قلب مفتوح

الخاسرون والرابحون

هشام عطية
هشام عطية

بقلم: هشام عطية

الحرب على غزة وضعت أوزارها في هدنة مؤقتة بعد أن عربدت آلة القتل الصهيوأمريكية تدميرا وأزهاقا فى أرواح مايزيد على ١٥ ألف فلسطيني معظهم من الأطفال والنساء.

هذه الحرب بين الكيان الصيهوني بكل ما يملك من دعم انجلوأمريكي وتفوق غير مسبوق عسكرياً وتكنولوجياً اقتصادياً أمام مقاومة فلسطينية بدائية التسليح، يجب ألا تمردون قراءة رشيدة لنتائجها قد تعتقنا من أسر اغلال طوقنا أنفسنا منذ عقود واشباح صنعناها وظللنا نخاف منها.. هل العدو الإسرائيلي قوة جامحة ومرعبة عسكرياً واستخباراتياً كما ظننا، وإذا كانت كذلك فلماذا لم تحقق أى من أهدافها التى أعلنتها قبل الهجوم على غزة من القضاء على حماس واستعادة الرهائن؟!

بميزان الربح والخسارة أيهما فاز حماس أم دولة.. الواقع يقول أن حماس حققت نصراً سياسياً وعسكرياً مدوياً بعد أن كسرت أنف إسرائيل فى ميادين الحرب والتفاوض واجبرتها على قبول الهدنة مقابل استعادة بعض من الأسرى الإسرائيليين المدنيين.

الخاسرون فى حرب غزة كثر ولكن أكثرهم خسارة سفاح أطفال غزة نتنياهو والذى كشفت صحيفة «يديعوت احرنوت» فى آخر استطلاعات للرأى أن ٧٣٪ من الإسرائيليين فقط يرون أنه لم يعد صالحا للحكم وأن مستقبله السياسى غارق فى ظلمات السجن أو العزل!.

خسرت اسرائيل أيضا تعاطفاً عالمياً بعد أن أبدت جدارتها بلقب دولة الارهاب وكشفت عن دمويتها ووحشيتها التى لم يسلم منها أطفال الحضانات ولا مبانى المدارس ولا المستشفيات.

الخسارة الأكبر من وجهة نظرى أنه ترسخ فى وجدان جنود الاحتلال عقدة تاريخية تتمثل فى خسارة المواجهات العسكرية على الأرض، تلك العقدة التى صنعها المصريون فى حروب الاستنزاف وحرب اكتوبر المجيده واكد عليها مقاتلو حماس وهم يسحقون أرواح آليات الصهيانية فى غزة.

ربحت المقاومة الفلسطينية عندما فرضت على اسرائيل قبول مقايضة الأسرى بالأسرى كقاعدة للتفاوض.. مجرد قبول إسرائيل بفكرة التفاوض والهدنة إقرار بهزيمتها ونصر من عند الله للمقاومة.

وفى يقينى أن الفائز الأكبر فى الحرب هى مصر التى تعاملت برشد وقبضت على أمنها القومى كالقابض على الجمر ولم تتخل عن مسئوليتها القومية تجاة القضية الفلسطينية.. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من المؤامرات التى لاتتوقف، وجعل مصير من أراد بها سوءاً الزاول والفناء.