قضية ورأي

الوعى.. وخفافيش الظلام

د. أحمد الصفتى
د. أحمد الصفتى

رغم أن السوشيال ميديا لها فوائد، لكن أضرارها لا يمكن السكوت عنها أو إنكارها، وتختلف تعاملات الشعوب مع التواصل الاجتماعى حسب الثقافة المترسخة فى عقولهم.. هذه الثقافة تمنح صاحبها مناعة تحول دون خداعه بالأباطيل المُزَيَفة التى يتم تجهيزها فى مطابخ اللجان الإليكترونية المأجورة العاملة لحساب الشيطان ولا تبالى حلالاً أم حراماً، وإنما يميل شراعها حيث مالت الأموال.. ويدين من يديرونها أو يعملون بها بدين المادة.. ينسجون الأوهام فى صورة لقاح فكرى يهدفون من ورائه إحداث هزات نفسية لها توابع عقلية.. بهدف التأثير على البسطاء بصورة تجعلهم فى حالة عداء مع الواقع، وخوف من المستقبل، وهنا يبرز دور الوعى المجتمعى الذى كثيراً ما طالب به الرئيس عبد الفتاح السيسى، كى لا نترك شبابنا لقلة منعدمة الأخلاق والضمير، يعيثون فى العقول فساداً وفق منهجية حروب الجيل الخامس التى تتبنى احتلال العقول، بعدما أثبتت التجارب أنه أنفع وأجدى من الاحتلال العسكرى بما له من تكاليف مادية باهظة وخسائر بشرية.

حسابات الفيس بوك فى مصر بالملايين لدرجة أن بعض الأشخاص يملكون أكثر من حساب شخصى أو رسمى، وقد حاولت تفسير التعددية فى حسابات الفيس بوك ظنا أن لها أسانيد شرعية أو عقلية لكن التفسير استعصى على الفهم.. هذه الملايين من الحسابات أغلب أصحابها يشبهون من يمسك كلاشنكوف وهو لا يجيد التعامل مع العصا، ونزل حاملا ذاك السلاح وسط سوق مزدحم بالناس، ويده ضاغطة على سلاحه فأصاب وقتل، ورغم أن دماء القتلى تملأ وجهه، لكنه يبتسم ابتسامة المدهش مسلوب الإرادة، هذا حال من يعيدون نشر ما كتبه طيور الظلام، ولا يعلمون أنه كفيل بهدم اقتصاد والتأثير على أسواق المال، والاستثمار، والسياحة والتجارة، والأمن المجتمعى، فلقد بلغ السيل الزُبَى، وصرنا نقف وسط المخاطر، ويجب البحث عن ملاذ آمن، وليس لنا من دون الوعى سبيلا، وهذا دور المؤسسات التعليمية والثقافية والدينية والإعلامية.

وقد حصلنا على لقاح فكرى لفيروس اللجان الإليكترونية، فلا ننخدع بالزيف، ولا تحركنا الشائعات، وعما قريب تشهد مصر انتخابات رئاسية، وكلما قارب وقت البدء فإن خفافيش الظلام سوف تُشَمَّر عن سواعد الأذى بفيديوهات ضالة مُضلة مُتقنة السرد الكاذب، وسوف يشهد العالم انتخابات مشهودة من الإقبال الجماهيرى والنزاهة والشفافية، وسيعلم الذين أتعبوا أنفسهم فى تدابير الشر والإفساد أن مصر انطلقت مسيرتها ولن تعود إلى الوراء، وستبقى مصر عالية مستقرة ولو كره الحاقدون.

أستاذ الاقتصاد ونائب رئيس جامعة ريفيرا الفرنسية