خروج المستوطنين من مناطق غلاف غزة.. أزمة جديدة تواجه إسرائيل في قطاع الزراعة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يبحث الاحتلال الإسرائيلي عن مستوطنين لاستيطان المناطق والمستوطنات في غلاف غزة، التي فرَّ منها المستوطنون الإسرائيليون منذ السابع من أكتوبر، منذ عملية طوفان الأقصى التى اقدمت عليها فصائل المقاومة الفلسطينية في تلك المناطق، ما زرع الخوف والرعب في نفوس الكثيرين وحال دون عودتهم.

وينظر الاحتلال الإسرائيلي لمستوطنات غلاف غزة باعتبارها "سلة غذائه"، إذ تؤكد بيانات اتحاد المزارعين الإسرائيلي أهمية أراضيها بالنسبة للأمن الغذائي والزراعي للسوق الإسرائيلية.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، فإن الغالبية العظمى من مستوطني غلاف غزة الإسرائيليين لا يرغبون في العودة للعيش في مستوطناتهم، حيث تحولت تلك المناطق - قبل نحو خمسين يوماً - إلى نقطة ضعف أمام هجمات المقاومة.

ونقلت الصحيفة عن عدد من الأسر التي فرَّت من مستوطنات الغلاف في السابع من أكتوبر صوب مدينتي تل أبيب وإيلات على البحر الأحمر، تأكيدات على عدم رغبتهم في العودة مجدداً، واعتبار ذلك ليس خياراً بالنسبة لهم في المدى المنظور.


وبحسب بيانات الاتحاد، فإن 75% من الخضراوات، و20% من الفاكهة، و6.5% من الألبان المستهلكة في إسرائيل، تأتي من مستوطنات غلاف غزة. كما تحتوي تلك المنطقة على مزارع للدواجن والماشية والأسماك، لذلك تُعرَف باسم "رقعة الخضار الإسرائيلية".

ورغم إعلان وزارة الزراعة الإسرائيلية التزامها الكامل بدعم المزارعين هناك، وتخصيص مبلغ 2.5 مليون شيكل لكل مزارع، إلا أن تجارب الماضي مع وعود الوزارة غير المنفَّذة، جعلت الكثيرين يشككون في إمكانية العودة مستقبلاً.

كما أن غالبية العمالة الآسيوية التي كانت تعمل في الزراعة، غادرت إسرائيل مع اندلاع الحرب على غزة. وهو ما يهدد بنقص حاد في اليد العاملة، وفقًا لتقارير صحفية إسرائيلية.

وتخشى الحكومة الإسرائيلية من عدم عودة المستوطنين، رغم أن أحد السيناريوهات يتمثَّل في تقديم حوافز مالية وإعفاءات ضريبية للراغبين في العودة، أو تحويل المنطقة لأغراض زراعية وسكن عمالة آسيوية بديلة.
تتكون تلك التجمعات من حوالي 50 مستوطنة، معروفة منذ ذلك الحين بـ"غلاف غزة".
يبلغ عدد سكان غلاف غزة أكثر من 40 ألفاً، ويرتفع إلى أكثر من 200 ألف مع احتساب بعض البلدات والأحياء القريبة التي طالتها صواريخ المقاومة الفلسطينية.

جميع هؤلاء هم الآن نازحون، إما في تل أبيب أو في فنادق ومنتجعات إيلات.

عادةً ما كانت هذه المناطق إلى جانب كونها مستوطنات، فهي خط الدفاع الأول للاحتلال الإسرائيلي أمام قطاع غزة، وتعد كذلك مورداً رئيساً للأسواق الإسرائيلية في قطاعي المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية.

وتخشى حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، من جدية تصريحات المستوطنين بأن عودتهم لبلدات الغلاف ليست خياراً مطروحاً، إلا أن أحد السيناريوهات يتمثل في تقديم حوافز مالية وإعفاءات ضريبية للراغبين بالعودة.

وفي أكثر من مناسبة، قام الاحتلال بهذه الخطوة لتشجيع الإسرائيليين على العيش بالمستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية، خلال العقود الثلاثة الأخيرة.

بينما فرضية أخرى يرددها الخبراء الإسرائيليون، هي تحويل كامل مناطق الغلاف إلى أراضٍ زراعية، وأماكن سكن لأكثر من 25 ألف عامل آسيوي ينشطون في القطاع الزراعي.

إلا أنه بحسب تقارير نشرتها هيئة البث الإسرائيلية، وصحيفة "غلوبس"، فقد عادت غالبية العمالة الآسيوية إلى بلدانهم الأم، مع اندلاع الحرب مع قطاع غزة، في وقت يشكو فيه أرباب العمل، من شح وفرة العمالة في القطاع الزراعي.