إن ما يحدث لإخواننا فى غزة من قتل للأطفال والنساء والشباب والشيوخ، ودمار للبيوت والمستشفيات والمدارس والمساجد، وحرق للنباتات والأشجار، وخوف وهلع يملأ القلوب، وجوع يفتك بالبطون، شيء يحزن القلب ويدميه، ويستوجب على كل مسلم فى جميع أنحاء العالم الدعاء لهم فى كل وقت وحين خاصة الأوقات التى يرجى فيها استجابة الدعاء، والتضرع لله بأن يرحم ضعفهم وأن يجبر كسرهم وأن ينصرهم على عدوهم.
وعلينا ألا نكف عن الدعاء لهم أبدا، فهذا من حق المسلم على أخيه المسلم، فالمسلم يحزن لحزن أخيه ويتألم لألمه، ويدعو الله له بتفريج كربته وزوال همه، فالمؤمن للمؤمن كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى.
ويجب أن نكون على يقين بأن فرج الله آتٍ لا محالة، وأن نصره قريب، وعزاؤنا فيهم أن الله اصطفاهم لإحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة.
ولنحذر من أن يتسلل اليأس أو القنوط إلى قلوبنا بسبب تأخر إجابة الدعاء وتأخر النصر لهم، فذاك سوء ظنٍ بالله، والمؤمن لا ييأس أبدا، ولا يسيء الظن بربه مهما تأخر ما يريد ويرجو، قال تعالى: »وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (يوسف:87).
ويقول ابن عطاء الله السكندرى فى حِكمه (لا يكن تأخر أمد العطاء مع الإلحاح فى الدعاء موجبًا ليأسك، فهو ضمن لك الإجابة فيما يختاره لك، لا فيما تختاره لنفسك، وفى الوقت الذى يريد، لا فى الوقت الذى تريد).
ولنتذكر حديث النبى صلى الله عليه وسلم: 'إِنَّ اللَّه لَيُمْلِى لِلظَّالِمِ فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ، ثُمَّ قَرَأَ: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ «هود:102» (مُتَّفَقٌ عليه).
فعلى كل مسلم أن يكثف الدعاء والتضرع والتذلل لله بأن يجعل النصر لأهل فلسطين عاجلا غير آجل وليستبشر بوعد الله: «إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ» «غافر 51 - 52».
