أمريكا تتعهد بـ 3 مليارات دولار مساعدات مناخية

المشاركون في المؤتمر
المشاركون في المؤتمر

دبي- محمد محمود

خلال فاعليات اليوم الثالث لمؤتمر الأطراف الخاص بالمناخ (COP28)، والذي يقام بدبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، أعلن مسؤولون بوزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة ستتعهد بتقديم 3 مليارات دولار لصندوق تابع للأمم المتحدة يهدف إلى مساعدة البلدان النامية على خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتكيف مع تغير المناخ - وهو جهد يمكن أن يساعد في إعادة بناء الثقة في وعود الدول الغنية بتقديم المساعدات وسط محادثات المناخ المحورية في دبي.

جاء التعهد في خطاب نائبة الرئيس كاملا هاريس، اليوم السبت في مؤتمر الأطراف الخاص بالمناخ (COP28)، المنعقد في دبي، وسيضاف إلى 9.3 مليار دولار من الالتزامات الجديدة التي أعلنتها بالفعل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا واليابان ودول أخرى. وهذه هي الجولة الثانية من تجديد موارد صندوق المناخ الأخضر، ومن شأن التعهد الأميركي أن يرفعها إلى أعلى مستوياتها حتى الآن.

العدول عن إرث ترمب المناخي

يأتي التزام إدارة الرئيس جو بايدن بعد زيادة مطردة في المنح والقروض والتمويل الآخر الذي وجهته الولايات المتحدة نحو تغير المناخ في السنوات القليلة الماضية بينما تسعى إلى التعافي من تأثيرات رئاسة دونالد ترمب، الذي سحب البلاد من اتفاقية باريس وألغى تمويل المبادرات الكبرى الخاصة بمكافحة تغير المناخ.

باكورة نجاحات «كوب 28» 

يُنظر إلى هذا التعهد على أنه يساعد في تعزيز مصداقية الولايات المتحدة في بداية (كوب28) الذي يستمر أسبوعين. وفي أثناء المفاوضات التي جرت في مؤتمرات الأطراف الأخيرة، كانت محدودية التمويل - وتقاعس البلدان الغنية عن توفيره منذ فترة طويلة - سبباً في تعزيز انعدام الثقة والتوتر الشديد، وكان من المفترض أن يقدم العالم الغني 100 مليار دولار سنوياً لتمويل المناخ للاقتصادات الناشئة بدءاً من 2020، وهو إنجاز حققه متأخراً عامين فيما يبدو.

بعد بناء اقتصادها عن طريق حرق الوقود الأحفوري وتوليد الحصة الأكبر من الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي اليوم، تتعرض الولايات المتحدة أيضاً لضغوط لحملها على تقديم المزيد من الدعم للدول التي تتحمل العبء الأكبر من التأثيرات الوخيمة لذلك على مناخ الكوكب.

ويعتمد التمويل الجديد المتعهد به للأعوام من 2024 إلى 2028 على مخصصات من الكونجرس الأمريكي، إذ واجهت خطط إنفاق مماثلة مقاومةً من المشرعين الجمهوريين، فعلى سبيل المثال، تعهد الرئيس الأسبق باراك أوباما بتقديم 3 مليارات دولار لصندوق المناخ الأخضر في 2014، غير أن واشنطن لم تقدم سوى مليارين من هذا المبلغ في نهاية المطاف، وصلت الدفعة الأخيرة منها والبالغة مليار دولار في وقت سابق من هذا العام.

قال مسؤول وزارة الخارجية إنه لا توجد خطة حالية لتعويض المليار دولار المستحق. وبدلاً من ذلك، ينصب التركيز على جعل عملية التجديد الثانية لأموال الصندوق هي الأكثر نجاحاً على الإطلاق.

بابا الفاتيكان يدعو لانفراجة في تغيير المناخ

وفي كلمته إلى مؤتمر الأطراف لقمة المناخ ، دعا البابا فرنسيس، السبت، مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) إلى السعي للتوصل إلى انفراجة أساسية لوقف ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الكوكب تشمل التخلص من الوقود الأحفوري، قائلا إن المناخ "خارج السيطرة"، والتي ألقاه نيابة عنه أمين سر الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين.

وقال فرنسيس في رسالته «للأسف لا أستطيع أن أكون حاضرا معكم كما كنت أرغب بشدة، ومع ذلك، أنا معكم لأن الوقت قصير».

وأضاف "أنا معكم لأن مستقبلنا جميعا يعتمد الآن أكثر من أي وقت مضى على الحاضر الذي نختاره الآن. أنا معكم لأن تدمير البيئة هو إساءة إلى الرب".

وجعل فرنسيس الدفاع عن البيئة جزءا رئيسيا من التعاليم الاجتماعية خلال بابويته الممتدة منذ عشر سنوات. وكتب وثيقتين رئيسيتين حول هذا الموضوع في عام 2015 وفي أكتوبر الماضي.

وناشد في رسالته الوفود الحاضرة في كوب28 بشكل مباشر قائلاً: من الضروري تحقيق انفراجة ليست مجرد تغيير جزئي للمسار، بل طريقة جديدة لنحقق التقدم معا.

وتابع: أتمنى أن تكون قمة المناخ هذه بمثابة نقطة تحول وتظهر إرادة سياسية واضحة وحقيقية يمكن أن تؤدي إلى تسريع حاسم للتحول البيئي.

ولتحقيق ذلك، قال إنه من الضروري المضي قدما بحزم نحو زيادة كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة والتخلص من الوقود الأحفوري وتغيير نمط الحياة المسرف.

وتابع: الفجوة بين القلة الغنية والأعداد الكبيرة من الفقراء لم تكن أبدا بهذا السوء، ودعا البابا فرنسيس إلى إعفاء الدول الفقيرة من ديونها إذ أنها تتحمل مسؤولية أقل عن الغازات المسببة للاحتباس الحراري لكنها تعاني أكثر من الدول المتقدمة.