الحياة تعود لغزة من جديد وتدفق المساعدات.. والقطاع يستقبل الغاز والوقود

ميناء رفح البرى
ميناء رفح البرى

بعد 48 يوماً من القصف والقتل والتدمير المتواصل بدأت معالم الهدنة التى دخلت حيز التنفيذ فى قطاع غزة صباح الجمعة فى الظهور فى مختلف مناطق القطاع، حيث توجه آلاف الفلسطينيين من سكان شرق دير البلح وخان يونس إلى بيوتهم فيما شهدت مدينة رفح جنوباً حركة نشطة فى الشوارع، بعد أن خرج السكان إلى الأسواق لشراء ما يحتاجونه.

فى الوقت نفسه بدأ تدفق شاحنات المؤن والمساعدات الإنسانية فى التدفق عبر معبر رفح، حيث من المقرر دخول 200 شاحنة تقريبا كل يوم. واستقبل القطاع المنكوب شاحنات تحمل الوقود وغاز الطهى للمرة الأولى منذ بدء الحرب فى قطاع غزة.

اقرأ أيضاً| وزير خارجية إيران السابق: دعمنا لحماس لا يشمل الحرب بجانبهم

ومع ابتعاد الطيران الحربى الإسرائيلى عن سماء غزة تدريجيا منذ بدء وقف النار صباح الجمعة تمكنت 12 سيارة إسعاف فى صباح الجمعة من الدخول عبر معبر رفح لنقل الجرحى والمصابين لتلقى العلاج فى مصر.

يأتى ذلك فيما ظل شمال القطاع «منطقة محظورة» على الفلسطينيين، حيث حذر الجيش الإسرائيلى سكان شمال غزة الذين نزحوا عن منازلهم من العودة إليها مؤكدا أن العودة إلى الشمال «ممنوعة وخطيرة».

وجاء فى مناشير ألقتها الطائرات الإسرائيلية: «الحرب لم تنته بعد! الوقفة الإنسانية مؤقتة ومنطقة شمال القطاع هى منطقة حرب خطيرة وممنوع التجول بها. من أجل سلامتكم يمكنكم التوجه فقط من الشمال إلى الجنوب عبر طريق صلاح الدين. الرجوع إلى الشمال ممنوع وخطير جدا. مصيركم ومصير عائلاتكم بأيديكم وقد أعذر من أنذر».

وتطبيقاً لتهديداته أطلق القناصة الإسرائيليون على النازحين الفلسطينيين الذين حاولوا العودة إلى بيوتهم شمالاً ما أدى إلى استشهاد مواطنين واصابة آخرين.

فى الوقت نفسه أكد متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أن الجيش استكمل انتشاره على خطوط الهدنة المؤقتة مع بدء تطبيق الاتفاق الساعة السابعة بالتوقيت المحلى.

وتتضمن الصفقة الإفراج عن 50 رهينة إسرائيلية من النساء والأطفال دون 19 عاما، وبالمقابل يفرج مقابل كل واحد منهم عن 3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال لدى الجانب الإسرائيلى. وسيتم يوميا إدخال 200 شاحنة مواد إغاثية وطبية و4 شاحنات وقود وغاز طهى «لكافة مناطق قطاع غزة» خلال الهدنة.. فى الوقت نفسه سيوقف الطيران الإسرائيلى تحليقه فوق غزة ل6 ساعات يوميا خلال الهدنة، اعتبارا من 10 صباحا. وسيتم خلال أيام الهدنة جمع المعلومات حول بقية الأسرى للنظر فى إمكانية أن يكون هناك أعداد أكبر يتم الإفراج عنهم وبالتالى تمديد هذه الهدنة.

وفجر الجمعة، قال مصدر أمنى مصرى، إن وفداً أمنياً مصرياً وصل إلى القدس ورام الله، بهدف تسلّم الأسرى الفلسطينيين المحررين، ومراقبة الالتزام بقائمة الأسماء التى قدمتها الحكومة الإسرائيلية للوسطاء ووافقت عليها حماس.. ميدانيا، تواصل القصف الإسرائيلى على قطاع غزة قبل بدء سريان الهدنة موقعا عشرات الضحايا ومعظمهم من نساء وأطفال.

وقبل نحو ساعتين من الهدنة، اقتحم الجيش الإسرائيلى المستشفى الإندونيسى وسط إطلاق للنار وقتل امرأة مصابة وأصاب 3 من الجرحى الذين يعالجون بالمستشفى، وهم فى إصابة خطيرة، واعتقل 3 مصابين آخرين، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.

ومساء الخميس، قتل 27 شخصا على الأقل وأصيب 93 فى غارة على مدرسة تابعة للأمم المتحدة فى مخيم جباليا الأكبر فى قطاع غزة ويقع فى شماله، حسب مصدر طبى فى مستشفى العودة فى جباليا.

على جانب آخر اعتبر كثير من المنظمات غير الحكومية أن 4 أيام لا تكفى لإدخال المساعدة المطلوبة، داعين إلى وقف كامل للنار.. وشدد المفوض العام للأونروا، فيليب لازارينى، على دعوته لوقف إطلاق نار طويل الأمد حين تنتهى الهدنة بعد 4 أيام.مؤكداً أنه شهد «معاناة لا توصف للناس هناك وان الوضع الإنسانى فى غزة أصبح أسوأ بكثير مع استمرار النزوح فى القطاع».

وأردف: «نستضيف الآن أكثر من مليون شخص فى مدارسنا ومنشآتنا فى مختلف أنحاء غزة». وأشار إلى استعداد الأونروا لاستقبال أكثر من 150 شاحنة مساعدات لقطاع غزة كل يوم.

على صعيد الضفة الغربية داهمت القوات الإسرائيلية قبل بدء الهدنة منازل عدة فى قرية كفر قليل جنوبى نابلس، وعدد من الأحياء فى مدينة الخليل جنوبى الضفة الغربية. وشهدت أماكن متفرقة من الضفة الغربية توترا إثر اقتحام القوات الإسرائيلية لعدد من البلدات وتنفيذها سلسلة من المداهمات.