واشنطن بوست: غزة تتنفس الصعداء مع تمديد الهدنة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

علقت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية على قرار تمديد الهدنة في غزة لمدة يومين، واصفة إياه بأنه فترة راحة أخرى لهذا القطاع الذي مزقته الحرب وإغاثة لعائلات المحتجزين الذين لم يتم إطلاق سراحهم بعد.

وقالت الصحيفة في تقرير عبر موقعها الالكتروني اليوم الثلاثاء أن حماس أكدت الاتفاق الذي يقضي بإطلاق سراح المزيد من النساء والأطفال المحتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح النساء والأطفال الفلسطينيين الأسرى في السجون الإسرائيلية.

وقالت إسرائيل في وقت متأخر من الليلة الماضية إنها تلقت بالفعل أسماء المجموعة التالية التي من المقرر أن يتم إطلاق سراحها اليوم الثلاثاء. وتم إطلاق سراح ما يقرب من 70 محتجزا –غالبيتهم من الإسرائيليين ولكن أيضا مواطنين تايلانديين وفلبينيين وروس وأكثر من 150 فلسطينيا خلال الأيام الأربعة الأولى.

من جابنه قال الرئيس الأمريكي جو بايدن "لقد مكنت الهدنة الإنسانية أيضا من زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية الإضافية للمدنيين الأبرياء الذين يعانون في جميع أنحاء قطاع غزة."

وأشارت الصحيفة إلى أنه طوال يوم أمس، سيطرت مشاعر الخوف على الفلسطينيين مع اقتراب انتهاء موعد الهدنة الأصلية التي استمرت أربعة أيام، والتي جلبت حالة نادرة من الهدوء في السماء وولدت ارتياحا لدى السكان الذين يستعدون للجولة التالية من العنف.

◄ اقرأ أيضًا | مصدر في الليكود: «بيبي» قلق من الانقلاب

أما بالنسبة للإسرائيليين -ووفقا للصحيفة- فحتى التوقف المطول في حرب غزة لا يعني السلام. فقد وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن أي تمديد للهدنة سيكون قصير الأجل وأن الحرب ستستمر مجددا تعهده بالقضاء على حركة حماس.

وبالإضافة إلى تبادل المحتجزين والأسرى، نص الاتفاق على السماح لمئات الشاحنات بدخول غزة محملة بالإغاثة الإنسانية والإمدادات الطبية والوقود الذي تشتد الحاجة إليه.

ونقلت الصحيفة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) قوله في بيان أمس الأول الأحد إن توزيع المساعدات في جنوب غزة ارتفع خلال الأيام الثلاثة الأولى من الهدنة، وأنه تم إمداد المستشفيات والملاجئ بالوقود اللازم لتشغيل المولدات. ومحطات تحلية المياه ومحطات الضخ.

بينما قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن شمال غزة، حيث اشتد القتال والقصف، استقبل ما مجموعه 150 شاحنة تحتوي على الغذاء والماء والحليب للأطفال الرضع وغيرها من مواد الإغاثة.

وكانت عملية توصيل المياه إلى ملاجئ النازحين هي الأولى منذ 7 أكتوبر ، وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، الذي أعرب عن مخاوفه بشأن الجفاف وانتشار الأمراض المنقولة بالمياه في القطاع، حيث اضطرت العديد من العائلات إلى شرب المياه قليلة الملوحة بعد إغلاق آخر محطة لتحلية المياه في غزة.

أما بالنسبة للاتحاد الأوروبي فقد وصف هذا التوقف بأنه "خطوة مهمة" ولكن هناك حاجة إلى المزيد من أجل "تخفيف الوضع المزري في غزة وإيجاد سبيل للخروج من هذه الأزمة". وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل أمس الاثنين في حديثه في منتدى اتحاد البحر الأبيض المتوسط في برشلونة، إن الأطراف المتناحرة يجب أن تعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي "يسمح لنا بكسر دائرة العنف مرة واحدة وإلى الأبد " .

وفي غزة، أظهرت لقطات تليفزيونية لمحات من استئناف الحياة اليومية. إذ اصطف الناس تحت المطر لملء جالونات المياه الصفراء والزرقاء. وفي مدينة دير البلح، نزلت حشود من الرجال والنساء إلى الأسواق المفتوحة، يتنافسون على سلع محدودة ويشترون الخضار من الشاحنات أو البضائع المجففة على جانب الطريق. في عادت بعض العائلات إلى منازلها المدمرة وجلست وسط أنقاض جدران غرف النوم وأرضيات المطبخ، تحتسي القهوة والشاي.

وفي الوقت ذاته تأمل وزارة الصحة في غزة بأن يسمح لها وقف الأعمال القتالية بتحديث حصيلة القتلى، والتي بلغت غير مكتملة عند أكثر من 13 ألفا و300 منذ يوم الخميس. لكنها قالت إن هناك عددا كبيرا من الجثث لا تزال مدفونة تحت الأنقاض مما لا يتيح إحصاء دقيقا.

وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، لواشنطن بوست إن العمال انتشلوا حوالي 150 جثة ملقاة في شوارع مدينة غزة وأماكن أخرى في الشمال. لكن جهودهم تعرقلت بسبب نقص المعدات والأدوات، وكذلك الوقود للحفارات، ولم يصل أي وقود إلى الشمال حتى الآن.

وأضاف أن توقف القتال كشف عن حجم الدمار، حيث تم "إزالة وتدمير مناطق بأكملها، مثل حي الصبرة في مدينة غزة".

وقال: "مدينة غزة تراجعت 50 عاما وهي حاليا غير صالحة للعيش". وتابع أنه عندما تنتهي الحرب، سيكافح الناس من أجل إيجاد مستقبل هناك.