الذكرى الـ46..تحديات جديدة تعصف باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يحل اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في ظل ظروف صعبة يمر بها شعبنا الفلسطيني المناضل بسبب الاعتداء الإسرائيلي غير المسبوق على قطاع غزة منذ قرابة الشهرين. كما تمر هذه الذكرى في ظل تداعيات الأزمات الدولية والإقليمية التي كادت تمحو القضية الفلسطينية تدريجيا من أولويات الرأي العام العالمي. ومع ذلك فإن ملايين المتضامنين حول العالم لا يزالون يحتفلون بهذا اليوم تأييدا للحق الفلسطيني وتضامنا مع صمود شعبنا أمام العدوان الصهيوني. 

اليوم العالمي للتضامن في سياق الذكرى السادسة والأربعين

تمر الذكرى السادسة والأربعون لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في ظل ظروف صعبة جدا تمر بها فلسطين وقطاع غزة على وجه الخصوص. حيث تتعرض غزة لعدوان عسكري إسرائيلي وحشي على مدى ٤٧ يوما أسفرت عن استشهاد آلاف الفلسطينيين وتشريد مئات الآلاف عن منازلهم. كما لا تزال الاعتداءات الإسرائيلية مستمرة على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية بما في ذلك القدس. 


وفي سياق التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية، شهدت الأشهر الماضية مسيرات وفعاليات واسعة في مختلف أنحاء العالم تأييدا لحقوق الشعب الفلسطيني ورفضا للظلم الإسرائيلي. اذ خرج مئات الآلاف من المتضامنين في مختلف العواصم والمدن الأوروبية والأميركية تنديدا بمجازر غزة وتأييدا للحق الفلسطيني في الحرية. 


كما شهدت العواصم العربية تظاهرات واسعة النطاق مناهضة للتطبيع مع إسرائيل. وقد أظهرت هذه التضامنات الشعبية الواسعة بأن القضية الفلسطينية لا تزال تشغل مكانة مركزية في قلوب وعقول شعوب العالم المناهضة للظلم والعدوان.

تاريخ اليوم العالمي للتضامن


يعود تاريخ هذا اليوم العالمي إلى عام 1977 عندما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع القرار رقم 32/40 بتاريخ 29 نوفمبر لاحتفال سنوي بهذا اليوم. وقد اختير تاريخ 29 نوفمبر بالتحديد لأنه التاريخ الذي اعتمدت فيه الأمم المتحدة عام 1947 القرار رقم 181 بتقسيم فلسطين إلى دولتين، إحداهما يهودية والأخرى عربية. 


وقد أدى هذا القرار إلى نشوء دولة إسرائيل عام 1948 على حساب فلسطين، إذ تم تشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم. وبالتالي، فإن هذا اليوم يمثل رمزا للظلم التاريخي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني، حيث حرم من دولته المستقلة حسب ما ورد في القرار ذاته. 


أما عن أهداف هذا اليوم العالمي فهو التصدي لسياسات الاحتلال والاستيطان الإسرائيلية، وتأكيد الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بما في ذلك حقه في تقرير المصير وتأكيد الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بما في ذلك حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 مع القدس عاصمة، والمطالبة بحق اللاجئين في العودة. كما يهدف إلى تعزيز التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية ومواجهة محاولات طمس قضيتها. 

أحداث اليوم العالمي للتضامن في العام الحالي


في العام الحالي، لم ينتظر العلم الذكرى  السادسة والأربعين لليوم العالمي للتضامن لكي يدق ناقوس الخطر؛ اذ انه منذ بداية المجازر الإسرائيلية على القطاع خرجت مئات الآلاف في مختلف مدن العالم تنديداً بالجرائم الإسرائيلية خاصة في غزة.


وعلى الصعيدين الإقليمي والعالمي .. تشمل مظاهر التضامن مع الفلسطينيين، مظاهرات عارمة في عدة دول عربية وإسلامية في ظل الأوضاع الملتهبة في قطاع غزة حيث خرجت مظاهرات ومسيرات في دول عربية وإسلامية عدة تأييدا للفلسطينيين وتنديدا بالضربات الإسرائيلية على القطاع.


كما شهدت عدة مدن أوروبية حول العالم تظاهرات شارك فيها الآلاف تضامنا مع الفلسطينيين وتنديدا باستهداف المدنيين في قطاع غزة من قبل اسرائيل، ومنها مظاهرة في إسبانيا، حيث تجمع حوالي 1200 شخص في ساحة سانت جاومي أمام مبنى بلدية برشلونة ومجلس المدينة تحت شعار في "مواجهة الهجوم البرى في غزة".


وكرروا هتافات مثل "إنها ليست حرب، إنها إبادة جماعية" أو "غزة، أنت لست وحدك" أثناء حملهم أعلام فلسطين، بالإضافة إلى الوقوف دقيقة صمت حداد على روح الشهداء وشارك في تلك المظاهرات عدد من المسئولين مثل عمدة برشلونة السابق ادا كولوا، وأعضاء البرلمان.


ولم تقتصر مظاهرات دعم الفلسطينيين في أوروبا على إسبانيا، بل شارك آلاف الأشخاص في تظاهرة بباريس دعما للشعب الفلسطيني، رغم صدور قرار حظر أمني أيده القضاء، أما فى لندن، فكانت المظاهرة الأكبر حيث تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في لندن وجميع أنحاء المملكة المتحدة للحث على إنهاء الهجمات الإسرائيلية على غزة وطالب المتظاهرون بتحرير فلسطين بالكامل وإقامة دولة فلسطينية من النهر إلى البحر، في إشارة إلى الأرض الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط.

فعاليات الأمم المتحدة


عقدت اللجنة المعنية بممارسة الفلسطينيين لحقوقهم جلستها السنوية في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، وصدر عنها بيان شدد فيه على ضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية واحترام القانون الدولي.


كما نشرت الأمانة العامة للأمم المتحدة نشرة تضمنت رسائل وبيانات التضامن الواردة بهذه المناسبة من الحكومات والمنظمات. 


وأقامت بعثة فلسطين في الأمم المتحدة معرضا فنيا للتراث الفلسطيني، كما عرضت أفلاما وثائقية حول تاريخ القضية الفلسطينية ومعاناة اللاجئين. 


برغم الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، لا تزال قضيته تشغل منصات التضامن العالمي في هذا اليوم السنوي. وتعكس الفعاليات الهائلة في هذا العام التزام المجتمع الدولي بحقوق الفلسطينيين. ومع ذلك، لابد من تحويل هذا التضامن إلى إجراءات عملية لمواجهة أعمال الاحتلال غير المشروعة وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني المناضل.

التضامن المصري 


في ظل الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعاني منها أهلنا في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أسابيع، تبرز الجهود المصرية في دعم القضية الفلسطينية والوساطة لوقف إراقة الدماء وإيصال المساعدات.


فعلى مدار عقود مضت، لعبت مصر دور الرائد في رفع المعاناة عن كاهل الشعب الفلسطيني، وتوسطت بنجاح لإنهاء المواجهات المسلحة بين الفلسطينيين وإسرائيل في جميع الحروب السابقة، وأعادت الهدوء مؤقتًا إلى القطاع المنكوب.


وخلال الاعتداءات الأخيرة، قادت مصر جهودًا حثيثة على المستويين الدبلوماسي والإنساني، فنجحت في التوسط لاتفاق هدنة بين الأطراف، كما أدخلت شحنات من المساعدات والوقود والأدوية لتخفيف معاناة المدنيين، بالإضافة لإجلاء بعض المصابين من الحالات الحرجة.


وتواصل مصر جهودها الدؤوبة في سبيل تلبية احتياجات غزة الملحة والحيوية، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح بشرية، في موقف يؤكد التضامن الكامل مع نضال شعبنا وتطلعاته المشروعة نحو تقرير المصير.