المرأة الشيطانة .. أنجبت طفلًا من علاقة غير شرعية زورت عقد زواج عرفي وباعت رضيعها المريض

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

منى‭ ‬ربيع

  يبدو من هيئتها أنها امرأة مسكينة، أما سمعتها بين اهل المنطقة بأنها سيدة كادحة، منذ أن توفى زوجها وهى تسخر حياتها من أجل ابنائها الشباب، كما ينظر ابناؤها لها بنفس النظرة الجيدة؛ فهى الأم التى طالما تعبت وسهرت من أجلهم، ولو استطاعت الإمساك بنجمة من السماء لتقديمها إليهم  لفعلت.

لم يخطر على بال احد ابدًا انها امرأة قادمة من جهنم، ففى عدة أشهر قليلة ارتكبت عدة جرائم اخلاقية لا تأتى فى خاطر أحد.

تلك السيدة الأرملة كانت تنتهز خروج أبنائها للعمل للقاء عشقيها فى منزل صديقه حتى نما فى احشائها طفل من تلك اللقاءات المحرمة، بعدها انتهزت عثورها على بطاقة رقم قومي لرجل لا تعرفه؛ لتزور وثيقة زواج عرفى منها لتقديمها إلى ابنائها وتبكى بدموع التماسيح بأنها تزوجت مؤخرًا من رجل خدعها، عندما علم انها ستنجب تركها وسافر إلى خارج البلاد.

لم تتوقف جرائم تلك المرأة الشيطانة الى هذا الحد، بل انها كادت أن تورط ابناءها فى قضية خطيرة، وهى الإتجار بالبشر، خاصة عندما ألقت الشرطة القبض عليها وهى تبيع رضيعها المريض بـ 100 ألف جنيه. كواليس قضية هذه السيدة الخطيرة، وتفاصيل علاقتها غير الشرعية، ومحاولتها خدعة ابنائها حتى انجابها والقبض عليها وصدور حكم بحبسها ست سنوات، نبدأ في عرض تفاصيلها الآن

تعود تفاصيل القضية إلى أكثر من عامين، عندما تعرفت الأرملة الأربعينية أم لشابين فى العشرينيات من عمرها على احد الأشخاص بالمنطقة التى تسكن بها، لاحظ ذلك الشخص وحدتها وأن هناك فراغًا في حياتها واحتياجها لشخص يملأ ذلك الفراغ، ومن هنا لعب على مشاعرها، وبدأ يملأ ذلك الفراغ، أوهمها بحبه لها وأنه لا يستطيع الاستغناء عنها، وهي صدقته لأنها أرادت أن تسمع ذلك الكلام المعسول، فزوجها توفى وهى في سن صغيرة وتركها وحيدة في الدنيا تربي ابنيها حتى اصبحا في سن الشباب.

لقاءات محرمة

بدأت العلاقة تتطور بينهما شيئًا فشيئا، حتى اصبحا يلتقيان يوميًا في احدى الحدائق، لكن حبيبها لم يكن يعجبه تلك اللقاءات العابرة أراد منها أكثر من ذلك؛ أخبرهابرغبته في الانفراد بها في شقة احد اصدقائه وهنا طالبته بالزواج منها، لكنه اخبرها بأنه غير مستعد لتلك الخطوة في الوقت الحالى فهو بالكاد يملك قوت يومه، لكنه وعدها بأنه سينفذ طلبها حينما تسمح ظروفه لذلك وايضا ظروفها؛ حيث اخبرها بأن ولديها اللذين اصبحا في سن الشباب لن يتقبلا ذلك بسهولة.

لكنها رفضت، وهنا قرر حبيبها أن يختفى من حياتها لأنها لم تستجب لرغباته، جن جنون حنان وهي تبحث عن حبيبها في كل مكان ولا تجده، اغلق هاتفه في وجهها فلم تستطع تحمل بعدها عنه اكثر من ذلك، وكانت النتيجة الاستسلام له ولرغباته المحرمة، اتصلت به واخبرته انها تحت أمره في كل ما يقوله، وبالفعل اصبحت لقاءتهما تتم في منزل صديقه حتى صارت حنان لا تستطيع الاستغناء عنه، بعدما زين لها الشيطان تلك اللقاءات المحرمة واستمرت على هذا الحال لعامين لدرجة انها نسيت رغبتها في الزواج منه.

الأرملة حامل

حتى حدث ما تخشاه وهي حملها من حبيبها وهي في الأربعين من عمرها؛ طلبت منه أن يلقاها كالمعتاد في المكان الذي يتقابلان فيه، وهناك اخبرته بحملها وانها تريد منه أن يسرع في زواجهما، لكنها فوجئت به ينهرها ويطردها ويسبها بأبشع الالفاظ، وحذرها ألا تحاول الاتصال به مرة أخرى، فهي امرأة ساقطة رضيت على نفسها تلك العلاقة المحرمة، تركها وغير رقم هاتفه وطلب  منها ألا تحاول الاتصال به ثانية ولا سيفضحها امام ابنيها الشباب في المنطقة بأكملها.

لم تجد حنان حلا امامها سوى البعد عن هذا النذل الذى خذلها وتركها تواجه مصيرها وحدها، فكرت في أن تجهض نفسها، لكنها فشلت في ذلك واثناء فترة الحمل عثرت على بطاقة رقم قومي لأحد الأشخاص ملقاه في الشارع، في تلك اللحظة جاءت لها فكرة شيطانية، وهي كتابة عقد زواج عرفي بينها وبين ذلك الشخص المجهول الذي لا تعرفه بتاريخ قديم وتخبر ولديها بزواجها منه، وانه سافر بعدما علم بحملها.

تحينت الفرصة وذهبت تبكى لابنيها وهي تخبرهما بما حدث لها وانها تزوجت عرفيًا من اجل الحفاظ على معاش والدهما وكذلك حرصها على غضبهما ومظهرهما امام اهل المنطقة، وانهمرت دموع التماسيح من عينيها وهي تخبرهما بأنها فعلت ذلك من أجلهما، وانها رفضت الزواج سنوات طويلة حتى تستطيع تربيتهما، لكنها مؤخرًا كانت تحتاج لشخص يحنو عليها ويملأ الفراغ الذى تعيش فيه خاصة بعد انتهاء تعليمهما المتوسط وعملهما ليل نهار. 

طلبت الأم منهما أن يقفا بجانبها في محنتها ردًا لجميلها في تربيتهما فكل انسان يخطئ وهى لم تفعل شيئًا محرمًا فقط تزوجت لكن زوجها تركها وسافر لتواجه ماحدث بنفسها، مرت الايام وانجبت حنان طفلها وكتبته باسم صاحب البطاقة، وخوفا من الفضيحة اخذت تخطط لبيع الصغير والذى اكتشفت بعد ولادته أنه مصاب بمتلازمة الداون.

رضيع للبيع

أنشأت حنان حسابًا وهميًا ومن خلاله عرضت بيع رضيعها مقابل 100 ألف جنيه، واثناء ذلك رصدت من قبل الادارة العامة لمكافحة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر، تم التواصل معها عن طريق أحد المصادر السرية؛ حيث طلبت منه مبلغ مائة ألف جنيه واتفقا على اللقاء بدائرة قسم شرطة الدقى لإتمام البيع، تم استئذان النيابة العامة لضبطها اثناء ترددها على المكان المتفق عليه؛ لتضبط برفقة طفلها الرضيع ومعها ولديها الشباب.

ليتم القبض على الام وابنيها وإيداع الصغير احدى دور الرعاية، وتحرير محضر بالواقعة واحالته لجهات التحقيق، واثناء التحقيقات اعترفت الام بارتكابها الجريمة وحدها وأن ابنيها لايعرفان شيئًا عن ذلك.

فيما اكد «أ. أ» باحث اجتماعى بخط نجدة الطفل؛ بأن الرضيع المجني عليه تعرض لخطر محدق وأوصى بإيداعه احد دور الرعاية؛ لتقرر النيابة إحالة الام وولديها لمحكمة الجنايات؛ حيث ثبت في التحقيقات إقرار الام بالواقعة مؤكدة عثورها على بطاقة شخصية لأحد الاشخاص، وحررت عقد زواج عرفى باسم ذلك الشخص الذى لا تعرفه حتى تستطيع نسبه اليه لكنها قررت في النهاية بيع الطفل.

كما ثبت بتقرير الطب الشرعي تطابق البصمة الوراثية للحمض النووي المأخوذ من المتهمة في احد شقيها مع الطفل المجنى عليه في جميع المواقع الوراثية التى كشف عنها ولا مانع من كونه نجلها، كما أنه بتوقيع الكشف الطبي الشرعي على الطفل؛ تبين أنه يعانى من متلازمة داون وعيب خلقى بشرايين القلب.

القصاص

أحيلت الأم وابناها إلى محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمد الجندي، وعضوية المستشارين ايمن عبد الخالق، ومحمد احمد صبري يوسف؛ لتصدر المحكمة حكمها بسجن الام 6 سنوات وتغريمها 200 ألف جنيه والزامها بالمصروفات الجنائية، وبراءة ولديها من التهم المنسوبة اليها بعد اعتراف الام بارتكابها الجريمة كاملة وان ولديها الشابين لم يكن لهما دخل في الجريمة. 

اقرأ أيضا : جنايات الإسكندرية تقضى بالسجن المؤبد على سيده بتهمة الإتجار بالبشر


 

;