بدون تردد

قمة دبى للمناخ

محمد بركات
محمد بركات

مؤتمر قمة المناخ لرؤساء الدول والحكومات فى دورته الثامنة والعشرين المنعقد فى مدينة «دبى» بالإمارات العربية المتحدة cop28 هو بالقطع التجمع الدولى  الأكثر أهمية على الاطلاق على مستوى الكرة الأرضية، نظرا للمهمة المعلقة عليه من جميع الشعوب بالعالم، على اختلاف جنسياتها وألوانها وألسنتها.

هذه المهمة هى البحث الجاد عن وسيلة فعالة لإنقاذ البشرية من الكارثة المحققة، التى يندفع إليها العالم بكل قوة، إذا ما استمر فى السير على الطريق الانتحارى الذى يمضى فيه الآن بإصرار وحماقة شديدين.

ورغم الخطورة البالغة التى تهدد واقع ومستقبل الكرة الأرضية كلها، بما عليها من شعوب ودول،...، إلا أن هناك دولا كثيرة للأسف لا تدرك أهمية وخطورة التغيرات المناخية، ولا تشغل نفسها بضرورة وقف هذه الأخطار الفادحة التى تزداد حدة وضراوة نتيجة أفعال البشر وأعمالهم المدمرة للبيئة والملوثة لمناخ الكرة الأرضية كلها.

والمؤتمر ينطلق بحضور عدد كبير من زعماء العالم، ويضم قادة ورؤساء ومسئولين كبارا لغالبية الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة، وبينهم الرئيس السيسى على رأس وفد مصرى كبير بدعوة من الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.

وحتى ندرك الأهمية البالغة لهذه القمة علينا أن ندرك، أنها تبحث فى مواجهة الأخطار التى تتعرض لها البشرية حاليا، والتى ستتضاعف للأسف خلال السنوات القادمة، إذا لم تتدارك كل دول العالم هذا الأمر.

ونحن لا نبالغ على الإطلاق، إذا ما قلنا إن هذه الأخطار الناجمة عن تغير المناخ تحمل فى طياتها تهديدات حقيقية نراها ونلمسها بالفعل الآن، فى ظل التغيرات الشديدة والجسيمة التى طرأت على أجزاء كبيرة ومناطق عديدة من كرتنا الأرضية، والمتمثلة فى ظاهرة الاحتباس الحرارى والتلوث البيئى، الذى أصبح يغلف الأجواء ويسمم مصادر الهواء والمياه والغذاء أيضا.

وكما نرى جميعا فإن هذه الأخطار تزداد فى ظل الممارسات البشرية الضارة والمسيئة للبيئة، وما تقوم به الدول الصناعية الكبرى من تلوث متعمد وتدمير مستمر للبيئة، وما ينتج عنها من ضرر بالغ للهواء والتربة والبحار والمناخ بصفة عامة.

وذلك الخطر يتزايد فى ظل ما تنتجه هذه الدول، من غازات أول وثانى أكسيد الكربون وغيرها من الغازات السامة، وما تقوم به من تدمير للغابات وتلويث للتربة الزراعية والنباتات،...، وما أدى إليه ذلك من ارتفاع وزيادة درجة الاحتباس الحرارى ونسبة ذوبان الجليد بالقطب المتجمد، وارتفاع منسوب المياه فى المحيطات والبحار، وما يحمله ذلك من أخطار تهدد بغرق أجزاء كبيرة ومناطق عديدة من الكرة الأرضية بما عليها من شعوب ومدن وبشر.

والسؤال الآن.. هل يستطيع المجتمعون إنقاذ العالم؟!