« قمران» قصيدة للشاعر محمد الخولي

محمد الخولي
محمد الخولي

من تمر ومن خمرٍ حلالٍ صافِ

عينان من عسل الجبال

وقطفةٍ أولى من التين الطريّ الكامل الأوصافِ

وشفاهها العِنبُ البناتيّ الشهيّ مذاقه

كأسان من شهدٍ، وخمر سُلافِ

هذا الجمالُ مُحَيِّرٌ ومُحَيَّرٌ

كالحسن يسكن جنّةَ الألطافِ

قمرٌ سماويٌّ تلالا حسنه..!!

كالدرِّ بين مكامن الأصدافِ

كسحابةٍ تهمي بلؤلؤ حسنها

فوق الرياضِ..

تساقط الأندافِ..!!

حوريةٌ دعجاءُ ملمسها الندى

قطنية الأطراف والأعطافِ

رقراقةٌ كالماء منساباً على جُزُرٍ من البلّور

فوق قطيفةٍ

عربية العينين والأعرافِ..!!

تلك الغزالةُ تستبيح قصيدتي

وتزفها للشعر دون زحافِ

يسّاقط التفاح ورديّاً على

هذا الجمال المترف الشفافِ

 لون العيونِ خرافةٌ هنديةٌ

قد خلت هذا اللون لون شغافي..

بريّةٌ وشريدةٌ..

كفراشةٍ، وغزالةٍ

فرّت من الفرس الجموح..

ودوّخت هذا الصهيل..

وأتعبت تِطوافي

ولها تحجُ قصيدتي،

وعليها أوقفت البيان ملبيّاً

ونذرت سبع قصائد لعيونها..

من بعد ألفٍ في الفؤاد خوافِ..

باغتها فوق السفوح غزالةً

هَدْهَدْتُها بالشعر دون هتافِ

فرمتْ بلحظ عيونِها سهماً إلى

قلب القصيدِ .. ولات حين قوافِ

أرخت رموش عيونها .. قالت له:

أحسبت أنّك .. شاعرٌ متفردٌ ..

تصطاد بالحرف النبيل جميلةً..

من وهج لمسة كفها تخضرُّ مِصْرَ

جدائلاً وسنابلا في حِضن كوثر نيلها وفيافي..