بعثة الأمم المتحدة تنقل المرضى ذوي الحالات الحرجة من مستشفى الشفاء في غزة 

موضوعية
موضوعية

شاركت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بعثة أخرى مشتركة للأمم المتحدة لنقل 151 من المرضى وذويهم والعاملين الصحيين المرافقين لهم من مستشفى الشفاء في شمال غزة.

وقد أُوفدت البعثة بناء على طلبات محددة أبدتها السلطات الصحية ومسؤولو المستشفيات في غزة.    

وهذه هي البعثة الثالثة التي توفدها منظمة الصحة العالمية وغيرها من وكالات الأمم المتحدة والشركاء في أقل من أسبوع إلى مستشفى الشفاء؛ حيث اضطلعت البعثة الأولى بالتقييم 18 نوفمبر، والثانية بإجلاء ونقل 31 رضيعًا 19 نوفمبر.   

وخلال هذه البعثة، نقل الفريق 73 مريضًا مصابًا باعتلالات أو إصابات خطيرة، من بينهم 18 مريضًا يحتاجون إلى الغسيل الكلوي؛ و26 مريضًا يعانون من إصابات خطيرة في العمود الفقري؛ و8 مرضى يعانون من حالات مزمنة وخيمة؛ ومريضان في حاجة إلى رعاية حرجة؛ و19 مريضًا يستخدمون كراسٍ متحركة. ونُقل المرضى في 14 سيارة إسعاف وفرتها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وزودتها بطواقمها، بالإضافة إلى حافلتيْن، ورافق المرضى 8 عاملين صحيين و70 فردًا من أفراد أسرهم.    

وكانت هذه البعثة محفوفة بمخاطر شديدة، حيث تواصل القتال العنيف والقصف بالقرب من مقر مستشفى الشفاء.    

واستغرق الفريق 20 ساعة لاستكمال عملية الإجلاء، تضمنت 6 ساعات عند نقطة التفتيش، حيث قامت قوات الدفاع الإسرائيلية بفحص الفريق والمرضى.  وحدث ذلك بالرغم من اتفاق مبدئي نص على أن يقتصر فحص المشاركين في عملية الإجلاء على نقطة المنشأ في مستشفى الشفاء.    

وشملت عملية الفحص المرضى وأقاربهم والعاملين؛ وكان من بين هؤلاء مُسنين، وأطفالًا، ومرضى مصابين بأمراض خطيرة. وتعرض ثلاثة موظفين طبيين من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وثلاثة آخرين من وزارة الصحة إلى الاحتجاز.    

وبعد مرور 6 ساعات على انتظارها عند نقطة التفتيش الأمنية، تحركت القافلة وكانت حالة بعض المرضى قد بدأت تتدهور بالفعل. ووصل المرضى إلى وجهتهم النهائية في وقت متأخر من الليل.  

ونُقل معظم المرضى في نهاية المطاف إلى مستشفى غزة الأوروبي، وأُدخل مرضى الغسيل الكلوي إلى مستشفى النجار. ويقع كلا المرفقيْن في الجنوب من غزة.   

ويساور المنظمة قلق بالغ إزاء سلامة ما يقدر بنحو 100 مريض وعامل صحي لا يزالون في مستشفى الشفاء. ونظرًا لضيق الوقت الذي واجهه أعضاء البعثة في المستشفى وحتمية نقل الأشخاص من ذوي الحالات الحرجة للغاية، تعذَّر تحديد عدد الأشخاص الذين بقوا في المستشفى على وجه الدقة.    

وأُطلق سراح اثنين من العاملين الصحيين الستة المحتجزين. ولا تتوفر لدينا أي معلومات حول عافية الموظفين الصحيين الأربعة المتبقين، ومن بينهم مدير مستشفى الشفاء. وتدعو منظمة الصحة العالمية إلى الاحترام التام لحقوقهم القانونية وحقوقهم الإنسانية أثناء احتجازهم.  

وهذه العمليات وغيرها من عمليات الإجلاء كانت قد طلبتها السلطات الصحية والعاملين الصحيين والمرضى، إذ أنها باتت تمثل ضرورة ملحة في ضوء انعدام قدرة المستشفى على العمل بسبب نقص المياه والوقود والإمدادات الطبية والأغذية والموظفين، فضلًا عن التوغلات العسكرية الأخيرة.   

وفي 21 نوفمبر أيضًا، أوفدت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها بعثة إلى مستشفى الأهلي في شمال غزة لتقييم الأولويات الطبية.  ويحتاج المستشفى الأهلي، وهو واحد من المستشفيات العاملة الوحيدة في شمال غزة، إلى إمداده بشكل عاجل ومنتظم بالوقود والمياه والأغذية والإمدادات الطبية لضمان استمراره في تقديم الرعاية. ووصل اليوم 22 مريضًا إلى جانب 19 مرافقًا لهم إلى مستشفى غزة الأوروبي، في بعثة نقل أجريت بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تلت بعثة التقييم.  

   وتطلب منظمة الصحة العالمية مرة أخرى من جميع السلطات المعنية ضمان تأمين عمليات الإجلاء الطبي التي طُلب من المنظمة تقديم المساعدة في تنفيذها، بما يتماشى مع الإجراءات المتفق عليها ودون تعريض حياة المرضى للخطر.  وفي نهاية المطاف، فإن مسؤولية اتخاذ القرارات المتعلقة بالسلامة والأمن والإجلاء تقع على عاتق السلطات المعنية.

اقرأ أيضا | الهلال الأحمر الفلسطيني: مستشفيات عديدة خرجت عن الخدمة في غزة