لـــنـــا عــــــــودة

الفلسطينيون: سنقيم في خيام أمام منازلنا حتى نبنيها من جديد

طائرات الإغاثة تفرغ حمولتها فى مطار العريش استعداداً لإرسالها إلى غزة
طائرات الإغاثة تفرغ حمولتها فى مطار العريش استعداداً لإرسالها إلى غزة

من أمام معبر رفح البري في الجانب المصرى، وقف العشرات فى انتظار دورهم للدخول الى قطاع غزة عن طريق المعبر، واستطلعت «الأخبار» آراءهم في العودة إلى ديارهم، حيث ظهرت اللهفة على وجوههم، وعينهم على بوابة المعبر انتظارًا للسماح لهم بالدخول إلى صالة الوصول لانهاء إجراءات العبور.

وقالت السيدة حليمة 60 عاما، من مخيم جباليا إنها كانت في رحلة علاج في مصر، وهى تتلهف إلى العودة إلى الأهل في مخيم جباليا فى غزة، مؤكدة أنها لن تتردد لحظة فور إعلان عودتهم الى غزة، حيث قررت العودة هى واثنان من ابنائها، بينما بقيت ابنتها «راندا» التى ترافق ابنتيها الجرحى واللتين تتلقيان العلاج في مستشفى بئر العبد التخصصي  بسبب الإصابة في أحداث القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأشارت إلى أنهم لن يتركوا الأرض مهما حدث، فهي تحمل ذكريات عديدة على مدى سنوات العمر، ومهما كان حال المنزل سليما أو مهدما سنبقى متمسكين بالوطن فلسطين، وقدمت الشكر لمصر والقيادة السياسية على جهودها في مساندة الفلسطينيين وتوفير احتياجاتهم من المساعدات التى تمثل طوق النجاة لهم بسبب الحصار المفروض عليهم.

أما أيمن هنية من غزة،  قال إن بيتى تم قصفه وكنت فى فترة علاج فى مصر، وأنا فى طريقى إلى أهلى وأولادى وزوجتي وبلدي غزة ولن اتركها مهما حدث، نحن تعودنا على القصف، لقد كنت قلقا على أسرتى كثيرا طوال فترة وجودى فى مصر وزاد قلقى بعد انقطاع الاتصالات فى مناطق الشمال، لكن الآن سأعود وسأقيم إن شاء الله فى خيمة حتى أعيد بناء بيتى من جديد.

وقال إن  الحرب غيرت اشياء كثيرة، ولأول مرة يواجه الفلسطينيون حربا كهذه، نحن لدينا معرفة عن أجواء الحرب نظرا لشدة الاستهدافات وغارات الطيران المتكررة، وأكد أن ما يحدث هو درس جديد فى الصبر على المحن والشدائد.

كما تواصلت «الأخبار» مع عدد من الفلسطينيين الذين غادروا الأراضي المصرية ممن كانوا عالقين الى قطاع غزة عن طريق معبر رفح البري، حيث قال أبو خالد: «كنت اسمع وأشاهد آثار القصف وغارات الطيران الإسرائيلي على مدى 49 يوما، كنت اتألم  كثيرا على ما يحدث فى غزة خاصة هذه المرة.. لكن عندما دخلت من مصر إلى غزة عن طريق معبر رفح البرى وشاهدت بأم عينى كل شيء، استطيع أن اقول إنه لا كلام يعبر عن الدمار، أو يصف ما آل إليه قطاع غزة من خراب.. القنابل التي ألقيت على غزة والمجازر تسببت فى تدمير آلاف المنازل والبنايات والمستشفيات لايمكن أن تحصى».

وقال وائل شكيا عقب عودته الى بيته فى مخيم  جباليا، إن الأوضاع أكثر من سيئة بعد مرور 49 يوما على الحرب والتي تركت دمارا غير مسبوق في كل مكان داخل قطاع غزة، ولقد وجدت البيت مدمرا بعد أن أجبرت أسرتى على النزوح الى خان يونس احدى  مناطق الجنوب.