في الخمسينيات.. حب وزواج تحت حراسة المسدسات

حب وزواج تحت حراسة المسدسات
حب وزواج تحت حراسة المسدسات

حبسها أهلها في البيت، واغلقوا النوافذ التي تطل على دكان الجزار الذي احبته لدرجة العشق، ونشأت بينهما قصة حب لمدة ٧ سنوات يتبادلان النظرات ويمطرها بكلمات الحب والغزل، وما إن تقدم الجزار يطلب يدها للزواج فوجئ بما لا يحمد عقباه.

الكحلاوي قبل المعجزة.. بدأ حياته مطربا شعبيًا

وعرض عليه عائلة محبوبته مائة جنيه حتى يترك فتاته لهم، لكنه رفض.. أخذوا يساومونه ومع كل مساومة كان الرقم يرتفع.

 

قالوا له: مائتان جنيه.. لكنه رفض أيضا وظل على اصراره.

 

البداية عندما هربت الفتاة من منزل عائلتها تطلب من حبيبها الجزار أن يحميها منهم فسوف يقتلونها.

 

اصطحبها الجزار وأسرع إلى قسم شرطة بولاق، وطلب حمايتهما.. وأمام ضابط مباحث القسم روى الجزار قصته قائلا:

 

انه احب فتاته حبا جما ولا يستطيع أن يتركها مهما حدث، ولو دفع عمره ثمنا لذلك، بينما قالت الفتاة أن اهلها يريدون قتلها ويهددونها بالذبح اذا قبلت الزواج بهذا الجزار.

 

وأثناء خروج الحبيبان من قسم الشرطة، وقعت مفاجأة اهتز لها القسم، حيث كان أحد أفراد الفتاة يتربص بهما وعند خروجهما اخذ يطلق رصاص مسدسه في اتجاههما، وأسرع المخبرين والعساكر يحيطون بالجاني، ونجحوا في القبض عليه وانتزاع المسدس من يده، لكنه بعد أن أصيب أحد المخبرين برصاصة في فخذه.

 

ظل الاثنان داخل قسم الشرطة لمدة ١٧ يوما، وفي هذه الاثناء قام الضابط باتخاذ جميع الإجراءات التي يتطلبها عقد زواجهما أمام موثق العقود بالشهر العقاري.

 

وفي دقائق تم عقد هذا الزواج، وكان مهر العروس ٢٥ قرشا، ومؤخر صداقها ٢٥ قرشا اخرى، بينما كان المخبرين ينتشرون حولهما وقد شهر كل واحد منهم مسدسه خشية ان يعاود اهل الفتاة الاعتداء عليهما أثناء عقد الزواج.

 

وفي نفس اليوم وكما نشرت مجلة آخر ساعة عام ١٩٥٧، اصطحب العريس عروسه إلى محطة السكة الحديد، وسط حراسة المخبرين، واستقل القطار إلى بلده "اسنا" حيث اهله وعشيرته، وسافر معهما اثنان من المخبرين المسلحين لحراستهما.

 

وبلسان حال العريس ينظر إلى عروسه وتعلو وجهه ابتسامة عريضة قائلا: الشاطر من يذهب اليهما هناك!!

 

مركز معلومات أخبار اليوم