«سهام».. الأديبة الفلسطينية ابنة نابلس: مصر لم تتخل عنا أبدًا

الأديبة سهام السايح
الأديبة سهام السايح

سهام السايح، روائية فلسطينية، من مواليد ١٩٩١ من مدينة «نابلس»، وهي عضو فى المجلس الاستشاري الثقافي، وعضو في اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطيني، صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان «كأنه سديم»  عام  2020، عن دار الشامل للنشر، ومجموعة قصصية بعنوان «عمر مؤجل» 2023، عن دار الأهلية للنشر، إضافة إلى رواية بعنوان «رسائل الآنسة مودي»، لم تُنشر بعد، وقد التقينا بها، وأجرينا معها حوارًا عن إبداعاتها الأدبية، وما رصدته عن حرب الإبادة الإسرائيلية على «غزة». 

ما حجم المعاناة داخل غزة؟
- الوضع فى غزة كارثي لا يوصف، فقد دمر الاحتلال البشر، والشجر، والحجر، والبنية التحتية، كما فقدنا العديد من المبدعين فى مختلف المجالات، فاستهداف المثقفين، والأدباء، والفنانين، والصحفيين فى قطاع غزة هو استهداف للرواية الفلسطينية، وللثقافة الوطنية ومكوناتها، أما عن مقومات الحياة في «غزة» فهى معدومة، فالبعض منهم لا يجد ما يأكله، ولا توجد مياه صالحة للشرب، ولا كهرباء، ولا وقود، ولا دواء، وتجري العمليات الجراحية، وعمليات الولادة القيصرية دون تخدير، وكأن أهل «غزة» يخوضون حربًا أخرى لأجل الحياة تحت الإبادة.

وكيف تشعرين بالدعم والمساندة من مصر والعرب، وهل ستكتبين عن هذه الحرب؟
- مصر لم تتخاذل يومًا في دعم ومساندة القضية الفلسطينية، ومازالت حاضنة للقضية منذ النكبة حتى يومنا هذا، وأشكر جميع الشعوب التي تضامنت مع القضية الفلسطينية، والتي يشكل موقفها ضمانة لنا فى هذه الظروف الصعبة، ومن المؤكد أننى وغيرى الكثير من الأدباء لا نستطيع أن نتجاهل هذه المأساة الكبيرة، فالثقافة مقاومة، وأدب المقاومة أدب إنسانى بامتياز، لأنه يرتبط بقضيتنا، ربما هنا يمكن استذكار ما قاله الشهيد ياسر عرفات بأن الثورة بندقية ثائر، وقلم كاتب، وريشة فنان.

 «عمر مؤجل»، مجموعة قصصية تدور بعض أحداثها حول المرأة، وماتعانيه من قهر وتسلط الرجال، وبعضها الآخر يسلط الضوء على مفهوم الوطن والحب والتضحية، حدثينا عن ذلك؟
- «عمر مؤجل» مجموعة  تحوى بين دفتيها إحدى عشرة قصة قصيرة نفسية «سيكولوجية» فى عملية تداع حر، تثير القصص عدة موضوعات تخص المجتمع، والنساء، وقضايا العصر الفكرية، والاجتماعية، تدور معظمها حول المرأة، وما تعانيه من تسلط الرجل، وما ينتج عن ذلك من تداعيات قد تكون مدمرة في معظم الأحيان، كما سَلَّطت القصص الضوء على مفهوم الوطن والتضحية والحب، فتناولت موضوع المرأة العربية والغربية التي تخضع لرأى القبيلة فى تدبير أخص خصوصياتها، فتكون النتيجة كارثية، كما تناولت علاقة الرجل بالمرأة، ولكن بأساليب مختلفة، وبؤر التقاء متعددة، وبتقنيات سرد متنوعة، كما سَلَّطت الضوء على المعاناة الموجودة فى الوطن المحتل، والدراسات النفسية، والبواعث الداخلية لمشاعر الفقد، والتساؤلات التى تدور حول الهوية.

من أين استلهمتِ «عمر مؤجل» عنوانًا لمجموعتك القصصية؟
- من الأشخاص الذين يعانون من متلازمة تُسمى «بدء انتظار الحياة»، أى ينتظرون حدثًا محوريًا يحدث فى حياتهم كالزواج أو السفر أو وظيفة جديدة، ليعيشوا الحياة الحقيقية، وكأن حياتهم لم تبدأ بعد، وقد نسوا أن هذا الانتظار جزء من عمرهم، الذى يظل مؤجلًا، فهناك خيط رفيع يربط بين جميع القصص، على الرغم من اختلاف موضوعاتها.

بعض القصص بها تستحضر شخصيات من التاريخ، مثل «ابن الفارض»، و«جان جاك روسو»، وغيرهما، إلى أى مدى يقترب الواقع من الخيال فى أعمالك؟
- امتازت المجموعة باستخدام تقنيات سردية حديثة، متنوعة بين السرد الكلاسيكي و«الفانتازى»، والمسرحى، والتصويري، فهناك قصص كانت أشبه بمشاهد سينمائية، كما جرى توظيف التناص فى السرد، واستحضار شخصيات من التاريخ، فالخيال والواقع فى أعمالى وجهان لعملة واحدة، فالخيال مكون أساسى فى النظرة إلى العالم الواقعي، كما أننى أجيد التقمص بشكل ملحوظ، حيث إن روحى سارية في جميع الشخصيات التى أكتب عنها مهما كانت مختلفة عنى.

الأفكار المطروحة فى أعمالك ذات أبعاد فلسفية، فبمن تأثرتى فى قراءاتك، وانعكاس ذلك على كتابتك؟
- شملت الأفكار المطروحة فى القصص أبعادًا فلسفية عكست الطابع العاطفي، والاجتماعي، والمشاعر الإنسانية التي تمثلت في حب «الأم» و«الزوجة» و«الابنة» و«الحبيبة»، وقد تأثرت بالعديد من الأدباء والشعراء، في النهاية، الأديب هو «فسيفساء» ما يقرأ، والعلاقة بين القراءة والكتابة مثل العلاقة بين الشهيق والزفير، كما أنني مُغرمة بالتجريب.