في ذكري وفات أحمد زكي .. نكشف عن وجوه الفتى الأسمر

أحمد زكي
أحمد زكي

محمد كمال

وجد الجمهور في أحمد زكي البساطة والتلقائية بجانب الموهبة الكبيرة فقد كان مقنعا في الأدوار التي يجسدها رغم أنه على سبيل المثال قدم دور ضابط الشرطة 3 مرات، لكن في كل مرة نجده مختلفا، “العقيد هشام أبوالوفا” يختلف عن “المقدم حازم الشناوي” وتختلف الإثنان مع يحيى المنقبادي صحيح أن لكل شخصية تفاصيلها التي وضعها المخرج وكاتب السيناريو، لكن أيضا “الفتى الأسمر” كان شديد التركيز في التفاصيل الخاصة برسم الشخصيات حيث يظهر كل دور بشكل مختلف عن الآخر.

منذ الظهور الأول بشخصية “راضي” في مسرحية “هاللو شلبي” عام 1969، وبرغم صغر حجم الدور، إلا أنه أظهر أن “الشاب الأسمر” يمتلك موهبة تمثيلية كبيرة فخلال الدور قدم زكي تقليد للنجم الكبير وقتها محمود المليجي، وظهر “الفتى الأسمر” بوجه “إمبراطور الشر”.

يعتبر فيلم “شفيقة ومتولي” وجه مهم ظهر به أحمد زكي في فترة السبعينيات، وتحديدا عام 1978 عندما أسند له المخرج علي بدرخان دور متولي الذي يحمل اسم بطل الفيلم، رغم أن على التتر سبقه كلا من أحمد مظهر ومحمود عبد العزيز، إلا أن “الفتى الأسمر” كان حاضرا وبارزا وموازيا لدور البطلة “شفيقة” التي قدمت دورها سعاد حسني.

ثم جاء وجه كمال في مسرحية “العيال كبرت” عام 1979 ليسطر اسم أحمد زكي في عالم الكوميديا، فقد جاء ظهوره بشكل مختلف تماما عما كان عليه في “مدرسة المشاغبين”، فقد كان دور كمال لا يقل في أهميته ومساحته عن دوري “سلطان” و”عاطف”، بل وحمل “كمال” في المسرحية نزعات كوميدية خاصة، وفي نفس العام يقدم “الفتى الأسمر” على النقيض دور في قمة التراجيدية عندما قدم دور “عميد الأدب العربي” عندما اختاره المخرج يحيى العلمي ليقدم دور طه حسين المثقف الكفيف ورحلته في مسلسل “الأيام”، ويعد أحمد زكي من الممثلين القلائل الذين برزوا في تقديم دور الكفيف بحرفية وقدرة عالية.

وفي عام 1981 يقدم دور الشاب العاشق الرومانسي المثقف “شكري” في فيلم “موعد على العشاء”، خريج الفنون الجميلة الذي يعمل مصففا للشعر مع المخرج محمد خان، والذي شارك في بطولته سعاد حسني وحسين فهمي، وفي نفس العام يقدم دور “إسماعيل” الشاب البسيط المغلوب على أمره في فيلم “عيون لا تنام” للمخرج رأفت الميهي، وفي عام 1982 يقدم دور أحمد الشاذلي مخرج الأفلام الوثائقية الشاب الثوري الذي يقدم فيلما عن أحد محالج الأقطان ثم يكتشف التلاعب الذي يحدث داخله فيقرر الإستمرار لكشف كل التفاصيل رغم المعوقات، ويظهر أحمد زكي عام 1983 في دور “خالد عبد الحميد” في فيلم “المدمن” وتلك هي المرة الأولى التي يقدم فيها زكي هذا الدور وكان من أوائل الأدوار التي تقدم بهذه المساحة على “الشاشة الفضية”.

وجهان جديدان يظهر بهما أحمد زكي عام 1984 الأول في شهر فبراير من خلال فيلم “الراقصة والطبال” المأخوذ عن قصة إحسان عبد القدوس وأخرجه أشرف فهمي، وقدم فيه زكي دور “عبده الطبال” أحد أكثر الأدوار نجاحا على المستوى الجماهيري، لأحمد زكي حيث أظهر تمكن شديد في التعامل مع آلة الطبلة، والفيلم الثاني كان “النمر الأسود” مع المخرج عاطف سالم والذي يعد النقلة المهمة في مشوار أحمد زكي من خلال تقديمه دور “محمد حسن” الشاب البسيط الذي يسافر إلى ألمانيا ليعمل خراطا ويتحول إلى الرياضة حيث ينطلق في الملاكمة.

وجوه كثيرة ظهر بها أحمد زكي خلال مسلسله الشهير “حكايات هو وهي” الذي شارك في بطولته مع سعاد حسني وأخرجه يحيى العلمي، فالمسلسل كان عبارة عن حلقات منفصلة متصلة كل حلقة حكاية وشخصية جديدة بالإضافة إلى إرتكاز المسلسل بشكل كبير على الغناء وتعتبر تلك التجربة الغنائية الأولى لأحمد زكي التي فتحت الطريق أمامه إلى تجارب أخرى في المستقبل.

في عام 1986 يظهر “الفتى الأسمر” في دورين اسمهما أحمد، لكن مع وجود فوارق كبيرة، فالأول “أحمد سبع الليل” المجند البسيط الساذج الذي تأتي خدمته في أحد سجون الاعتقال في فيلم “البريء” للمخرج عاطف الطيب، والثاني “المعلم أحمد أبو كامل” الرجل البسيط الإنتهازي المتطلع الذي يتزوج من أرملة طمعا في الإستحواذ على تجارة زوجها السابق، وذلك في فيلم “شادر السمك” للمخرج علي عبد الخالق، وفي نفس العام قدم أحمد زكي دور “علي عبد الستار” الشاب الموظف البسيط الذي لا يستطيع توفير نفقات الزواج في فيلم “الحب فوق هضبة الهرم” للمخرج عاطف الطيب، وأيضا دور عادل صدقي في فيلم “البداية” للمخرج صلاح أبو سيف.

وجه مهم في مسيرة أحمد زكي قدمه خلال دور “عبد السميع” في فيلم “البيه البواب” وهو حارس العقار البسيط الذي ينزح مع أسرته للقاهرة ويبدأ في توسيع أعماله شيئا فشيئا، وأيضا دور “أنور عبد المولى” في فيلم “أربعة في مهمة رسمية” الموظف الذي يحلم بالسفر فيقوم بمهمة رسمية وهي توصيل تركة حكومية تتكون من 3 حيوانات إلى القاهرة، والفيلم من إخراج علي عبد الخالق.

3 وجوه متنوعة يظهر بهم أحمد زكي عام 1988، أثنين منهما تحت إدارة المخرج محمد خان، الأول في فيلم “أحلام هند وكاميليا” من خلال دور عيد النصاب خفيف الظل، وفيلم “زوجة رجل مهم” الذي قدم خلاله دور “العقيد هشام أبو الوفا” الذي يعد واحد من أبرز الأدوار في مسيرة أحمد زكي وأكثرها تعلقا من جانب الجماهير، ذلك الضابط المتسلط الذي يمثل نموذج لفترة الانفتاح في نهاية السبعينيات، أما الفيلم الثالث فهو “الدرجة الثالثة” مع المخرج شريف عرفة الذي ينتمي للنوع الكوميدي من خلال دور “سرور” أحد مشجعي فريق في الدرجة الثالثة، والذي يتحول إلى رئيس رابطة محبي النادي بعد ذلك.

خلال مرحلة التسعينيات برز أحمد زكي أكثر في تقديم وجوه عديدة جاءت بشكل متنوع أكثر من الثمانينيات، مثلا قدم دور الملاكم من جديد في فيلم “كابوريا” للمخرج خيري بشارة، إلا أن “حسن هدهد” يختلف كليا عن “محمد حسن” في “النمر الأسود”، ودور “مستطاع الطعزي” مدرس الفلسفة الذي يتحول إلى دجال مشعوذ في فيلم “البيضة والحجر” للمخرج علي عبد الخالق، ثم “زينهم” تاجر المخدرات الذي يصل إلى أعلى قمة في تلك التجارة في فيلم “الإمبراطور” للمخرج طارق العريان، ثم “منتصر عبد الغفار” المتهم الهارب الذي يحاول تبرئة نفسه في فيلم “الهروب” للمخرج عاطف الطيب، وأيضا كوميدية وسخرية “حسام منير” في فيلم “امرأة واحدة لا تكفي” للمخرجة إيناس الدغيدي.

يأتي دور محامي التعويضات الفاسد الذي يبدأ ضميره المهني في التغيير بعد أن وجد ابنه مصابا في حادث أليم من أكثر الأدوار شهرة التي قدمها أحمد زكي، وذلك في فيلم “ضد الحكومة” للمخرج عاطف الطيب وتظل الخطبة التي ألقاها في مرافعته عالقة بأذهان الجماهير حتى الآن، خاصة جملة “كلنا فاسدون.. لا أستثني أحد”، وأيضا دور المواطن العاجز “صلاح عبد الراضي” في فيلم “مستر كاراتيه” مع المخرج محمد خان، ودور الضابط “حازم الشناوي” في فيلم “الباشا” للمخرج طارق العريان ذلك الضابط الموهوب، لكنه لا يهتم بمعرفة القانون، بالتالي تسقط معظم قضاياه إجرائيا، و”كمال” الطيار السابق في الحرب الذي يعيش بذنب الإهمال ويساعد السلطات في الإيقاع بأكبر تاجر مخدرات من خلال فيلم “الرجل الثالث” للمخرج علي بدرخان، ودور “حمادة” السائق الساخر البسيط في فيلم “سواق الهانم” للمخرج حسن إبراهيم.

وفي عام 1996 ظهر أحمد زكي بعدة وجوه كوميدية مثل “صلاح” في فيلم “نزوة”، و”عباس العنتيل” في “إستاكوزا”، و”حسن راغب المنشاوي” في “حسن اللول”، مع ذلك في نفس العام قدم دور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في فيلم “ناصر 56” للمخرج محمد فاضل، وهو أحد التجارب المهمة في تاريخ السينما المصرية، فهو أول فيلم من إنتاج قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون يتم طرحه في دور العرض، وحقق نجاحات كبيرة وقتها، وأذهل أحمد زكي الجماهير في تقديم شخصية ودور عبدالناصر رغم الفوارق الكبيرة بينها شكليا وجسديا، وذلك الذي حمس المنتجين بعدها ومن قبلهم الجماهير لتكرار التجربة مع الرئيس محمد أنور السادات، وهو ما تحقق بالفعل عام 2001 مع المخرج محمد خان عندما قدم أحمد زكي أبرز دور في مسيرته، ثم قدم بعده شخصية عبد الحليم حافظ في فيلم “حليم” عام 2006 مع المخرج شريف عرفة.

في عام 1998 قدم أحمد زكي دور “زين” في الفيلم الرومانسي الكوميدي “هيستريا” مع المخرج عادل أديب، ثم قدم دور الملاكم للمرة الثالثة في فيلم “البطل”، ثم أثنين من أهم ادوراه، الأول المصور البسيط “سيد غريب” الذي يجول العاصمة بكاميرته في فيلم “اضحك الصورة تطلع حلوة” للمخرج شريف عرفة، ثم دور “يحيى المنقبادي” في الفيلم الشهير “أرض الخوف” للمخرج داود عبد السيد الذي فيه يتحول “يحيى” من ضابط شرطة إلى تاجر مخدرات في أكثر الأفلام الفلسفية في تاريخ السينما المصرية.

في عام 2002 قدم الفتى الأسمر دور “رأفت رستم” في فيلم “معالي الوزير” للمخرج سمير سيف، ذلك الدور الذي قدمه بإتقان شديد حيث لم يظهر وزير من قبل بهذه المساحة على الشاشة لدرجة جعلت الجماهير يفكرون من هو الوزير المقصود، حيث أن “رأفت” المطار كان دائما بالكوابيس، لكنها لم تكن إلا مجرد أفعال شيطانية قام بها للوصول إلى الكرسي.

 

اقرأ أيضا : خالد محمود يكتب: أيام مع «السادات» .. ولماذا طلب منى أحمد زكىحلاقة «شنبى»؟

;