اعترافات قاتلة صديقتها .. ضربتها بالميزان على راسها لما طالبتنى بفلوسها

المجني عليه
المجني عليه

حبيبة‭ ‬جمال

  رسم الزمن ملامحه القاسية على وجه فاطمة، تلك السيدة التي توفى زوجها عنها وترك لها خمسة أبناء، فوجدت نفسها تواجه قسوة الحياة وحدها، خرجت للبحث عن لقمة العيش بالحلال حتى تنفق على نفسها وأولادها، كانت تلك المسكينة تتمتع بالطيبة ولا أحد يعرفها إلا ويحبها، الست فاطمة صديقة للكل، وأقرب صديقاتها هي نجوى، التي لم تصن العيش والملح، وأعماها الطمع وسيطر الحقد على قلبها واستحلت لنفسها المال الحرام، وتحولت من سارقة لقاتلة في لحظة شيطان وطعنت من مدت إليها يد المساعدة بالغدر.. تفاصيل مثيرة ومأساوية تسردها السطور التالية.

داخل بيت صغير بشارع وسط البلد، بالمطرية، كانت تعيش فاطمة محمد، سيدة على مشارف الستينيات من العمر، توفى زوجها منذ سنوات، وترك لها5 أبناء، ثلاثة ذكور وابنتين، تزوجت الابنتان وأصبحتا تعيشان بعيدا عن والدتها، كانت فاطمة تعيش حياة هادئة مستقرة، راضية بحالها، وفي لحظة انقلبت حياتها منذ أن سجن أبناؤها الثلاثة بسبب مشاجرة، فوجدت نفسها بين 4 جدران، تعاني الوحدة؛فأهلها من الصعيد، وهي وحدها التي تعيش في القاهرة منذ أن تزوجت، وفي الوقت ذاته كانت تذهب بداية كل شهر لزيارة أبنائها ومعها كل ما لذ وطاب، لذلك قررت الخروج للعمل حتى تنفق على نفسها وتدخر لأبنائها بعض المال يكون عونًا لهم في محبسهم يشترون به ما يريدون من كانتين السجن، فلم تجد أفضل من تجارة المخلل، استأجرت مخزنًا صغيرًا لتخزين المخللات به، وقتها تعرفت على سيدة، تدعى نجوى، في منتصف الأربعينيات من العمر، تعمل بائعة خردة، أحبتها منذ اللحظة الأولى، ونشأت بينهما علاقة صداقة قوية، كانت فاطمة دائما ما تدافع عنها، وتساعدها ولم تبخل عنها بشيء، حتى عندما احتاجت نجوى للأموال بسبب مرورها بضائقة مالية لم تتأخر فاطمة وأعطتها 3 آلاف جنيه كانت محتفظة بهم لزيارة لأبنائها.

مرت الأيام، حتى حان وقت الزيارة، وطلبت أموالها من نجوى، لكنها ظلت تماطل في ردهم اليها، وعندما وجدت نفسها أمام موقف صعب، وهو لا مفر من استرجاع المبلغ، وهي لا تملك تلك الأموال؛ اختارت نجوى أن ترتكب جريمة قتل لتتخلص من هذا الدين نهائيًا؛ جلست تفكر وتخطط وبعدما رسمت الخطة كاملة انتظرت الوقت المناسب للتنفيذ. 

يوم الجريمة

استيقظت فاطمة كعادتها كل يوم، خرجت لبيع المخللات، ثم بعد عدة ساعات بعدما رزقها الله بأموال، ذهبت لشراء احتياجات زيارة أبنائها، ثم تركتهم عند أحد جيرانها، وأبلغته أنها ستعود لأخذهم، تأخرت كثيرًا عن عودتها للرجل، فأحس بالقلق فاتصل بنجلتها وأبلغها بما حدث وقال لها: "والدتك سابت الزيارة اللي هتوديها لاخواتك ومرجعتش تاخدها لحد دلوقتى"، دب القلق في قلب الابنة، التي شعرت أن مكروهًا أصاب والدتها، خاصة بعدما اتصلت كثيرا على هاتفها ولم ترد؛فظلت تبحث عنها في كل مكان ولكن بلا فائدة وكأن الأرض انشقت وابتلعتها، فلم تجد الابنة حلا سوى الذهاب لقسم الشرطة وتحرير محضر بتغيب والدتها. 

بعدها هداها تفكيرها أن تذهب للمخزن الذي استأجرته والدتها، وهناك وجدت الباب مغلقًا، لكن قلبها يخبرها أن والدتها بداخله، فاتصلت على هاتفها مرات أخرى؛ سمعت صوت الرنات، فظلت تصرخ بأعلى صوت عندها "تليفون أمي بيرن جوه المخزن حد يلحقني ويكسر الباب"، بالفعل اجتمع الناس لمساعدتها وخلال لحظات كسروا الباب، وكانت الصدمة عندما وجدوها ملفوفة داخل جوال جثة غارقة في بركة من الدماء، مهشمة الرأس، لحظات من الصمت سيطرت على الجميع الذين أصيبوا بالصدمة، وتساءلوا في حيرة من قتل الست فاطمة ولماذا؟.. فمنذ أن عرفوا تلك السيدة وهم يعرفون أنها طول عمرها لا تعرف سوى الشقاء، في حالها ولم يكن لديها أي عدوات مع أحد. لم يجدوا أمامهم حلا سوى إبلاغ الشرطة وهي بالتأكيد التي ستجيب على أسئلتهم، حين تلقي المباحث القبض على القاتل ويأخذ جزاءه الذي يستحقه لقتل تلك السيدة بلا ذنب. 

اعترافات

نعم نجوى اختارت أن تقتل صديقتها بسبب 3 آلاف جنيه ليسوا من حقها، قابلت المساعدة وعمل الخير بالغدر والخيانة، ظلت تراقبها فترة بل كانت تجلس معها طول اليوم، يأكلان ويشربان سويا، وعندما حانت الفرصة ووجدتها داخل المخزن وحدها، دخلت خلفها وأغلقت الباب، وبدم بارد حملت الميزان من على الأرض ووجهت للسيدة المسكينة عدة ضربات حتى سقطت على الأرض غارقة في دمائها، وبكل جحود، حملت قطعة حديد وأكملت عليها، ولم تتركها إلا بعدما تأكدت أنها فارقت الحياة، وسرقت كل ما بحوزتها ووضعتها داخل جوال، وأغلقت عليها الباب وعادت لبيتها وكأنها لم ترتكب أي جرم، معتقدة أنها أفلتت ولن يعرف أحد بجريمتها، ولكن استيقظت من أحلامها الوردية على كابوس مفزع ورجال المباحث يدقون بابها للقبض عليها. 

بلاغ

تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، بلاغا من الأهالي بوجود جثة لسيدة داخل مخزن بدائرة قسم شرطة المطرية، على الفور انتقل رجال المباحث لمحل البلاغ؛ تبين العثور على جثة سيدة مهشمة الرأس، تشكل فريق بحث لكشف اللغز، وبعمل التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة صديقة المجني عليها، والتي تدعى نجوى، تبلغ من العمر 46 عاما، والسبب هو أن الضحية أعطت المتهمة 3 آلاف جنيه على سبيل السلف لمرورها بضائقة مالية، وعندما طالبتها بردهم، قررت التخلص منها، بعدما استغلت تواجد الضحية وحدها داخل المخزن؛ حيث تسللت إليها وضربتها بميزان على رأسها ثم استلت قطعة حديد وهشمت رأسها ولاذت بالفرار. 

تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على المتهمة، والتي اعترفت بتفاصيل جريمتها البشعة، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق التي أمرت بحبسها، وأصبحت خلف القضبان تنتظر جزاء جريمتها في حق نفسها قبل أن تكون في حق الإنسانية والصداقة، وأصبح أهالي المنطقة لا يتمنون سوى القصاص العادل وهو إعدام المتهمة، التي لم تصن العيش والملح. 

 

اقرأ أيضا : كشف ملابسات مقتل عامل مقهى بالبحر الأحمر.. وضبط مرتكب الواقعة

 

 

;