دور الصليب الأحمر في عملية تبادل أسرى فلسطين وإسرائيل بمنطقة الصراع

دور الصليب الأحمر في عملية تبادل أسرى فلسطين وإسرائيل بمنطقة الصراع
دور الصليب الأحمر في عملية تبادل أسرى فلسطين وإسرائيل بمنطقة الصراع

قبل أربعة أيام توصلت حركة حماس مع إسرائيل إلى هدنة مؤقتة بموجب اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن عدد من الأسرى من الطرفين خلال فترة التهدئة، وعليها أخذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مُهمة كبيرة على عاتقها في هذا السياق، حيث كانت في قلب منطقة الصراع على أهبة الاستعداد لتنفيذ مهمة استلام الأسرى ونقلهم للطرف الآخر.


دور الصليب الأحمر في تبادل الأسرى أحدث «فارق حقيقي»

ومنذ أول يوم في الهدنة المؤقتة الجمعة الماضية، وفي إطار تنفيذ عملية تبادل أسرى فلسطين وإسرائيل، أحدثت اللجنة فارق حقيقي في هذه العملية، وجراء ذلك برز دور فريق الصليب الأحمر بشكلٍ لافتٍ ومؤثرٍ وفعال في آن واحد.

فبعد إطلاق أول دفعة من الرهائن الإسرائيليين من قِبل حماس، ظهر أفراد الصليب الأحمر وهم يرتدون سترات البيضاء التي تحمل شعار اللجنة، وهم يقدموا يد المساعدة بعناية فائقة للرهائن أثناء ركوبهم للسيارات التابعة للمنظمة، وخاصة للأطفال وكبار السن من الأسرى، ولم يكتفوا بذلك فقط،، بل كانوا مستعدين بالإسعافات الأولية في حال احتاجها أي فرد من الرهائن، وودعوا أيضًا الأسرى قبل انطلاقهم وتسليمهم للجهة الأخرى.


تاريخ اللجنة في الميدان الإنساني عززها كـ«وسيط ثقه»

وفي حين أنه يُعتبر تنظيم مثل هذه الصفقات تحديًا معقدًا، إلا أن جهود الصليب الأحمر برزت بشكل ملموس كوسيط ثقة خلال عملية تبادل أسرى حماس وإسرائيل، خاصةً مع خبرة اللجنة الطويلة وتاريخها في ميدان العمل الإنساني.

وتسعى المنظمة الدولية للصليب الأحمر جاهدة لأداء دورها الإنساني والتقليدي بموجب اتفاقيات جنيف في سياق الصراع القائم بين حماس وإسرائيل، وتعمل اللجنة على طلب زياراتها للرهائن ونقل الإمدادات الطبية الحيوية، وضمان توفير الرعاية الطبية الضرورية لهم.

وفي ذات السياق، إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر جهة غير مسلحة وتعتمد بشكل كامل على ثقة الأطراف المتنازعة مع بعضها والمدنيين المتضررين في هذا الصراع، وتُعرب المنظمة عن التزامها الكامل بتحقيق الأهداف الإنسانية، وتستند إلى الثقة المتبادلة مع الأطراف المعنية لضمان فعالية دورها في هذه الظروف الصعبة.


كيف سهّل الصليب الأحمر عملية تسليم ونقل أسرى الجانبين؟

وتحت راية الإنسانية وبموجب صفقة التبادل، قادت المنظمة عمليات نقل المعتقلين الفلسطينيين المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية، مؤمنة لهم عودة آمنة إلى منازلهم في الضفة الغربية، وعلى نفس النهج، استلم الصليب الأحمر الرهائن الإسرائيليين من عناصر حركة "حماس" ونقلهم خارج قطاع غزة وإلى وجهتهم المقصودة.

منذ السابع من أكتوبر الماضي وبعد قيام حماس بعملية طوفان الأقصى وأسرها لنحو 240 شخصًا خلال هجومها على إسرائيل، كان الصليب الأحمر على اتصال بحركة حماس للإطمئنان على المحتجزين من وقت لآخر، ولكنها لم تشارك في المفاوضات أو بنود الشروط التي اتفقت عليها حماس وإسرائيل في إطلاق سراح أسرى الجانبين، حيث إن ذلك خارج نطاق دورها، لكنها بالتأكيد كان لها دور بارز في تسليم ونقل المحتجزين من الجهات المعنية لكلا الطرفين وتسهيل هذه العملية.

وبعد مرور الأربعة أيام من الهدنة المؤقتة التي امتدت ليومين آخرين بنفس نهج بموجب الاتفاق في الأيام السابقة من الهدنة بوساطة مصرية قطرية، قد تم بالفعل إطلاق سراح عشرات الرهائن الإسرائيليين من الأطفال والنساء من قِبل حماس، إلى جانب رهائن أجانب يحملون الجنسية التايلاندية والروسية والأمريكية، وتسلّمتهم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ونقلتهم إلى الجهة المعنية باستلامهم في إسرائيل، وكذلك سلمت سلطات الاحتلال عدد من الأشبال والنساء الأسرى الفلسطينيين إلى اللجنة ونقلتهم إلى منازلهم في غزة.