نقص الوقود في غزة يعيق مضخات تصريف مياه الأمطار خلال الشتاء وينذر بكوارث فيضانية

نقص الوقود في غزة يعيق مضخات تصريف مياه الأمطار
نقص الوقود في غزة يعيق مضخات تصريف مياه الأمطار

مع بداية موسم الأمطار الذي يتزامن مع فصل الشتاء، يشهد الوضع الإنساني في قطاع غزة تفاقمًا ملحوظًا، يعزى هذا التدهور إلى أزمة الوقود التي تعصف بالقطاع، نتيجة الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، وينذر هذا الوضع بحدوث فيضانات وكوارث بيئية كبيرة، مع ارتفاع خطر انتشار الأمراض.


توقف محطات صرف المياه يُعرض الأحياء السكنية للغرق في الشتاء

حيث يتسبب نقص الوقود في إغلاق محطات الصرف الصحي ومحطات تحلية المياه، مما يجعل من الصعب صرف مياه الأمطار خلال فصل الشتاء، ومع تزايد كل هذه المخاوف، يتسارع خطر غرق أحياء سكنية بأكملها في هذا القطاع المنكوب.

وخلال فصل الشتاء، وعقب هطول الأمطار على القطاع سيكون هناك العديد من مضخات المياه عاجزه بالفعل عن تصريف مياه الأمطار بشكل مستمر، مما ينذر بحدوث كارثة حقيقية في غزة.

حيث قد تتسرب مياه الأمطار إلى المنازل والخيم المُشيدة في العراء للنازحين، وكذلك التجمعات السكنية المكتظة التي نزح إليها الأهالي من شمال القطاع إلى جنوبه مثل المدارس التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".


البنى التحتية لمحطات المياه معظمها تضررت بالقصف

وخلال الأسابيع الماضية من الحرب على غزة، وبالإضافة إلى انقطاع الكهرباء ونقص الوقود في القطاع، فإن البنية التحتية المسئولة عن ترشيح مياه الأمطار والصرف الصحي وخزانات المياه قد تعرّضت لأضرار جسيمة نتيجة للقصف الذي استهدف القطاع بشكل مكثف منذ 7 أكتوبر وحتى قبيل فترة الهدنة المؤقتة والتي تم الإعلان عنها في يوم 24 نوفمبر الجاري بين حركة "حماس" وإسرائيل،  مما أدى إلى توقف معظم هذه المضخات عن العمل.

وهذا التلف في البنى التحتية يعزز بشكل كبير من معاناة النازحين والسكان في جميع أنحاء القطاع، بل ويتعرضون لخطر غمر منازلهم وتدمير خيامهم، ويكونون عرضة لغرق أحياء بأكملها بسبب الأمطار الغزيرة التي لا يمكن التنبؤ بكميتها في فصل الشتاء.


عقب توقف مضخات المياه.. الطاقة الفلسطينية تنذر بكارثة بيئية 

وفي ذات السياق، أوضح رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية الفلسطينية، ظافر ملحم، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن توقف مضخات المياه في قطاع غزة ينذر بكارثة بيئية لانتشار الأمراض والأوبئة.

وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الأساسية في غزة نتيجة القصف الإسرائيلي مدمرة، مما أثر في مياه الشرب ومحطات معالجة المياه وأنظمة الصرف الصحي والمستشفيات، وقالت اللجنة عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، إن تلك المنشآت لا يمكنها العمل من دون وقود.


تداعيات توقف خدمات الصرف الصحي على صحة السكان

وأعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن قلقه من أن النقص الحاد في مياه الشرب قد يؤثر على 650 ألف شخص بسبب انقطاع إمدادات المياه من إسرائيل إلى غزة.

وأشار دوجاريك، إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية ألحقت أضرارا بسبعة منشآت كانت توفر خدمات المياه والصرف الصحي لأكثر من مليون شخص، ما أدى إلى تراكم مياه الصرف الصحي والنفايات الصلبة في الشوارع، وهو ما يشكل خطرا صحيا شديدا وواضحا،  حسبما أفادت "بي بي سي" الإخبارية.

وفي ذات الوقت، حذرت منظمة اليونيسف، من أن أهالي قطاع غزة يواجهون نقصا حادا في الماء والغذاء والكهرباء، وليس بوسعهم الوصول الآمن للمستشفيات لتلقي العلاج من الأمراض.

وأشار المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندميير، إلى أن هناك خطرًا متزايدًا على المدنيين نتيجة للأوضاع الراهنة، مع التركيز على النقص الحاد في الماء والغذاء والكهرباء، وعدم القدرة على الوصول بشكل آمن إلى المستشفيات لتلقي العلاج، بحسب "رويترز" الإخبارية.

وفي وقت سابق، حذرت منظمة الصحة العالمية، من "كارثة صحية عامة" في غزة، خاصة مع الاكتظاظ السكاني للنازحين في مراكز الإيواء والخيم، وأن هناك أضرار جمّة أصابت البنية التحتية للمياه والصرف الصحي بالقطاع.