حقائق تاريخية | «أمنحتب بن حابو» أشهر المهندسين المعماريين في مصر القديمة

أمنحتب بن حابو أشهر المهندسين المعماريين في مصر القديمة
أمنحتب بن حابو أشهر المهندسين المعماريين في مصر القديمة

يلعب المهندسون دورًا مهمًا في عالم اليوم كما فعلوا في الماضي، إن المهندسين هم الذين يجعلون مشاريع البناء تعمل، ويكتشفون ما هي أفضل المواد وما الذي سيدعم الهيكل بشكل أفضل. يمكن أن يكون هذا أي شيء من الأهرامات إلى القنوات المائية إلى الجسور الحديثة والمباني المقاومة للزلازل.

يعتبر باني الهرم المدرج المصري إمحوتب من أوائل المهندسين في العالم، إن لم يكن الأول، عاش إمحوتب من حوالي 2667 قبل الميلاد إلى 2600 قبل الميلاد. 

المهندس حابو أو أمنحتب بن حابو مهندس معماري وكاهن معروف من المصريين القدماء، شغل حابو أو هابو عددًا من المناصب المهمة أثناء اعتلاء أمنحتب الثالث للعرش.

يُعتقد أن إمحوتب، وهو أول مهندس في التاريخ المسجل، هو الذي بنى الهرم المدرج للفرعون المصري دجسور في سقارة، وهو أول مشروع حجري مقطوع واسع النطاق.

قبل إمحوتب، كان الفراعنة يُدفنون في المصاطب، وهي عبارة عن هياكل مسطحة مستطيلة الشكل تم بناؤها فوق غرفة دفن تحت الأرض. ولكن لأن إمحوتب اختار استخدام الحجر، بدلاً من الطوب اللبن التقليدي، فقد تمكن من بناء هياكل أعلى بكثير، حيث قام بشكل أساسي بتكديس ستة مصاطب فوق بعضها البعض.

إذا كنت تعتقد أن القياسات الإمبراطورية تسبب صداعًا، ففكر في إمحوتب، الذي استخدم الأذرع الملكية أثناء بناء هرم زوسر.

الذراع هي وحدة قياس قديمة تعتبر المسافة من المرفق إلى الإصبع الأوسط، لقد حاول المصريون القدماء توحيد ذلك من خلال قضبان الذراع، لكن القضبان يمكن أن تتراوح من 523.5 إلى 529.2 ملم . ليس دقيقًا تمامًا.

لم يكن هرم زوسر هو البناء الوحيد الذي صممه إمحوتب، ومن المفهوم أنه عمل أيضًا على بناء الهرم المدرج لخليفة زوسر سخمخت، ومع ذلك، فإن عهد سخيمخت لم يدم طويلاً وتم التخلي عن البناء، نحن نعرف مشاركة إمحوتب في المشروع بفضل قطعة من الكتابة على الجدران المحيطة بالهرم غير المكتمل.

من المؤكد أن إمحوتب لم يكن أول من بنى بالحجارة، لكنه كان أول من حاول تنفيذ مثل هذا المشروع الكبير باستخدام هذه المادة، يُعتقد أن تصميم هرم زوسر المدرج قد مهد الطريق للأهرامات اللاحقة، بما في ذلك أهرامات الجيزة العظيمة. 

تعرف على مجموعة أخرى من المعلومات حول المهندس هابو فيما يلي:

أمنحتب ابن حابو
- ولد المهندس حابو في القرن الخامس عشر قبل الميلاد في منطقة تسمى أتريب، بينما توفي في القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
- يوجد تمثال لأمنحوتب بن حابو بالمتحف المصري دليلاً على شهرته.
- توجد مجموعة من النقوش التي تصف حياة حابو مثل والدته التي كانت في نهاية حكم تحتمس الثالث، وفي بلدة أتريب وهي بنها حاليا.
- هابو هو ابن لأبوين مشتركين، الأب هو "هابو" والأم هي "إيتو".
- كانت الوظيفة الأولى لحبو هي وظيفة كاتب مساعد للملك، لكنه أصبح بعد ذلك جنديًا.
- كان هابو ينظم ويحصي المجندين، وكان ذلك جزءاً من مشروع الملك الحربي.
- حصل حابو على عدد من الألقاب، وهي الوظائف التي مارسها في حياته، ومن هذه الألقاب المشرف على الكهنة وكاتب المجندين.

ألقاب هابو
- كان يسمى أيضاً الكاتب الملكي ومدير الديوان الملكي ونائب المدير.
-كان هابو أيضاً مهندساً معمارياً يشرف على المباني الهامة مثل المعابد الجنائزية، مثل ذلك الذي يقع الآن غرب طيبة.
- يوجد في هذا المعبد تمثال ممنون والذي تم بناؤه أيضاً تحت إشراف المهندس.
- كافأ أمنحتب الثالث حابو على أعماله، إذ أهداه تمثالاً في معبد آمون الموجود الآن بالمتحف المصري.
- ومن بين المكافآت التي حصل عليها هابو أيضًا الحصول على إذن لبناء مقبرته. واختار هابو أن يبني معبدا في طيبة ونحت قبرا في الصخور بجوار المعبد.
- وهكذا كان هابو في مكانة عالية مثل ملوك الفراعنة.
- ويقال أن حابو توفي سنة 31 من حكم أمنحتب الثالث، وقد تم نقش هذا الحدث في مقبرة رع موسى.
- انتشر لقب المعلم أو الحكيم على المهندس بعد وفاته. بل أصبح في مرتبة الآلهة في العصر البطلمي، وكانوا يعتقدون أنه إله الشفاء.
- يوجد في مدينة هابو حيث يقع معبده مجموعة من أشهر المعالم التاريخية منها معبد رمسيس الثالث.
- ولذلك فإن لهذه المنطقة قدسية خاصة استمرت منذ عصر المصريين القدماء وحتى الآن.

متحف المهندس إيمحوتب في سقارة

يقول الدكتور ممدوح فاروق، مدير متحف مهندس هرم زوسر في سقارة إن هرم خوفو علامة مميزة بالحضارة المصرية ويرجع لـ2550 قبل الميلاد، بينما هرم زوسر تاريخه يرجع عمره لـ 2650 سنة قبل الميلاد.

وأوضح أنه من الناحية المعمارية نجد أن هرم خوفو سبقه هرمين، هرم سنفرو بدهشور، وهو والد الملك خوفو، و هرم زوسر، وفكرة بناء الأهرامات هي كونه مكان للدفن من مستويين، مستوى علوي، ومستوى سفلي، حيث يتم الدفن تحت الأرض، شارحا أن هرم زوسر به بئرين موجودين، أحدهما بئر27 متر عمق وتم نحته بالصخر، والأخر 32 متر، هذا بجانب وجود سراديب وممرات تحت الأرض تصل لـ 6 كيلو متر، وهو بمثابة نحت تحت الأرض.

وأضاف فاروق، أن الجزء العلوي من هرم زوسر عبارة عن 6 مصاطب، حيث تجري عليها الطقوس ما قبل الدفن، وتتم الطقوس بالأعلى والدفن بالأسفل، موضحا أن مهندس هرم الملك خوفو طور الأفكار، وتحول الهرم من 6 مصاطب لهرم كامل يضم حجرات سرية كبيرة جدا، وهو تطور معماري مرتبط بالتطور العقائدي الفلسفي، وكل فترة يحدث تطور بالعقيدة ويطور معه الشكل المعماري.

وشرح مدير متحف مهندس هرم زوسر في سقارة، إن متحف إمحوتب هو متحف نادر ونوعي ويضم آثار سقارة فقط لا غير، ويوجد 6 قاعات بالمبنى بخلاف الملحقات الخدمية، وقاعة سينما تعرض اكتشافات سقارة، وتمثال لإمحوتب، وأقدم مومياء في التاريخ وهي مومياء نادرة وأقدم أدوات جراحية طبية بالتاريخ، وجبنة قريش ودوم محنطين، وتمثال لأبوالهول، ولوحة للمجاعة ومنحوتات خشبية، موضحا ان المتحف بالمراحل الأخيرة من تطويره، والافتتاح قد يكون الصيف المقبل، وسيكون له احتفالية مميزة.

وقال الدكتور ممدوح فاروق، مدير متحف مهندس هرم زوسر في سقارة، إن المهندس إيمحوتب هو أول مهندس معماري في التاريخ يحول البناء من بناء طوب لبن لبناء حجري، وهو من قام بعمل ثورة معمارية هامة جدا بالأسرة الثالثة.

وأشار إلى أنه في البداية كانت معظم المقابر والمعابد يتم عملها من الطوب اللبن والأحجار يتم تقسيمها بشكل جزئي، ولكن المهندس إيمحوتب قرر عمل مجموعة هرمية، خصوصا وأنه لم يكن مهندس فقط، ولكن كان مهندس وطبيب وفلكي بنفس الوقت، لدرجة أنه بعد وفاته بـ1000 سنة تم تقديسه بالعصور اللاحقة، وتحول من بشر لنصف إله ثم إلى إله كامل وتم عمل تماثيل له في المعابد.

وأضاف أن اسم إيمحوتب معناه هو الذي يأتي في سلام، ووالده مهندس معماري، وهو من نسل عائلة معمارية، وهو الذي قام بعمل مقبرة لوالد الملك زوسر بمنطقة أبديوس، وكان شخص عادي من أفراد الشعب ولكنه استطاع الوصول لمكانة كبيرة بالدولة. 

وأوضح مدير متحف مهندس هرم زوسر في سقارة،  أن المتحف تم تسميته على اسمه تكريسا لذكراه والمتحف كانت فكرته لمهندس فرنسي أقام بمصر 75 عاما، وكان يحب مصر جدا لدرجة أنه أوصى أن يتم دفنه بمصر، وهذا المهندس مات عام 2001، وكان له حلم بعمل متحف يضم كنوز سقارة ولكن توفي واستكمل المشروع المجلس الأعلى للآثار في عهد الدكتور زاهي حواس، وتم افتتاحه عام 2006، وسمي المتحف باسم متحف إيمحوتب.