أحلام مصرية جداً

بأى ذنب قُتلوا..؟

نهاد عرفة
نهاد عرفة

لقد محوا أحلام الطفولة، اغتصبوا عذرية قلوبهم الصغيرة، أعدموهم، قتلوهم بدم بارد، عقود طويلة وأطفال فلسطين وغزة يعيشون فى خوف، بلا أحلام، سوى حلم واحد..

الأمان الذى يفتقدون طعمه أمام بنادق الاحتلال وعساكر الانتقام، تحت أصوات القصف وأزيز الطائرات فى سماء أظلمت عليهم، وأرض تخضبت بدماء أصحابهم وذويهم، لا يعرفون للنوم راحة مع كوابيس تنتابهم كل ليلة، متى يستيقظ، وهوَ بين أحضان أمه، أم سيجدها أشلاء وقد فارقت الحياة، أم سيكون تحت التراب من قنابل إغتالت طفولته، ماذا ينتظر العالم من مثل هؤلاء الأطفال سوى حجر يقذفه فى وجوه الجميع، سوى قلوب جامدة لا تعرف الحب الذى افتقدته، عليه أن يحيا حياة المقاومة ليرتشف حقه فى الحياة بعد أن دُمر بيته وقُتل أفراد أسرته. فى تقرير للأمم المتحدة أنه فى الفترة بين 2016 و2019، أعدم إرهابيون من تنظيم داعش أطفالا فى الساحات العامة وبذلك ارتكبوا جرائم حرب متمثلة فى القتل.

وأجبروا فتيات من سن لا تزيد عن 14 عاما على الزواج من مقاتلى المجموعة، ويشكل الزواج القسرى عنفا جنسيا ويبلغ حد جرائم الحرب، وفى تقرير آخر عام 2021، أن حقوق الأطفال الفلسطينيين تحت الاحتلال العسكرى الإسرائيلى تكاد تكون منتهكة بشكل يومى، ويتعرض حوالى 700 طفل فلسطينى سنويا للاعتقال، والمحاكمة أمام محاكم عسكرية بعيدة كل البعد عن معايير المحاكمة العادلة، حيث يتعرض الأطفال إلى التعذيب وإساءة المعاملة وإن عشرات الأطفال يفقدون حياتهم سنويا على يد قوات الاحتلال والمستوطنين.

ومانشاهده فى الحرب على غزة منذ السابع من أكتوبر من قتل وتدمير غير مسبوق أدى لقتل واستشهاد 6150 طفلا فلسطينيا والعشرات مازالوا تحت الأنقاض، والمئات جرحى ومنهم حالات خطرة، وما يقرب من ألف طفل دون الستة عشر عاما فى السجون الإسرائيلية، أطفال يتعرضون للقتل والاعتقال على مدار الساعة، دمروا مدارسهم ومستشفياتهم، ومنعوا وصول المساعدات الإنسانيه إليهم، إنهم يعيشون حياة من الرعب أمام سمع وبصر المجتمع الدولي، حتى الأطفال الرضع وحديثى الولادة  فى الحاضنات لم يسلموا من القتل، فبأى ذنب قتلوا ؟ وبأى منطق يقبل العالم والمجتمع الدولى أن تمتلئ السجون الإسرائيلية بالأطفال ويتم معاملتهم باعتبارهم مخربين وإرهابيين ؟!