٢٨»، هو الأضخم من نوعه على مستوى قادة الدول والشعوب الذين يجتمعون فى مؤتمر واحد، بعد مؤتمر المناخ السابع والعشرين الذى عقد فى شرم الشيخ العام الماضى «كوب ٢٧» «cop27». فإنه فى ذات الوقت هو التجمع الأهم والأكثر تأثيرًا فى مستقبل العالم خلال السنوات القادمة، وذلك تأسيسًا على الأهداف المرجوة والقرارات المأمول اتخاذها، فى اطار السعى الجدى لإنقاذ كوكب الأرض من المصير السيئ والكارثى الذى ينتظره، إذا ما استمر فى السير على ما هو عليه الآن، من تلويث للبيئة وتجاهل لأخطار تغير المناخ.


وهذا الذى نقوله ليس من قبيل المبالغة أو التهويل على الاطلاق، بل هو حقيقة مؤكدة يعلمها كل المتابعين للمتغيرات المناخية التى طرأت على كوكب الأرض وشملت كل العالم، وأثرت على جميع الدول والشعوب، وباتت تهدد الجميع بأخطارها الواقعة واللاحقة أيضا.
لذلك كانت المهمة الكبرى الملقاة على عاتق المؤتمر، هى وضع خطة عملية واضحة لمواجهة الخطر الأكبر المحيط بالعالم حاليا، فى ظل التقلبات الحادة فى الأحوال المناخية «الجوية»، التى هى نتيجة مباشرة لتغير المناخ، الناجم عن تلوث البيئة والاحتباس الحرارى وارتفاع درجة حرارة الأرض، بكل ما يعنيه ذلك من أخطار وكوارث.
وفى هذا يجب أن نعلم أن الخطر الأكبر الذى كان العالم يخشاه قد حدث بالفعل وتداعياته بدأت فى الوقوع، حيث إن الخطر أصبح حالًا وواقعًا، ويجب التعامل الفورى والعاجل معه للحد من آثاره، حيث بدأت درجة حرارة الأرض فى الارتفاع وزادت بالفعل معدلات ذوبان الجليد فى القطب المتجمد، وبدأت مستويات المياه فى المحيطات والبحار فى الارتفاع مما أدى إلى تهديد أراضى بعض الدول بالغرق تدريجيًا.


لذلك فإن المطلوب من القادة خلال المؤتمر هو الاتفاق على انقاذ العالم، واتخاذ الاجراءات والقرارات اللازمة لتخفيض الانبعاثات الحرارية، وتقليل تدفق الغازات الكربونية إلى الجو وتخفيض درجة حرارة الأرض، والقضاء على الاحتباس الحرارى الناجم عن ذلك كله.
ولتحقيق ذلك يجب أن تتوقف الدول الصناعية الكبرى عن الممارسات السلبية والضارة، التى تقوم بها بالفعل، والتى كان - ولا يزال - لها الدور الأكبر فى تغير المناخ وتلوث البيئة وحدوث الكارثة المتوقعة، والمطلوب فى ذات الوقت من هذه الدول الكبرى مساعدة الدول الفقيرة والنامية على اللجوء للطاقة النظيفة وتحسين مستوى معيشة شعوبها فى مواجهة اخطار تغير المناخ.
 والسؤال الآن.. هل سينجح المؤتمر فى ذلك؟!
نأمل ذلك.