نص كلمة وزير السياحة في منتدى الاستثمار في التراث الثقافي والسياحي

أحمد عيسى وزير السياحة والآثار
أحمد عيسى وزير السياحة والآثار

عقد منتدى الاستثمار في التراث الثقافي والسياحي في القاهرة بحضور وزير السياحة والآثار أحمد عيسى، ووزير التنمية المحلية اللواء هشام آمنة، ووزيرة التعاون الدولي د. رانيا المشاط، ومحافظ القاهرة اللواء خالد عبد العال، بتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.


وننشر النص الكامل لكلمة وزير السياحة والآثار أحمد عيسى في منتدى الاستثمار في التراث الثقافي والسياحة، والتي جاءت كالتالي:


الحضور الكريم
 
سعيد بتواجدي معكم اليوم في منتدى الاستثمار في الخدمات في المناطق الأثرية والتراثية، وإعادة تأهيل واستغلال بعض المناطق القابلة للتكيف بما يسمح بتوفير فرصة استثمارية فيها، دون المساس بالأثر، ووفقا للشروط والقواعد التي يضعها المجلس الأعلى للآثار في إطار قانون حماية الآثار، وللمواصفات السياحية، التي وضعها المجلس الأعلى للآثار ايضا، للمشروعات الاستثمارية التي يمكن أن تقام في الأماكن الأثرية سواء المطاعم أوالبازارات أو فنادق البوتيك أو غيرها، تقدم فرص ضخمة للاستثمار في مصر، حيث تأتي هذه الجهود في إطار إستراتيجية الوزارة، لتقديم تجربة فريدة لجميع السائحين المهتمين بالتراث الثقافي، وتنمية الاستثمار من جانب القطاع الخاص في صناعة السياحة.
 
إن الوزارة لديها العديد من الشراكات مع القطاع الخاص لتقديم وتشغيل الخدمات في مواقع أثرية هامة مثل منطقة الأهرامات، المتحف المصري الكبير، المتحف القومي للحضارة المصرية، القلعة، قصر محمد علي بشبرا، قصر البارون، المتحف المصري بالتحرير وغيرها من الأماكن الأثرية الهامة.
 
إن المجلس الأعلى للآثار لديه ما يقرب من 2000 موقع أثري في جميع أنحاء الجمهورية، منها 130 فقط مفتوحة للزيارة، و 40 متحف منها 30 فقط مفتوح للزيارة، وبالتالي فنحن لدينا مساحة كبيرة للتعاون مع القطاع الخاص وإسناد إدارة وتشغيل الخدمات له.
 

اقرأ ايضا :- وزير الآثار: «تشجيع الاستثمار السياحي للوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028»
 
كما أننا لدينا نماذج أخرى ناجحة لشراكات مع دول وشركاء التنمية من الجهات الدولية لترميم وصيانة الآثار تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار، ومنها على سبيل المثال مشروعات ترميم مسجد الظاهر بيبرس الذي ساهمت فيه دولة كازخستان، ومسجد الطنبغا المرداني بالدرب الأحمر بتمويل من الاتحاد الأوروبي وتنفيذ مؤسسة الأغاخان في مصر، وغيرهم من المشروعات.
 
واليوم من خلال المنتدى نلقي الضوء على نموذج آخر ناجح للشراكة والتعاون المثمر مع الجهات المهتمة بالآثار والتراث الثقافي وهو مشروع الإدارة المتكاملة للسياحة الثقافية IMCT، الذي تموله الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بحوالي ١٣ مليون دولار، ويقوم بتنفيذه مجموعة من الشركات المحلية والدولية تحت إشراف الوزارة.
 
لقد عمل هذا المشروع مع وزارة السياحة والآثار على مدار السنوات الثلاثة الماضية لتبسيط البيئة التشريعية والتنظيمية وتطوير نماذج للشراكات بين القطاعين العام والخاص في مجال الاستثمار في الخدمات في المناطق الأثرية، ووضع خطط إعادة استخدام قابلة للتكيف للمواقع التي من شأنها أن تسمح للمستثمرين بإنشاء أنشطة تجارية في مواقع تاريخية، بالإضافة إلى دمج المجتمعات المحلية. كما يساهم المشروع في تقديم نماذج يمكن البناء عليها مستقبلا، ودعوة من يرغبون في التعاون والمساهمة في حماية الآثار المصرية، أو الاستثمار في الخدمات بالمواقع الأثرية، من خلال آليات مدروسة تمت تجربتها، وأطر قانونية ورقابية سليمة، من خلال دور الوزارة كرقيب ومُنظم.
 
لقد حدد المشروع 11 موقعًا في القاهرة التاريخية والأقصر، يعمل المشروع على إعادة تأهيلها لتكون جاهزة عند إبرام الشراكات القادمة مع القطاع الخاص، بالإضافة إلى وضع الإطر الاستثمارية والرقابية والقانونية السليمة لتشجيع مزيد من المستثمرين المهتمين بالاستثمار في الخدمات المناطق الأثرية والتراثية إلى تكرار التجربة.
 
ويقوم اليوم الدكتور أبو بكر عبدالله رئيس قطاع الآثار الإسلامية في المجلس الأعلى للآثار بعرض حوالي ٢٠ موقعا آخرين أعيد تأهيلهم من قبل المجلس الأعلى للأثار، وهي مواقع متاحة للاستثمار من خلال الوزارة.
 
إن تطوير وتقديم وتشغيل وإدارة الخدمات بالمواقع الأثرية يعد عاملا أساسيا لجذب السائحين والزائرين، والارتقاء بمستوى الخدمات السياحية المقدمة يكون له أكبر الأثر في خلق صورة ذهنية إيجابية لدى السائح والزائر وتحسين تجربته السياحية مما يدفعه الى تكرار الزيارة مرات عديدة.
 
وأحب أن أشير هنا إلى أن تحسين التجربة السياحية في مصر، هي أحد المحاور الرئيسية الثلاثة للاستراتيجية الوطنية للسياحة في مصر، والتي تتكامل – في إطار هذا المشروع – مع محور ثاني في الإستراتيجية وهو محور تحسين مناخ الاستثمار. ومن هنا تأتي أهمية مشروع IMCT الذي يخدم اثنين من محاور الإستراتيجية على النحو السالف ذكره.
 
إن منتدى اليوم يجمع المستثمرين والشركاء المهتمين بالاستثمار في الخدمات في المواقع الأثرية بالإضافة إلى شركاء التنمية والجهات المانحة، المهتمة بالمساهمة في ترميم والحفاظ على التراث، وأتمنى أن يكون هذا المنتدى منصة لتسهيل الحوار بين المستثمرين والوزارة والجهات المانحة لتقديم مقترحات إعادة الاستخدام التكيفية وحزم الاستثمار لجميع مواقع المشروع، وتنظيم وتشجيع الاستثمار السياحي المسئول في المواقع الأثرية.
 
أود أن أشير إلى أن معدلات الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال العام الجاري حققت نموا كبيرا، فقد زادت بنسبة 34%، وارتفع متوسط حجم الاشغالات الفندقية التي تشهد الآن أعلى مستوياتها، وهو ما انعكس أيضاً على ارتفاع متوسط سعر الإقامة، يعني لو أخدنا شهر أكتوبر على سبيل المثال فقد وصلت معدلات الحركة السياحية الوافدة فيه لثاني أعلى معدل للحركة خلال هذا الشهر منذ بدء تسجيل الارقام السياحية في عام ٢٠٠٠، حيث شهد أكتوبر ٢٠٢٣ نمو بحوالي ٨% بمقارنة بشهر اكتوبر من العام السابق .
 
أشرت منذ قليل إلى الاستراتيجية الوطنية للسياحة في مصر، وهذا يشمل إتاحة الوصول للمقصد السياحي المصري، ونحن نعمل مع وزارة الطيران المدني على زيادة عدد مقاعد الطيران القادمة لمصر.
 
كما أننا نعمل، بالتعاون مع القطاع الخاص، على زيادة أعداد الغرف الفندقية، مصر كان بها 212 ألف غرفة فندقية فقط حتى العام الماضي، وبنهاية عام 2024 من المتوقع أن تصل أعداد الغرف الفندقية إلى 250 ألف غرفة حيث أن هناك 25 ألف غرفة من المتوقع افتتاحهم خلال الأشهر القليلة المقبلة.
 
وهنا أود أن أشير إلى أن الدولة المصرية تولي اهتماما كبيرا بالمحافظات السياحية المصرية من بينها القاهرة والأقصر، وتقوم بتنفيذ العديد من المشروعات التى تسهم فى استعادة الوجه الحضارى لمختلف مناطق القاهرة التى تزخر بالعديد من المواقع التاريخية والتراثية.
وختاما
أتقدم بالشكر لجميع القائمين على هذا المشروع الهام بكل من الوزارة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والشركات المحلية والدولية، على الجهد الذي قاموا به، ومازالوا، لإنجاح هذا المشروع.
 
أشكركم واتمنى لكم منتدى ناجح...