حوار| جمال فراويز استشاري الطب النفسي: الشخصيات العصبية والوسواسية الأكثر تأثرا بأحداث غزة

 الدكتور جمال فراويز
الدكتور جمال فراويز

يعيش الشعب الفلسطيني وخاصة أهالي قطاع غزة أيامًا صعبة وقاسية في ظل هدنة إنسانية تدخل يومها السادس بعد وتيرة من القصف الصهيوني العنيف للقطاع، حيث بثت مشاهد للآلاف من الشهداء من بينهم أطفال ونساء، بجانب مفقودين كثر.

وأدى انتشار مقاطع الفيديو والصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى تعرض البعض لأزمات نفسية تؤثر على حياتنا اليومية والصحة النفسية للبعض.

والتقت "بوابة أخبار اليوم" مع الدكتور جمال فراويز استشاري الطب النفسي، للحديث عن تأثير رؤية مشاهد العنف والقتل الدائرة باتجاه الشعب الفلسطيني على نفسية المشاهدين.

ما هو التأثير النفسي على مشاهدة العنف في قطاع غزة؟ 

- مشاهدة ومتابعة ما يحدث في غزة حاليا يولد شعور بالاكتئابية التفاعلية والتي تتمثل في الشعور بالضيق والحزن، فبعض الأشخاص الذين لديهم عصبية زائدة يمكن أن يزيد معهم بعض الأعراض مثل اضطرابات النوم أو القولون العصبي، مع زيادة سرعة ضربات القلب، وآلام المعدة والعضلات، وفقدان الشهية ولا ترقي لأكثر من ذلك.

ولكن الاكتئاب التفاعلي هو صاحب التأثير الأكبر وهو عبارة عن الشعور بالضيق والحزن والغضب مما يحدث في الشعب الشقيق.

اقرأ أيضا| حكايات.. آثار «القدس» شاهدة على «حياة مؤجلة» | صور

هل هناك نصائح لأولياء الأمور بشأن تلك المشاهد المعروضة على السوشيال ميديا تجاه أطفالهم؟

- نعم أؤيد مشاركة الآباء مشاركة أبنائهم مشاهدة ما يحدث في غزة  لفهم القضية الفلسطينية وتشكيل الوعي، على أن تكون هذه المشاهد قدر المستطاع خالية من القتل والعنف والاكتفاء بمشاهدة المنازل المتهدمة لأنه يوجد بعض المشاهد لا يصح للأطفال رؤيتها مثل الأشلاء لأنها قد تسبب لهم مشاكل نفسية لاحقا.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة للتأثر النفسي؟

99% من الأشخاص الذين شاهدوا الدمار ومشاهد الشهداء في قطاع غزة أصيبوا بالحزن والضيق ومع ذلك يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، أما 1% فقط هم الذين تتأثر نفسيتهم بشكل أكبر وهم الأشخاص ذات الشخصية العصابية.

هل الشخصيات العصابية معرضة للإصابة بأمراض نفسية؟ 

الشخصيات العصابية والشخصيات الهستيرية والوسواسية هم أصحاب التأثر النفسي الأكبر من الأحداث الجارية في غزة ولن يصاب أيًا من أصحاب هذه الشخصيات بمرض نفسي إلا من لديهم جينات وراثية.

اقرأ أيضا| حكايات| «أريحا» أقدم مدينة فلسطينية تعود للعصر الحجري

لماذا لا يتعاطف المجتمع الإسرائيلي مع الفلسطينيين؟

المجتمع الإسرائيلي يرى ما يجري في الأراضي المحتلة بمنظور عنصري ورؤية صهيونية بحتة وأن جيش الاحتلال يقوم بأعمال بطولية، كما أنه مجتمع شديد التعصب و العنصرية ويرفض كل ماهو عربي ولا يريد التعايش السلمي في المنطقة بل أنه يرى أن كل العرب لا يستحقون الحياة.

كيف استطاع الفلسطينيون التغلب نفسيًا على ما يحدث في غزة؟ 

- سكان قطاع غزة يتعرضون للمصائب بشكل جماعي من فقدان الأهل والمنازل وهذا ما يشكل ضغطا نفسيا في وقت واحد مما يجعلهم يخففون عن بعضهم من هول المصائب، كما أن معظم الأجيال الحالية في غزة عاشت ظروف الحروب من قبل وبالتالي اعتادوا مثل هذه الأحداث.

لماذا يختلف رد الفعل من شخص لآخر؟ 

- يختلف رد فعل الأشخاص حسب حجم الخسارة فالذي فقد أسرته مختلف عن من فقد منزله، وكل هذا يندرج تحت بند الاكتئاب التفاعلي الشديد ومجموعة قليلة منهم سيصابون باكتئاب ما بعد الصدمة، مثل الأمراض النفسية أو الأمراض العضوية.

قبل الهدنة.. كان القصف الإسرائيلي يكون شديدًا خلال ساعات الليل هل هناك تفسير لهذه الفكرة؟

- جيش الاحتلال كان يتعمد القصف الليلي لسكان القطاع لإصابتهم باضطرابات النوم وزيادة المشاكل النفسية.

كيف نرفع من الروح المعنوية ونخفف عن أهالينا في غزة؟

- تضامن شعوب المنطقة و العالم مع القضية الفلسطينية يسهم بشكل كبير في تقليل تأثير الصدمة على سكان غزة.