فيروز.. صوت النضال والصمود 

فيروز
فيروز

الفن الراقي الذي يكون نسيج من التراث الإنساني يبقى للأبد، مهما حاصرتنا فنون  غريبة علينا   تلوث المناخ ولا يمكن عند الحديث عن الرقي ألا نذكر المطربة اللبنانية فيروز التي ناضلت بالكلمة .

قال عنها  محمد عبد الوهاب: فيروز معجزة لبنانية، ولم يعرف الغناء صوتًا أرق من صوتها ولا أجمل، صوتها كخيوط الحرير، وأشعة الفضة.
وأما  منصور الرحباني:  فقال هي ظاهرة لن تتكرر، لأن صوتها مميز وإطلالته مميزة، وكل ما جاء في هذا الصوت من خوارق، وما خلف هذا الصوت من صقل، وتجارب خضع لها، جعل منها رمزًا من رموز العصر.

اقرأ أيضًا| «أحلى بنات الجامعة» ميرفت أمين.. لمعت بالفطرة
كما قال محمود درويش: فيروز ظاهرة طبيعية.
 وأشاد بها نزار قباني: حين قال صوت فيروز هو أجمل ما سمعت في حياتي،

فيروز والمقاومة الفلسطينة : 
عند الحديث عن المقاومة الفلسطينة  نتذكر فيروز، المطربة التي غنت للعشق وللهوى وللأوطان، والتي لم تكن مغنية فحسب بل كانت  جزء من نضال لا يموت، يستمر ليهز وجدان الناس ومشاعرهم.
غنت فيروز لفلسطين أكثر من أغنية: "يافا، زهرة المدائن، سلامي لكم يا أهل الأرض المحتلة، أنا لا أنساك فلسطين، القدس العتيقة، جسر العودة". وكان صوتها يصدح بـ" الغضب الساطع آتٍ الغضب الساطع آتٍ الغضب الساطع آتٍ وأنا كلي إيمان الغضب الساطع آتٍ سأمر على الأحزان من كل طريق آتٍ بجياد الرهبة آتٍ من كل طريق آتٍ بجياد الرهبة آتٍ وكوجه الله الغامر آتٍ آتٍ آتٍ لن يقفل باب مدينتنا فأنا ذاهبة لأصلي سأدق على الأبواب وسأفتحها الأبواب وستغسل يا نهر الأردن وجهي بمياه قدسية وستمحو يا نهر الأردن أثار القدم الهمجية.. الغضب الساطع آتٍ بجياد الرهبة آتٍ الغضب الساطع آتٍ بجياد الرهبة آتٍ وسيهزم وجه القوة.. البيت لنا والقدس لنا وبأيدينا سنعيد بهاء القدس بأيدينا للقدس سلام "

النشأة:
ولدت نُهاد وديع حداد. في 21 نوفمبر عام 1935 في قضاء الشوف بجبل لبنان وكانت الطفلة الأولى للعائلة،  والمعروفة بالاسم الفني فَيروز، مطربة تعد من أقدم فنّاني العالم ومن الجيل الذهبي للمسرح والموسيقى في لبنان ومن أشهر الأصوات العربية، لاقت أعمالهُا الفنية رواجًا واسعًا في العالم العربي والغربي، لقبت في لبنان بـ (العمود السابع لبعلبك) نشأت في حارة زقاق البلاط في الحي القديم القريب من العاصمة اللبنانية بيروت، تتمتع فيروز بإصول فلسطينية عمل والدها في مطبعة الجريدة اللبنانية لوريون لوجور، 

الغناء في حياتها ورفض والدها:
أحبت الغناء منذ صغرها وأظهرت ميولًا فنية في عمر مبكر، وفي إحدى الحفلات المدرسية عام 1947 التقى الملحن الفلسطيني محمد فليفل  بالطفلة «نهاد حداد» وكان عمرها آنذاك أربع عشر عامًا وأعجب جدًا بصوتها، وكان له الفضل لتشارك كمؤدية في كورس الإذاعة،
ورفض والدها في بادئ  الأمر فكرة أن تصبح مطربة ولكن أخيرا رضخ لرغباتها
و انضمت نهاد إلى فرقة الإذاعة الوطنية اللبنانية بعد دخولها المعهد بشهور قليلة، وبعد أربع سنوات من الدراسة في المعهد، نجحت أمام لجنة فحص الأصوات المؤلفة من حليم الرومي ونقولا المني وخالد أبو النصر. كانت النقلة الكبيرة لها عندما قدم لها حليم الرومي (الذي أطلق عليها اسم فَيروز) ألحانًا لأول أغانيها لقت صدىً واسعًا في الإذاعات العربية تلك الفترة مثل أغنية (يا حمام يا مروح) وأغنية (بحبك مهما أشوف منك) عام 1952.

فترة التوهج؛
مثلت فترة الخمسينيات مرحلة عنق الزجاجة للمطربة فيروز، لتنطلق بعدها موهبتها الغنائية لآفاق أرحب، بعدما أصابت قلبها الرقيق سهام الحب، وربط بينها وبين الموسيقار عاصي الرحباني، علاقة عاطفية توجت بالزواج عام 1955، لتكون بمثابة شهادة ميلادها الفني الحقيقة، وتثمر عن أربعة أبناء "زياد، ليال رحباني، ريما، هالي".

تكريمات و جوائر:
حصلت فيروز على وسام الشرف عام 1963 والميدالية الذهبية عام 1975 من ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال.
كرمها أيضًا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأرفع وسام فرنسي (وسام جوقة الشرف الفرنسي) عندما زار منزلها عام 2020. نالت فيروز إعجاب رؤساء فرنسيين آخرين فقد منحها الرئيس فرانسوا ميتران وسام قائد الفنون والآداب عام 1988 ومنحها الرئيس جاك شيراك وسام فارس جوقة الشرف في عام 1998.
في عام 2015 تحول منزل فيروز الذي نشأت وترعرعت فيه إلى متحف، وتأتي تلك الخطوة بعد سنوات من إدراج المبنى إلى لائحة الجرد العام للأبنية التراثية.