كيف مضت إسرائيل في قرار عودة الحرب على غزة بعد عدم تمديد الهدنة؟

صورة من القصف على غزة
صورة من القصف على غزة

مضت إسرائيل مجددًا في استعادة عدوانها على قطاع غزة، وذلك بعد أسبوع من الهدنة الإنسانية في القطاع تخللها صفقة تبادل أسرى بينها وبين حركة "حماس"، بعد وساطة مصرية قطرية، شهدت تدخل أيضًا من الولايات المتحدة من أجل إتمامها.

وعاود الاحتلال الإسرائيلي قصف قطاع غزة من جديد، أمس الجمعة، وذلك بعد انقضاء الهدنة الإنسانية في القطاع، والتي امتدت لأسبوع كامل وجرى تمديدها في مرتين، وشهدت مبادلة عدد من الأسرى بين الجانبين من النساء والأطفال بمعدل 1 إلى 3 من الرهائن الإسرائيلية والأسرى الفلسطينيين.

وقبل بدء تطبيق الهدنة، والتي بدأت يوم الجمعة 24 نوفمبر، شنّ الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا متواصلًا على قطاع غزة امتد لقرابة الخمسين يومًا من الحرب في قطاع غزة، وذلك في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، التي قامت 

ووفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فقد سقط أكثر من 15 ألفًا و200 شهيد في قطاع غزة، من بينهم أكثر من 6150 طفلًا، إلى جانب ما يربو على 36 ألف جريح، إلى جانب قرابة 7000 شخص مفقود تحت الأنقاض، يُرجح أنهم قد ماتوا.

وخرج آلاف الإسرائيليين في تظاهرة ضخمة في تل أبيب، اليوم السبت، مطالبين بصفقة تبادل جديدة للأسرى مع حركة "حماس"، من أجل الإفراج عن عدد أكبر من الأسرى والمحتجزين لدى عناصر حركة حماس.

لكن إسرائيل بدت أنها رمت كل هذا وراء ظهرها واستأنفت عدوانها مرة أخرى على قطاع غزة، بإذعانٍ من رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، الذي يخوض معركته الأخيرة على ما يبدو في حكم إسرائيل.

ضوء أخضر أمريكي

وفي غضون ذلك، يقول أيمن الرقب، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، "الإسرائيليون حصلوا على ضوء أخضر من الولايات المتحدة، حيث زيارة وزير الخارجية الأمريكي وجدال حول ضرورة ألا يكون هناك استمرار للحرب على الجنوب تحديدًا".

وأضاف الرقب، في تصريحات لـ"بوابة أخبار اليوم"، "قد يكون هناك ضوء أخضر لعدة أيام أو لعدة أسابيع، ولا أحد يعلم ما نوع الضوء الأخضر الذي مُنح لإسرائيل، الذي رفض الوصول إلى رؤية جديدة حول تمديد الهدنة".

وتابع قائلًا: "هذا يعني أن الاحتلال مصرّ على إكمال حربه وإنهاء وجود المقاومة وحركة حماس في قطاع غزة".

واستطرد الرقب: "الأمور ليست سهلة وليس بكل بسهولة يحقق الاحتلال هدفًا في هذه الحرب، وبالتالي قد نرى دورًا للوسطاء للوصول إلى حلول وسط من ضمنها هدنة طويلة وتفكيك سلاح المقاومة، وصفقة تبادل أسرى كبيرة".

وساطة محتملة 

ورأى الرقب أن كل هذا منوط بدور الوسطاء ودور الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إيقاف هذه الحرب، مضيفًا أنه "إن قررت الولايات المتحدة وقف هذه الحرب فإنها باستطاعتها أن توقف الدعم العسكري للاحتلال، والذي يكلفها قرابة 250 مليون دولار شهريًا، وبالتالي انتهاء هذه الحرب".

وحول موقف الإعلام في إسرائيل من استمرار الحرب، قال الرقب: "لا يوجد إعلام حر داخل دولة الاحتلال وتفرض الرقابة العسكرية بأن يتم الحديث في إطار دعم الجيش ورفع معنوياته بدون الحديث عن خسائر اقتصادية تتكبدها إسرائيل بسبب الحرب".