معرض الكويت للكتاب يحتفى بفلسطين

وزير الإعلام الكويتى يفتتح أنشطة وفعاليات المعرض
وزير الإعلام الكويتى يفتتح أنشطة وفعاليات المعرض

رسالة الكويت: منير عتيبة

يأتى معرض الكويت الدولى للكتاب والذى اختتم فعالياته أمس السبت فى دورته 46 فى ظروف غاية فى الدقة والصعوبة، إذ تصاحب العدوان الإسرائيلى على غزة، ولكن لأن الكويت كانت من أولى الدول التى ساندت أهالى غزة على المستوى الشعبى والبرلمانى والحكومى فقد كان لهذه الظروف أثر بمعرض هذا العام.

قبل أن تدخل إلى أرض المعارض تجد أعلام فلسطين الكبيرة تشد ناظريك. ثم تدخل فترى القضية حاضرة فى الكثير من التفاصيل؛ فقد ألغيت الحفلات التى تصاحب المعرض واكتفى المنظمون بالندوات فقط كما خصص جناح لفلسطين.

على جانب آخر يتزامن تنظيم المعرض مع الاحتفال بمرور 50 عاما على إنشاء المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب.

وكان (الشغف) هو شعار المعرض هذا العام. وهو ما أكده وزير الإعلام ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية رئيس المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب عبد الرحمن المطيرى أن المشاركة الدولية الكبيرة بعدد 29 دولة منها 18 دولة عربية و11 دولة أجنبية من خلال 486 دار نشر معرض الكويت الدولى للكتاب فى دورته السادسة والأربعين تعكس مكانة الكويت الثقافية المرموقة.

   وأضاف الوزير المطيرى الذى افتتح المعرض نيابة عن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح أن المعرض الذى يأتى متزامنا مع مناسبة تعكس عمق وأصالة وثراء الثقافة والاهتمام بها فى الكويت حيث نحتفى بمرور خمسين عام على إنشاء المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب.

   وأشار إلى أن الثقافة والأدب فى الكويت يحظيان باهتمام ودعم كبيرين ومستمرين.

 من قبل القيادة السياسية فى دولة الكويت.

   ولفت الى أن هذا المعرض يأتى تحت شعار «شغفك له كتاب» كإشارة إلى أن لكل شغوف فى كل مجال هناك كتاب يتناسب ويتوافق مع اهتماماته مهما اختلفت أنواع تلك الاهتمامات فهى فرصة للجميع للحضور والتعرف على ما يضمه المعرض من إصدارات تتناسب مع اهتماماتهم ورغباتهم.

  وقد اختير الشاعر الكويتى الكبير فهد العسكر رحمه الله كشخصية الاحتفالية الثقافية المصاحبة للمعرض واختير الدكتور سعد البازعى كشخصية المعرض لما له من إسهامات ثقافية وأدبية عديدة أثرت الساحة الثقافية.

   وأعرب معالى الوزير عن السعادة الكبيرة بالحراك الثقافى الذى يشهده المعرض من محاضرات وورش عمل وندوات فى مواضيع حرصنا على تنوعها وتجددها لتناسب الجميع داعيا الجميع للحضور والاستفادة بما سيطرح فيها من أفكار وتجارب ودروس.

ويقول د.محمد الجسار أمين المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب: إن معرض الكويت هو النافذة الرئيسية الحقيقية للنشر والداعم الرئيسى للثقافة وهو أيضا مكان التقاء ثقافات الدول المختلفة من خلال النشاط الثقافى والإنتاج الثقافي. ويعتبر مركز تبادل خبرات وتبادل ثقافات. كما أنه يدعم دور النشر بشكل واضح مما يدعم حركة صناعة النشر بعرض الكتاب إضافة إلى الأنشطة الثقافية المصاحبة التى تجاوزت 140 نشاطا ثقافيا على مدى 11 يوما .
ويقول خليفة الرباح مدير المعرض إنه يقام على أرض المعارض الدولية فى منطقة مشرف بمساحة تقديرية كاملة 18,000 متر مربع مقسمة إلى خمس قاعات مخصصة لدور النشر العربية وعددها 146 داراً إضافة إلى قاعة سادسة وهى الأكبر ومخصصة لدور النشر الكويتية ودور نشر مجلس التعاون الخليجى والكتاب الأجنبى وكذلك بعض الدول الأوروبية المشاركة. أما القاعة السابعة فمخصصة للجمعيات والجهات الحكومية للمنظمات الإقليمية. إضافة إلى الجناح المخصص لاحتفالية إنشاء 50 عاماً على إنشاء المجلس الوطنى. ويتجلى اهتمام المعرض بالطفل فى مشاركة 49 دار نشر بالإصدارات الموجهة للطفل.

 ويقدم المعرض خصما خاصا لجميع المشاركين يصل إلى ٢٥٪ إضافة إلى استخدام التقنيات الحديثة لمساعدة زوار المعرض فى الوصول إلى دور النشر والكتب التى يرغبونها. كما قدمت دور النشر الكويتية مبادرة (كتابنا كتابك) إذ تقدم كتابا مجانيا لكل طالب مدرسة يزور المعرض. ويشهد معرض هذا العام أكبر عدد من المشاركات وأكثرها تنوعا إذ تشارك فيه 486 دار نشر من ضمنها 102 دار نشر مشاركة بشكل غير مباشر عبر توكيل و386 هى المشاركه بشكل مباشر كأجنحة. عدد الدول المشاركة هو 29 دولة منها 18 دولة عربية و11 دولة أجنبية. بإجمالى 171,000 عنوان من ضمنها 11,000 عنوان صدر حديثا.

ويقول محمد المغربى مشرف النشاط الثقافى بالمعرض: تتبنى فعاليات المعرض هذا العام فكرة التجسير إطارا عاما لنشاطات معرض الكتاب. وتعد الترجمة من أوضح صور التجسير الثقافى والمعرفى بين الشعوب. ويمتد هذا المفهوم ليشمل مختلف المواضيع كالتجسير بين الفكرة والمبدع، والرواية والعمل الدرامى والخيال والواقع. 

ويحرص المجلس الوطنى منذ نشأته على مد الجسور الثقافية فهو صاحب أهم السلاسل المعرفية التى ترجمت العلوم والفكر والأدب من لغات العالم إلى القارئ العربى. وقد تمثلت أنشطة المعرض فى (رواق الثقافة) ويشمل جلسات حوارية - مناقشات كتب - ورش تدريبية - أمسيات شعرية - ندوات فكرية. إضافة إلى المقهى الثقافى والأنشطة الموجهة للطفل والاحتفال بمئوية الشاعرة العراقية الرائدة نازك الملائكة واليوبيل الفضى لسلسلة إبداعات عالمية. وورش العمل.

وأشار محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب إلى فوز دار كيان للنشر وهى دار مصرية بجائزة عبد العزيز المنصور للناشر العربى لرواية الشباب. وذكر سعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين أن عدد الناشرين المصريين المشاركين بالمعرض هو ٥٤ ناشرا. وقال الناقد والمفكر السعودى د.سعد البازعى: كان اختيارى الشخصية الثقافية بمعرض الكويت الدولى للكتاب مفاجئا بقدر ما كان غير مفاجئ، مفاجئا لأنى لا أرى نفسى الأكثر استحقاقا لهذا التكريم فهناك من أعطى أكثر مما أعطيت، وغير مفاجئ لأنه من الكويت التى عودت المشهد الثقافى العربى على العطاء بلا حدود والتى تمتد صلتى بحياتها الثقافية إلى ما يزيد على الثلاثة عقود. كم أنا ممتن لهذا التكريم المفاجئ والمتوقع فى الوقت نفسه.