خلال أيام قرطاج المسرحي الـ 24..

المخرج الأمريكي روبرت ويلسون: بدأت المسرح في مصنع مهجور.. ونفذت «كتاب الأدغال» في 12 مشهدًا

المخرج الأمريكي روبرت ويلسون
المخرج الأمريكي روبرت ويلسون

انطلقت فعاليات الدورة الـ24 لمهرجان أيام قرطاج المسرحي، برئاسة الفنان معز مرابط، على خشبة المسرح البلدي أقدم المسارح التونسية، وتستمر حتى 10 ديسمبر الجاري، بمشاركة 24 عرضًا عربيًا وأفريقيًا، و18 عرضًا عالميًا.

وقال المخرج الأمريكي روبرت ويلسون، إنه بدأ حياته مع المسرح، في مصنع مهجور ولم يكن لديه أموال ولكن كان يملك فضاء للتعبير عن أفكاره، والعروض الأولى له لم تكن في مسارح بل كانت في الشواع وأماكن انتظار السيارات فكانت الأرض متاحة له، وتعلم أن يقدم صورة للشارع من وجهات وخلفيات مختلفة، ويشارك في العروض مختلف طبقات المجتمع ويعكسون صورة الواقع.

واستكمل ويلسون، خلال اللقاء الصحفي الذي عقدته له إدارة مهرجان أيام قرطاج المسرحي، في الدورة الـ 24 برئاسة المخرج د.معز مرابط، المقامة حاليا، وذلك عقب النجاح الكبير لمسرحيته "كتاب الادغال" التي عرضت ضمن مسابقة قسم العالم، قائلا: "بعض الأسماء المشاركين معنا نجحوا في أن يصلوا للعالمية ويحققوا تقدمات رائعة في المجالات المختلفة للمسرح والسينوغرافيا، فكنا ننقل صورة الواقع بشكا صريح فالراقص يحاكي المشاهد بشكل بسيط قريب من الواقت وليس بغرض الاستعراض"، واهتتمت بكل ماهو بصري ومرافق للفن".

تابع روبرت ويلسون عن مضمون مسرحيته "كتاب الادغال"، قائلاً: "فكّر بعينيك، واستمع بكل جسدك"، وكذلك يفعل "ماوكلي" الطفل الذي ربته الذئاب،  هذه الحكاية انطلق العرض، حيث لا يعيش الظل إلا مع الضوء، هذه القصة الافتتاحية وبعيدا عن أي صور حنين إلى الماضي، يتم تنفيذها في 12 مشهدًا غنائيًا راقصًا على إيقاع موسيقى" كوكو روزي" المفعمة بالحيوية.

وفي العرض، افتتح المخرج في المسرحية، صفحات من "كتاب الأدغال" لصاحبه رديارد كيبلينج؛ راويا قصة عن الطفولة في أرض برية، ضمن عوالم من “الفنتازيا”؛ فيتحوّل المسرح إلى غابة من العلامات مابين "دمى الظّل المصنوعة بدقة التفاصيل، والأضواء الكاشفة،  ومرونة الحركة على المسرح، حالة من الإبهار والامتاع البصري والبهجة، تحققت في العرض وكأنك تشاهد فيلما سينمائيا وليس عرضا حيا على خشبة المسرح، فكان للصورة والإضاءة والمؤثرات البصرية والصوتية دورا كبيرا في تلك الحالة التي تحققت باكتمال كل عناصر العرض، ويحذّر  المخرج خلال العرض من المخاطر التي تهدد الطبيعة.