شهادات الأسرى المفرج عنهم تثير الجدل في إسرائيل: «حماس» عاملتنا بإنسانية خلال الاحتجاز

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تفجر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مجدداً في أكتوبر 2023، حين شنت فصائل المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى" على إسرائيل. وسط ذلك، أسرت المقاومة عدد من المستوطنين الإسرائيليين. وبعد أسابيع من القتال، تم التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية يقضي بالإفراج عن الأسرى من الطرفين.

في ظل الحصار الإعلامي الإسرائيلي، تسربت شهادات من أقارب بعض الأسرى الإسرائيليين تفيد بأنهم تلقوا معاملة إنسانية خلال احتجازهم في غزة، على عكس ما تدعيه تل أبيب من تشويه لصورة المقاومة.

كشف أقارب الأسرى الإسرائيليين، الذين تم الإفراج عنهم في أول دفعة من صفقة التبادل بين الاحتلال وحركة حماس، عن عدم تعرض ذويهم لأي "معاملة سيئة" أو اعتداء خلال فترة احتجازهم في قطاع غزة منذ عملية "طوفان الأقصى" في فجر السبت الموافق 7 أكتوبر.

في الوقت الذي يفرض فيه الاحتلال تعتيمًا إعلاميًا على هوية الإسرائيليين المفرج عنهم في المساء الجمعة 24 نوفمبر، نقل موقع "واللا" الإسرائيلي يوم السبت 25 نوفمبر، تقارير تنقل شهادات بعض أقارب الأسرى.

وأفاد أحد الأقارب الذين التقوا بالأسرى الـ13 المفرج عنهم يوم الجمعة، بشهادة أحد الأسرى الذي تحدث عن فترة احتجازه في غزة، قائلًا: "في البداية، لم يكونوا مع العديد من الأشخاص، وفي وقت لاحق تم إضافة عدد إليهم. كانوا يمتلكون راديو وتلفزيون هناك وكانوا يستمعون إلى أخبار إسرائيل. سمعت روثي في الراديو خبر وفاة ابنها (روي موندير)".

اقرأ أيضًا: جهود الإنقاذ تتسارع مع الهدنة المؤقتة لانتشال ودفن الشهداء في غزة

وأكد أحد الأقارب، نقلًا عن أسيرة مسنة أُفرج عنها، أنهم "لم يتعرضوا لأي مواقف مزعجة، فقد تم التعامل معهم بإنسانية، ولم تظهر قصص رعب كانت نعتقد أنها موجودة".

وأشار البروفيسور جيلات ليفني، مدير قسم الأطفال العائدين في مستشفى شنايدر، إلى أن المفرج عنهم تحدثوا عن "التجارب" التي مروا بها، مؤكدًا أنهم لا يطرحون الكثير من الأسئلة، ولكن يستمعون إلى قصصهم وأحيانًا يشعرون بالحزن، موضحًا أنه لا يمكنه مشاركة تلك القصص.

وأهابت تل أبيب بجميع الأسرى الإسرائيليين الذين تم الإفراج عنهم بعدم التحدث إلى وسائل الإعلام، وذلك بعد كشف أسيرتين تم الإفراج عنهما قبل عدة أسابيع عن معاملتهما الإنسانية، ما يتناقض مع رواية الاحتلال التي وصفت مقاتلي المقاومة وأهالي غزة بـ "الحيوانات البشرية".

فقد أكدت المستوطنة الإسرائيلية، يوخفد ليفشيتز، التي تم الإفراج عنها من قبل كتائب القسام في 23 أكتوبر، أن المقاومة تعاملت معها بلطف ورعاية خلال فترة احتجازها في قطاع غزة، مؤكدة أنها لم تتعرض للإيذاء.

وقالت ليفشيتز: "حماس عاملتنا بلطف، ولبت جميع احتياجاتنا، وتم إجراء فحوصات طبية لي أثناء احتجازي". وأضافت أن أفراد القسام أكدوا لها أنهم مسلمون ولن يلحقوا بهم أي إيذاء، وأنها كانت تتناول نفس الطعام الذي يتناولونه.

في صباح يوم الجمعة، دخلت هدنة إنسانية مؤقتة لمدة 4 أيام حيز التنفيذ بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وذلك منذ بداية الحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي.

تشمل الهدنة الإنسانية المؤقتة إطلاق سراح 50 أسيرًا إسرائيليًا من غزة مقابل إفراج عن 150 فلسطينيًا من سجون إسرائيل، وإدخال مساعدات إنسانية وإغاثية وطبية ووقود إلى جميع مناطق القطاع.